تجاهل اغتيال شيرين أبوعاقلة وضغط على إيران.. هكذا يخضع بايدن لإسرائيل

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على موقف الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي شدد من خلاله على أنه "لا يزال يؤمن بالمفاوضات كأفضل طريقة لوقف برنامج طهران النووي، لكنه يؤكد أنه لن ينتظر إلى الأبد للتوصل إلى اتفاق".

وقالت صحيفة "إلباييس"، إن "بايدن، ورئيس وزراء إسرائيل بالإنابة، يائير لابيد، وقعا إعلانا مشتركا في 14 يوليو/تموز 2022 بالقدس المحتلة، يؤكد مجددا التزام واشنطن (المقدس) بأمن دولة الاحتلال، فضلا عن قرارها ضمان عدم تمكن إيران من الحصول على القنبلة الذرية".

واستدركت موضحة: "مع ذلك، في المؤتمر الصحفي بعد التوقيع على الوثيقة أظهر بايدن ولابيد نقاط الاختلاف بينهما حول أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف، وركزا بشكل أساسي على الاتفاقية النووية التي تحاول واشنطن استئنافها مع إيران والتي ترفضها الحكومة الإسرائيلية".

الملاذ الأخير

ونقلت الصحيفة أن "اللقاء مع وسائل الإعلام كان النقطة الأكثر أهمية سياسيا، في إطار جولة بايدن للشرق الأوسط، والتي بدأت في 13 يوليو، وفي نفس الإطار، توجه الرئيس الأميركي إلى فلسطين والسعودية بعدها، والرياض تعد المحطة التي ولدت المزيد من الجدل أكثر من غيرها خلال هذه الرحلة".

وتابعت: "في الواقع، خلال حملته الانتخابية لعام 2020، وعد بايدن بجعل السعودية من الدول المنبوذة في المجتمع الدولي، بسبب تورطها في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 في قنصلية المملكة بإسطنبول".

واستطردت: "لكن، يبدو أن الحرب في أوكرانيا والتحول في توازنات الطاقة على الساحة العالمية قد غير موقف بايدن".

وأوردت الصحيفة أن "الرئيس الأميركي قد أكد أنه لا يزال يعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لاحتواء إيران، وكشف أنه سيواصل العمل مع إسرائيل لمواجهة التهديدات الأخرى التي تمثلها طهران في المنطقة".

كما حذر بايدن من أنه لن ينتظر "إلى الأبد" حتى يتم إعادة تنشيط الاتفاقية النووية مع طهران التي جرى التوصل إليها عام 2015 مع الصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وروسيا والتي ألغاها سلفه دونالد ترامب. 

وأضافت "ألباييس" أن "الجانب الإسرائيلي عد أن الكلمات لن توقف نظام طهران، وأن (السبيل الوحيد) أمامهم للتوقف عن برنامج أسلحة نووية سيكون وضع تهديد عسكري ذي مصداقية على الطاولة".

وفي السياق، قال لابيد: "إذا استمروا في تطوير برنامجهم النووي، فإن العالم الحر سيستخدم القوة".

وخلال مقابلة مع القناة "12" العبرية في 13 يوليو 2022، صرح بايدن بالفعل أنه سيلجأ إلى هذا الحد ضد إيران "كملاذ أخير".

وذكرت الصحيفة الإسبانية أن "إسرائيل عارضت الاتفاق النووي، ودعت دائما إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة مع طهران، فيما وصلت المفاوضات من أجل العودة إلى مسار المعاهدة مرة أخرى إلى طريق مسدود، مع القليل من المؤشرات على إمكانية العودة إلى العمل بها مجددا".

ونوهت بأن "عدم التوافق في بعض النقاط لم يمنع الرئيس الأميركي من الإشارة في الاتفاق المبرم مع لابيد إلى التزامه بالحفاظ على ميزة التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة".

وتابعت: "كجزء من هذه الوعود صادق بايدن على الإبقاء على قيمة نحو 4 ملايين دولار من المساعدات العسكرية التي وعدت واشنطن بتقديمها إلى تل أبيب كل سنة إلى غاية 2028".

هيكل جديد

وأشارت الصحيفة إلى أن "الوثيقة المشتركة بين واشنطن وتل أبيب أشادت بالإدماج الإسرائيلي المتزايد في الشرق الأوسط، بالتزامن مع تطبيع العلاقات مع المغرب والإمارات والبحرين، وتعهد بايدن بمواصلة لعب دور نشط في بناء هيكل إقليمي جديد يشمل السعودية". 

وقالت إن "المثير للاستغراب أن من بين الدول التي سلط عليها الضوء في النص، نظرا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لم يذكر السودان، الذي وقع اتفاقية نهاية عام 2020 والذي يجد نفسه اليوم في حالة من عدم الاستقرار العميق بعد أن عاش انقلابا عسكريا في أكتوبر/كانون الأول 2021، والذي تجنبت إسرائيل إدانته".

وكشفت الصحيفة أن "لابيد طلب من بايدن الاستفادة من رحلته إلى السعودية لإبلاغ قادتها، وقيادات قطر والكويت وعمان والعراق، عن رغبته في تعزيز العلاقات الثنائية معهم".

وأوضحت أن "الحديث عن مستقبل فلسطين جاء نهاية الاتفاق المشترك".

وفي هذا السياق، تحث إسرائيل والولايات المتحدة بعضهما البعض فقط على مواصلة مناقشة "تحديات وفرص العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين" والعمل على تعزيز الاقتصاد ونوعية حياة السكان، بحسب "إلباييس".

وأضافت "من ناحية أخرى، أعاد بايدن وحده تأكيد دعمه لحل الدولتين، رغم أنه توقع قبلها أنه لا يرى هذا الخيار ممكنا على المدى القصير".

وبينت الصحيفة أن "الوثيقة تضمنت التزام كلا الطرفين لمحاربة معاداة السامية، ورفضهم لحملة مقاطعة إسرائيل واستهداف الكيان (بشكل غير عادل) في أي منتدى، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية".

وأوضحت إلباييس أن "هذا الالتزام يأتي بعد أن أعلنت السلطة الفلسطينية في مايو/أيار 2022 أنها طلبت من محكمة لاهاي التحقيق في مقتل الصحفية المخضرمة في قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، التي قتلت في 11 مايو 2022 أثناء تغطيتها توغل الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة".