حصاد 5 أشهر.. تبوير 12 ألف هكتار من مزارع أوكرانيا خلال الحرب الروسية

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تتصاعد المخاوف بشأن إمكانية نجاح اتفاق الحبوب الأوكرانية في ظل استمرار التجاذبات بين أوكرانيا وروسيا، بينما تتواصل مخاوف أخرى من استهداف روسيا المتواصل للأراضي الأوكرانية الخصبة.

ورأت صحيفة الموندو الإسبانية أن أكثر من 12 ألف هكتار (الواحد 10 آلاف متر مربع) من أراضي أوكرانيا الزراعية أصبحت عديمة الفائدة بسبب بقايا ذخيرة وألغام روسيا، فضلا عن الحرائق الناجمة عن القصف المتواصل منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

ملحمة صبي

وأفردت الصحيفة الإسبانية مساحة إلى شهادة ابن مسؤول أوكراني رفيع المستوى، اختطفه الروس خلال الحرب.

وأكد الصبي البالغ من العمر 16 سنة أنه شاهد الأعمال الوحشية التي تعرض لها الأوكرانيون الذين تعتقلهم روسيا. 

وقالت إن الأيام التي احتجز خلالها فلاديسلاف بورياك، داخل سجن فاسيليفكا القريب من ولاية زابوريزهيا (شرق)، قلبت حياته رأسا على عقب. 

وسبق وأن أخبر أعلى مسؤول في إدارة منطقة زابوريزهيا، الصحيفة، بالمصيبة التي عانى منها ابنه المحتجز لدى الروس.

وبهذا الشكل، انضم فلاديسلاف بورياك إلى إحصائية قاتمة، تضم حوالي 500 مواطن في هذا البلد اختطفتهم القوات الروسية لأسباب مختلفة. 

وألقي القبض على الصبي في الثامن من أبريل/ نيسان 2022 عندما حاول الفرار من الأراضي التي تسيطر عليها قوات موسكو، واكتشفوا هويته بعد أن تعرض لحادث صغير برفقة جندي في نقطة مراقبة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ملحمة هذا القاصر بدأت عندما أعلموه أنه "رهينة ثمينة بالنسبة لهم".

وبحسب روايته، نقل إلى منشأة تابعة لقسم شرطة فاسيليفكا، والتي استخدمها جيش موسكو بمثابة "معسكر تصفية" في تلك المنطقة.

وهناك احتجزوه في زنزانة "لا تتجاوز أبعادها المترين، وبها مرتبة على سرير معدني وبعض البطانيات"، وبعد أسبوع، كلفه أحد الضباط بأداء مهمة "عامل نظافة السجن". 

ويؤكد الضحية أنه "كان القاصر الوحيد في السجن، حيث لم يكن هناك سوى رجال تتراوح أعمارهم بين 20 و80 عاما".

كما أعلمه الجيش الروسي أنه "مكلف بتنظيف المطبخ والممرات والزنازين ...".

وأشارت الصحيفة إلى أن "وظيفة" القاصر سمحت له بالتجول في المبنى وتمكن من حضور الاستجوابات الوحشية، على حد وصفه.

وعلق الصبي  قائلا: ""كانت للزنازين نوافذ تنفتح على الممر ويمكنك أن ترى ما يحدث في الداخل".

وأضاف: "وفي اليوم الرابع من السجن، وضعوا سجناء آخرين في زنزانتي. لقد كانت وجوههم متورمة. في الواقع، أكدوا أنهم تعرضوا للضرب".

وواصل: " لقد كشف لي أحدهم أنه تعرض للتعذيب بواسطة الكهرباء. وخلال هذه العملية عمل الروس على ربط الأسلاك الكهربائية بأظافره". 

آلة تعذيب

وكشف القاصر أن السجين أصيب بصدمة شديدة لدرجة أنه قطع شرايين معصميه بواسطة علبة حادة، لكن الجنود الروس اكتشفوا أمره.

وعلق قائلا: "لقد نقلوه إلى المستشفى، لكنني لا أعرف ما حدث له. لم أره مرة أخرى".

ونقلت الصحيفة أن بورياك أطلق على الزنزانات اسم "غرفة التعذيب". في الواقع، أطلق عليها هذا الاسم عندما شاهد الضرب الذي تعرض له سجين آخر هناك ولاحظ وجود "صندوق يوجد فيه عدة أسلاك".

