استعانت بمجرمين.. صحيفة إسبانية: هكذا تعوض روسيا خسائرها بحرب أوكرانيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تقدر الولايات المتحدة حجم الخسائر البشرية في الجيش الروسي بأوكرانيا حتى الآن بنحو 15 ألف قتيل و45 ألف جريح، بينما تصدر تقديرات أكبر من دوائر بريطانية وأوكرانية.

فيما كشفت صحيفة الإندبندينتي الإسبانية، أن الكرملين بدأ يستعين بمجرمين وخارجين عن القانون عبر مجموعة فاغنر (شركة روسية خاصة) قبل العودة من التوقف التشغيلي الحالي، لتلافي الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف الجيش.

وضع صعب

وذكرت الصحيفة الإسبانية أنه خلال حرب أوكرانيا تعزز مرتزقة فاغنر الصفوف الأولى من قوات الجيش، وتلعب هذه المجموعة التي بدأت توغلاتها في أوكرانيا منذ عام 2014، دورا رئيسا في القتال.

وتأسست فاغنر، التي تعد جيش الظل الذي يعمل لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على يد محارب روسي مخضرم في حرب الشيشان.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أوكرانية أن الكرملين خسر ما يقارب 38 ألفا و400 جندي منذ بدء الصراع العسكري في أوكرانيا.

وسجلت فاغنر أيضا خسائر فادحة خلال عملية غزو لوغانسك، الواقعة في منطقة دونباس الخاضعة بالفعل للحكم الروسي.

أما الآن، فيسعى الرئيس الروسي إلى السيطرة على دونيتسك، وهي تقع أيضا في دونباس.

وبالتزامن مع مرور 145 يوما من الحرب في أوكرانيا، لقي ستة أشخاص مصرعهم في القصف الروسي على مدينة توريتسك في منطقة دونيتسك، وفقا لخدمات الطوارئ المحلية الأوكرانية.

في الواقع، تشن القوات الروسية، بالتزامن مع عودتها المحسوبة من التوقف التشغيلي، هجمات برية محدودة على دونيتسك.

من ناحية أخرى، تعطي القوات الروسية الأولوية للتقدم حول سيفرسك وباخموت، مع الحفاظ على مواقع دفاعية شمال مدينة خاركوف وعلى طول المحور الجنوبي، وفقا لمعهد دراسة الحرب الأميركي.

ولوغانسك ودونيتسك كانتا جزئيا تحت حكم الانفصاليين الموالين لروسيا قبل الغزو الذي أمر به بوتين في 24 فبراير/ شباط 2022. أما الآن، فيحاول بوتين استكمال ضم دونباس، كما فعل مع شبه جزيرة القرم قبل ثماني سنوات.

في هذا السياق، أمر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، القوات الروسية بمنع القوات الأوكرانية من شن هجمات صاروخية ومدفعية على البنية التحتية المدنية والأشخاص في دونباس.

وطالب شويجو جيشه بإعطاء الأولوية لتدمير الصواريخ بعيدة المدى والمدفعية، وفقا لوكالة أنباء تاس.

من جهتها، تمكنت أوكرانيا من الوصول إلى 30 مركزا للذخيرة واللوجستيات الروسية بفضل الأسلحة التي قدمها الغرب أخيرا.

مرحلة جديدة

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تستعد الآن لاستئناف عملياتها الهجومية، خاصة بعد التوقف التشغيلي خلال الفترة الماضية.

ولذلك، فهي تحتاج إلى قوات جديدة لإنعاش صفوف جيوشها. وفي هذا السياق، لجأت فاغنر إلى المدانين والخارجين على القانون في الأراضي الروسية لتغطية خسائر الحرب، وفق ما أكدته الاستخبارات البريطانية. 

في الأثناء، أكدت آخر تقارير وزارة الدفاع البريطانية أن هذه العناصر عادة ما تتلقى تدريبا محدودا للغاية. نتيجة لذلك، فإن فعالية المرتزقة ستنخفض بشكل كبير بالتزامن مع تراجع شروط التجنيد.

عموما، يرسل هؤلاء المرتزقة إلى مناطق "ساخنة"، حيث ستكون حياتهم معرضة لمخاطر جدية. 

ونقلت الإندبندينتي عن وزارة الدفاع البريطانية أن "الروس خفضوا من معايير التوظيف، من خلال تجنيد المدانين والأشخاص الذين كانوا على القائمة السوداء.

