رغم رفض أميركا.. "غازيتا رو": ألمانيا مضطرة لإحياء مشاريع نقل الغاز الروسي

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

في أحدث ردودها على عقوبات ألمانيا ودعمها العسكري لأوكرانيا، أعلنت روسيا في 25 يوليو/ تموز 2022، تخفيض إمدادات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" إلى برلين، بمقدار النصف مجددا، لينزل إلى 20 بالمئة من طاقته الاستيعابية.

وهذه المرة الثانية التي تخفض فيها روسيا تدفقات غازها إلى ألمانيا عبر نورد ستريم1، إذ كانت الأولى منتصف يونيو/ حزيران 2022، عندما خفضتها بنسبة 60 بالمئة، معللة ذلك بالتأخر في عودة التوربينات التي يتم صيانتها في كندا بسبب العقوبات.

وبعد إغلاق تام استمر 10 أيام، استؤنفت صادرات الغاز الروسي عبر أنبوب النفط الروسي، لكنه استمر على نسبة 40 بالمئة فقط من طاقته الاستيعابية.

وفي هذا السياق، أكدت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية أن هذه الاضطرابات التي تؤثر مباشرة على المواطن الألماني واقتصاده، بدأت تدفع قطاعا كبيرا من الشعب للضغط على الحكومة للمصادقة على استغلال خط "نورد ستريم2" الجاهز للاستخدام لكن ترفض أميركا تشغيله.

وفي فبراير/ شباط 2022، واستجابة لضعوط واشنطن أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، تعليق المصادقة على المشروع في أعقاب اعتراف موسكو رسميا باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، رغم تكلفته البالغة 11 مليار دولار.

دعوات متصاعدة

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن ​​رئيس لجنة المناخ والطاقة في البرلمان الألماني كلاوس إرنست، أكد في 29 يوليو، حاجة بلاده إلى خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم2. 

وقال إرنست في تصريحات لوكالة "تاس" الروسية، إن ألمانيا لا تزال بحاجة إلى الغاز الروسي ويمكن استخدام خط أنابيب نورد ستريم2 في حال عدم وجود خيارات أخرى.

وأضاف أنه من غير المهم تحديد ماهية خط الأنابيب الذي ينقل الغاز إلى ألمانيا، "ففي كل الأحوال يظل الغاز قادما من روسيا".

ووصف قضية نورد ستريم 2 بأنها "رمزية"، مشيرا إلى أنه إذا لم تكن هناك آفاق أخرى لتوفير الغاز، فيجب أن تبدأ برلين الحديث عن اعتماد المشروع "في أقرب وقت"، حسب تعبيره.

وقبل عدة أيام، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات صحفية، أن "نورد ستريم2" جاهز لتلبية حاجة أوروبا، مدعيا أن هناك "إعاقة لأعمال تشغيله لأسباب سياسية".

و"نورد ستريم2" خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية، ويمر بشكل مواز مع خط الغاز الأصلي "نورد ستريم1" الذي ينقل حوالي 55 مليار متر مكعب من الغاز إلى ألمانيا منذ عام 2012.

ومنذ الإعلان عن بدء إنشائه عام 2018، اتخذت أميركا التي تريد القضاء على أي تعاون بين روسيا وألمانيا، من "نورد ستريم2" ذريعة لإشعال خلاف متوار مع برلين وصلت حد فرض عقوبات على الشركات المشاركة في بناء الخط، ما عرقل إتمام أعمال البناء أكثر من مرة حتى اكتماله بداية 2022.

وادعت الصحيفة الروسية أن البرلمان الألماني يرى أنه ينبغي على السلطات النظر في إطلاق خط نورد ستريم2، بسبب الكميات المحدودة الحالية من إمدادات الغاز عبر نورد ستريم1.

ووصف رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الفيدرالية "مايكل كريتشمر" ، في مقابلة مع صحيفة "دي تسايت" الألمانية، فكرة العزلة الدائمة لروسيا بأنها سخيفة وخطيرة.

وأضاف كريتشمر: "على أي حال، أعتقد أن عزل روسيا بشكل دائم أو عدم الانخراط في تعاون اقتصادي معها مرة أخرى أمر سخيف وخطير".

وتابع: أن روسيا، المتعاونة مع الصين والتي ليس لها الآن علاقات مع أوروبا، "أكثر خطورة بكثير، وعلى مدى العقود الماضية وطدت علاقات قوية بين روسيا وأوروبا في الأعمال التجارية والعلمية والثقافية".

غضب الشعب

ولفتت الصحيفة إلى أن سكان مدينة بايرويت الألمانية أطلقوا في 29 يوليو صيحات استهجان على نائب المستشار، وزير الاقتصاد الألماني "روبرت هابك" خلال خطابه بالمدينة.

وأوضحت أن سبب غضب الجمهور كان التصريحات التي رددها  حول ضرورة مواجهة روسيا وإمداد أوكرانيا بالسلاح، فضلا عن التضخم وأزمة الطاقة في البلاد.

وقال هابك إن الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة مرتبط بالعملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لذلك يجب أن تصبح ألمانيا مستقلة عن موارد الطاقة الروسية في أقرب وقت ممكن. 

وجدد تأكيده مرة أخرى على المعنى السياسي الضمني في خفض إمدادات الغاز، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن حكومة البلاد تحاول تسليم التوربينات إلى روسيا في أسرع وقت ممكن.

وحسب صحيفة "دي فيلت" الألمانية حمل المتظاهرون بأيديهم لافتات كتب عليها عبارات مهينة موجهة للوزير هابك، ودعت إحدى اللافتات إلى محاكمة سياسيين ألمان.

وهتف الحشد قائلا: "اخرج يا مشعل الحرب".

وذكرت الصحيفة الروسية أن زعماء سبع مدن وبلدية في جزيرة روغن في بحر البلطيق لجؤوا في 28 يوليو إلى الحكومة الألمانية باقتراح للنظر في استخدام خط الغاز نورد ستريم2.

وينص النداء على أن مسار السلطات الفيدرالية للتخلي عن ناقلات الطاقة الروسية خاطئ.

حيث يعتقد أن أمن الطاقة واستقرار إمدادات الوقود على المدى الطويل من أولويات ألمانيا، ولذلك إذا لم يكن من الممكن استخدام سعة خط "نورد ستريم1" بنسبة 100 بالمئة، فمن الضروري التفكير في تفعيل نورد ستريم2.

وحاليا ارتفعت أسعار الغاز بشكل حاد في ألمانيا بسبب اضطرابات الإمداد، مقتربة من سجلات مارس/ آذار 2022. 

وحذرت شركة "غازبروم" المهيمنة على الغاز الروسي في 25 يوليو من انخفاض حجم عمليات التسليم أكثر  في الأيام المقبلة.

الكلمات المفتاحية