عموما، كانت هذه الآلة، سيئة السمعة، تستخدم للتعذيب من خلال الصعقات الكهربائية. وفي هذه الغرفة يوضع الجهاز على طاولة، وبجانبه نصب الروس كرسيا للمحقق وآخر لضحيته.

وصرح القاصر قائلا: "كانت هناك عدة كابلات معلقة من السقف يستخدمونها لربط السجناء. ذات يوم أجبروني على الدخول إلى الغرفة".

وتابع: "وكان هناك شخص يتدلى من تلك الأسلاك. كان وجهه مغطى بالدماء. في الحقيقة، لقد تعرض إلى الضرب بعصا حديدية".

ومضى يقول: "وفي غرفة التعذيب، كان هناك المزيد من الدماء على الأرض، وطلبوا مني تنظيفها. كان الجندي الروسي جالسا على كرسيه وكأن شيئا لم يحدث. بالنسبة لهم نحن مجرد حيوانات". 

وبحسب تقديره، فقد شاهد خلال فترة اعتقاله حوالي 20 سجينا يتعرضون للتعذيب. وأكد أنه "يمكن سماعهم وهم يصرخون ويتوسلون. كان الأمر فظيعا". 

وكشفت الصحيفة أن الصبي لا يزال يستيقظ ليلا حتى اليوم "متذكرا الصراخ ومشاهد تحول الغبار إلى دماء".

وذكرت أنه أطلق سراح نجل أوليغ بورياك أخيرا في السابع من يوليو/ تموز في عملية تبادل للأسرى.

جرائم مروعة

وبهذا الشكل، أضيفت شهادة فلاديسلاف المروعة الآن إلى القائمة الطويلة لجرائم الحرب المزعومة التي تحقق فيها السلطات الأوكرانية والتي تجاوزت بالفعل 16 ألف حالة، وفقا للإحصاءات الرسمية.

وأضافت الصحيفة أن السلطات الأوكرانية حددت حتى الآن 7500 مشتبه بهم ووجهت اتهامات إلى 127 من أفراد الجيش الروسي، على الرغم من أنها تمكنت من اعتقال 15 منهم فقط.

ونقلت أن كييف تعد أن ما يسمى "مراكز التصفية" الروسية تشكل أيضا انتهاكا للوائح الدولية التي تحكم النزاعات بسبب عمليات الابتزاز التي عانى منها الأوكرانيون الذين أجبروا على المرور بمراكز مثل الذي سجن فيه فلاديسلاف.

من جهته، يقدر سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر، أن موسكو أنشأت ما لا يقل عن 18 مركزا من هذا القبيل في الأراضي الأوكرانية المحتلة.

وأضاف أن ما بين 900 ألف و1.6 مليون أوكراني قد مروا بالفعل من أحد هذه المعتقلات، بما في ذلك 260 ألف طفل. 

في السياق، أوضح ممثل مكتب المدعي العام الأوكراني يوري بيلوسوف، قبل أيام قليلة لهيئة الإذاعة البريطانية، "بي بي سي"، أن الشكاوى المتعلقة بتجاوزات القوات الروسية في تلك المجمعات مستمرة وأنها تشمل جرائم قتل.

وبحسب هذا المسؤول فإن الشبكة الكاملة للسجون ومعسكرات التصفية "كانت قد أقيمت قبل فترة طويلة وكانت مهيأة بشكل جيد للغاية".

كما لفتت الصحيفة إلى أن مركز إستراتيجيات الدفاع الأوكراني، أفاد بتدمير أكثر من 130 هكتارا من مزارع الحبوب في مقاطعة خاركوف شمالي البلاد خلال الأيام الماضية.

وخلال نفس الفترة، اتهم رئيس منطقة كريفي ريه، أولكسندر فيلكول، وهي منطقة أخرى على الحدود مع خاركوف، دبابة روسية بإطلاق النار مباشرة على اثنين من الآلات الحاصدة أثناء حصاد الحبوب.

وقال: "بأعجوبة، تمكن السائقان من الفرار ولحقت أضرار جزئية بآلة واحدة فقط بسبب شظية".

وأضافت السلطات في نفس المنطقة، أن ما لا يقل عن 12 ألف هكتار من المحاصيل أصبحت عديمة الفائدة بسبب الألغام وبقايا الذخيرة، واختفت 400 هكتار أخرى وسط الحرائق الناجمة عن القصف.