"لينتا دوت رو": روسيا ستدعم صربيا حال اندلاع صراع عسكري مع كوسوفو

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

بلغت حدة التوتر بين صربيا وكوسوفو مطلع أغسطس/ آب 2022، بشأن تطبيق قوانين تتعلق بالوثائق المدنية ولوحات السيارات، إلى حد إطلاق الرصاص وصافرات الإنذار على الحدود، وفيما أعلن حلف شمال الأطلسي "ناتو" تأهبه أكدت روسيا دعمها لبلغراد.

وسبق أن أعلنت الحكومة الكوسوفية أنه بدءا من 1 أغسطس 2022 سيتعين على المسافرين القادمين من صربيا تبديل وثائقهم الصادرة من صربيا بوثائق شخصية جديدة للدخول والخروج صادرة من بريشتينا (عاصمة كوسوفو).

وانفصلت كوسوفو، التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا عام 1999 وأعلنت استقلالها عنها عام 2008، لكن بلغراد ومن ورائها موسكو ما زالت تعدها جزءا من أراضيها، وتدعم أقلية صربية في كوسوفو.

من جانبها، توقعت صحيفة "لينتا دوت رو" الروسية استمرار الصراع بين كوسوفو وصربيا، وحدوث هجوم من قبل الأولى في أي لحظة، مؤكدة في الوقت ذاته أن موسكو لن تترك بلغراد لوحدها في هذا الصراع.

غليان كبير

وذكرت الصحيفة الروسية أن الشرطة الكوسوفية أفادت في الساعات الأخيرة من 31 يوليو/ تموز 2022 بأن أعيرة نارية أطلقت باتجاه وحداتها على الحدود.

وقالت الشرطة إن متظاهرين صربا اعتدوا بالضرب على العديد من الألبان الذين يمثلون العرقية الرئيسة في كوسوفو، كما أوقف محتجون صرب شاحنات وآليات ثقيلة أخرى على الطرق المؤدية إلى معبرين حدوديين.

ودوت صافرات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية لأكثر من 3 ساعات في بلدة ميتروفيتشا شمالي كوسوفو التي يشكل الصرب أغلب سكانها.

فيما أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن الصرب في كوسوفو "لن يصبروا على مزيد من الظلم".

وأضاف في خطاب توجه به للشعب، ليلة 1 أغسطس، أنه حصل على تعهد من صرب كوسوفو بعدم صدور أي اعتداء أو استفزاز منهم تجاه الألبان.

وتابع: "سنبحث عن السلام إلا أنني أود التأكيد أيضا بأنن لن نستسلم"، مشيرا إلى أن صربيا لم تكن يوما معقدة وفي وضع صعب كما هي اليوم.

وادعى فوتشيتش أن كوسوفو تحاول دوما إظهار نفسها بمظهر الضحية.

واستطرد: "صربيا ليست بالبلد الذي يمكنكم هزيمته بسهولة كما كان أيام سلوبودان ميلوسيفيتش وبوريس تاديتش"، في إشارة إلى رؤساء صربيا السابقين.

وكانت حكومة كوسوفو منحت الصرب فترة انتقالية مدتها 60 يوما للحصول على لوحات معدنية صادرة عن كوسوفو.

وكان مقررا أن يبدأ مطلع أغسطس سريان قانون يلزم جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول.

وعلى وقع التوتر بين الشرطة والمجتمعات المحلية التي أقامت حواجز على الطرق أرجأت حكومة كوسوفو تنفيذ القرار لمدة شهر.

وذلك بعد مشاورات أيضا مع سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وقالت الحكومة إنها ستبدأ في التنفيذ في الأول من سبتمبر/ أيلول 2022.

هجوم مرتقب

ولفتت الصحيفة الروسية إلى أن صربيا تتوقع الهجوم في أي لحظة، بعدما رصدت تحركات عسكرية في كوسوفو. 