لهذا، فإن تدريب المجندين الجدد محدود للغاية ومن المحتمل أن يؤثر هذا بشكل كبير على الفعالية التشغيلية المستقبلية للمجموعة ويقلل من قيمتها بوصفها دعامة أساسية للقوات النظامية الروسية".

وتدعي هذه المصادر البريطانية أن "بعض كبار القادة العسكريين الروس منزعجون من الدور البارز للمرتزقة".

ويبلغ قوام مجموعة فاغنر حوالي 10 آلاف جندي، عملت في دول مثل مالي وليبيا وسوريا وموزمبيق وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وتتهم مجموعات حقوقية المرتزقة باستمرار الانتهاكات وارتكاب المجازر. وتجدر الإشارة إلى أن فاغنر ظهرت لأول مرة في عملية الضم غير القانوني لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

في الواقع، إنها ليست مجموعة بل شبكة من الشركات، مرتبطة وفقا لمصادر استخبارات غربية بيفغيني بريغوجين، صديق بوتين، ورجل الأعمال الذي جمع ثروته من خلال شركات التموين.

وفي الوقت الراهن، تركز أعماله على الأمن والتضليل واستغلال الموارد الطبيعية في إفريقيا.

تكلفة باهظة

وكشف معهد دراسات الحرب الأميركي، في تقرير حديث أن "روسيا كثفت بدورها تجنيدها العسكري بحملة واسعة النطاق لتشكيل كتائب متطوعة، تسمى الكتائب الوطنية.

وذكر التقرير أنه "يروج الإعلام عن وحدات المتطوعين الجديدة من جميع أنحاء البلاد يوميا".

وذكرت الصحيفة أن بوتين لم يعلن الحرب، وهي كلمة لا يمكن استخدامها في وسائل الإعلام في روسيا، وبالتالي لا يمكنه تجنيد السكان بالقوة.

لذلك، لجأ إلى هؤلاء المتطوعون، الذين ينتمون بالأساس إلى أفقر المناطق والمرتزقة. ويضاف إليهم الأوكرانيون من المناطق الخاضعة للكرملين.

وأفادت الصحيفة بأن الإحصاءات التي جمعها الموقع الروسي المستقل، ميديا زونا، تكشف أن غالبية الجنود الذين لقوا حتفهم ينحدرون من الجمهوريات الفقيرة مثل داغستان في القوقاز وبورياتيا في جنوب سيبيريا.

ومند يونيو/ حزيران 2022، توفي 225 شخصا من داغستان، و185 من بورياتيا، وجندي فقط من موسكو. 

وأضافت الصحيفة أن كل كتيبة من الكتائب الجديدة ستتألف من حوالي 400 رجل تتراوح أعمارهم بين 18 و60 سنة، سيتم تكليفهم بالإشراف على وحدات من البنادق الآلية والدبابات ووحدات المشاة البحرية.

وهم ليسوا مطالبين بأداء خدمة عسكرية سابقة وسيحصلون فقط على 30 يوما من التدريب قبل الانتشار في أوكرانيا.  

وستكون الرواتب في حدود ثلاثة آلاف يورو شهريا، أي أن كل كتيبة ستكلف 1.2 مليون يورو.

وأوضحت أنهم سيكونون جنودا أقل كفاءة من المجندين العاديين في الجيش الروسي بأجور تحاذي أجور الجنود المحترفين. وقبل الحرب، كان الجنود الروس يكسبون حوالي 200 يورو شهريا.

وإذا تم تشكيل 85 كتيبة (لكل منطقة من المناطق الروسية) من 400 رجل لكل منها، سينضم 34000 متطوع إضافي إلى القتال، بتكلفة تبلغ حوالي 102 مليون دولار شهريا، مخصصة للرواتب فقط.

وبحسب معهد دراسات الحرب، فإن التكلفة باهظة، لأنهم لن يكونوا مستعدين لذلك. بالإضافة إلى ذلك، سيكون لدى هؤلاء الجنود مزايا ستؤثر على الميزانية الروسية لعقود.

في هذا السياق، يشير الخبراء العسكريون إلى أنه دون تعبئة ضخمة سيكون من المستحيل على بوتين تحقيق هدفه المتمثل في احتلال أوكرانيا بأكملها.

ومع ذلك، فإن القوات في أوكرانيا لديها حافز كبير وهو عامل سمح لها بمواجهة روسيا.