ونقلت عن وكالة الأنباء الصربية أن وحدات من جيش كوسوفو تحركت شمالا نحو مدينتي زوباك وزوبينا في شمالي كوسوفو.

وأفادت مصادر مختلفة بوقوع اشتباكات على الحدود بين الجيش الصربي والشرطة في جمهورية كوسوفو المعلنة من جانب واحد، ما أدى إلى إصابة أشخاص بجروح.

ومع ذلك، نفت وزارة الدفاع الصربية في وقت لاحق هذه الأخبار، مؤكدة أن المعلومات المضللة انتشرت عمدا في بريشتينا.

فيما أدلت سلطات كوسوفو ببيان مماثل أكدت فيه أنها لا تملك بيانات عن ضحايا الاشتباكات.

لكن أعلنت شرطة كوسوفو لاحقا أنها سجلت طلقات على الحدود باتجاه أفرادها العسكريين، لكن لم يصب أحد نتيجة لذلك.

فيما أفادت بوابة كوسوفو أونلاين بأن الشرطة أغلقت معبري برنجاك ويارين الحدوديين، حيث بدأ الصرب المحليون في بناء الحواجز على الطرق السريعة والاحتجاج على قرار بريشتينا بإلغاء الوثائق الصربية.

وجرى وضع وحدة حفظ سلام تابعة لحلف الناتو في حالة تأهب في كوسوفو حيث تصاعد الصراع بسبب قرار سلطات كوسوفو بإلغاء الوثائق الصربية.

وكان قد حذر وزير الخارجية الصربي نيكولا سيلاكوفيتش سابقا من أن سلطات كوسوفو تعد "جحيما" للصرب الذين يعيشون هناك، عبر قراراتها الأخيرة.

وأضاف أن هذا يعني أن الصرب الذين يعيشون في كوسوفو سيحرمون إلى أجل غير مسمى من فرصة عبور الحدود بحرية بين صربيا وجمهورية كوسوفو.

وحاولت بريشتينا بالفعل حظر الأرقام الصربية في سبتمبر 2021. حيث نصب الصرب أيضا حواجز على الطرق احتجاجا على سحب كوسوفو القوات إلى الحدود.

ولكن تمت تسوية الوضع في مفاوضات بوساطة الاتحاد الأوروبي.

حضور أميركي روسي

وتعليقا على تأجيل القرار حتى مطلع سبتمبر، ذكرت وسائل إعلام محلية أن هذه الخطوة جاءت بعد محادثات مع السفير الأميركي جيفري هوفينيه في كوسوفو.

وأشار الممثل الخاص لواشنطن إلى وجود "سوء تفاهم" في القانون الجديد ، وأن الحكومة الأميركية توصي بتأجيل العمل به في الوقت الحالي.

على الصعيد الآخر، أعرب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش عن شكره لوزارة الخارجية الروسية على دعمها لبلغراد خلال الأزمة الأخيرة حول شمال كوسوفو.

وفي كلمة متلفزة عقب اجتماع عقده في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الصربية، شكر فوتشيتش "أولئك الذين دعموا صربيا"، وخص بالذكر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل وكذلك موظفي السفارة الأميركية.

وأضاف: "أود أن أشكر بشكل خاص ممثلي وزارة الخارجية الروسية، الذين أدركوا بالضبط حقيقة ما كان يحدث، وكان رد فعلهم صحيحا للغاية".

وكانت روسيا تدخلت في نفس اليوم عبر وزارة خارجيتها مطالبة سلطات كوسوفو وواشنطن والاتحاد الأوروبي بوقف الاستفزازات واحترام حقوق الصرب في الإقليم الانفصالي (كوسوفو).

وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن "الجمهورية المعلنة من تلقاء نفسها واثقة من أن الصرب لن يظلوا غير مبالين وسيدافعون عن حقوقهم وحرياتهم".

وادعت أن قادة كوسوفو يتعمدون التصعيد من أجل إطلاق "السيناريو العسكري". 

وبعد 14 عاما من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة لبرشتينا.

الكلمات المفتاحية