"ستار واضح".. موقع إيراني يكشف عن أكبر تحد يعصف بوحدة أفغانستان

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

بسبب مخاوفها من أطماع روسيا القيصرية في الهند، سعت بريطانيا بدءا من عام 1839 وحتى 1919 عبر عدة حملات لاحتلال أفغانستان والسيطرة عليها كونها تشكل البوابة الطبيعية لدرة تاجها.

وذكر موقع "إيران الدبلوماسي" في مقال للكاتب "عبد الناصر نوزاد"، أن بريطانيا استغلت الاختلافات الدينية والعرقية في تحقيق هدفها، ورغم مرور عقود عديدة، لا تزال حركة طالبان تستغل نفس الشيء لبسط سيطرتها على أفغانستان.

ستار واضح

وادعى الموقع الإيراني أن الدين ستار يتخفى وراءه القوى العظمى والحركات السياسية في أفغانستان.

وأضاف أنه على مر التاريخ البشري، تتعرض المجتمعات الإنسانية لكثير من التغيرات التي لا تنفصل عن التحولات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

ويوجد في كل مجتمع في فترات زمنية خاصة أمور حساسة ومهمة بحيث إذا تم أخذها في الحسبان، يمكن الاستفادة منها بصورة جيدة، وإذا لم يتم أخذ هذه الحساسيات بجدية، فمن الممكن أن تفرض ثمنا باهظا.

ويعد الدين بمثابة أحد أهم خمس مؤسسات مهمة في المجتمع تتمثل في الأسرة، والدين، والاقتصاد، والسياسة، والتربية والتعليم، بالإضافة إلى أنه يؤدي دورا مهما ومؤثرا في المجتمعات التقليدية وحتى الحديثة.

ودور هذه المؤسسة في المجتمعات التقليدية أكثر فعالية، ويتمتع بوضع اجتماعي خاص بين الناس والمجتمع.

ورغم أن فعالية هذه المؤسسة اندثرت اليوم في المجتمعات الحديثة بسبب تطور الفلسفة، والعلوم، والفنون، لكن لم تفقد مكانتها بشكل عام.

ومن الجدير بالذكر أن الأمور السابق ذكرها مع أخذ الجغرافيا، والحضارة، والجو الاجتماعي، وغيرها في الحسبان لم تكن واحدة لكن هدفها واحد في النهاية.

فعلى سبيل المثال في القرون الوسطى، كان الباباوات يتمتعون بقدر وقيمة عالية بين الناس في المجتمع الروحي المسيحي.

وبالاستناد إلى المنطق الذي يعتقد أنهم ممثلون خواص لله في الأرض، جرى وصفهم بأنهم أفضل عند الخالق، وكانوا في أكثر الأحيان وسيلة الواقع بين الخالق وسائر مخلوقاته.

ويمكن الإشارة هنا إلى مسألة "الاعتراف"، أي عندما كان يشعر الفرد أنه ارتكب إثما ويعاني من عذاب الضمير، كان يتوجه إلى القس ويعترف له، ومن ثم كان القس الوسيلة إذا جاز التعبير حتى تُغفر آثام ذاك الفرد.

والمجتمعات الأوروبية السابقة في آسيا غير مستثناة من هذا الأمر، حيث كان سوق التعامل المذهبي أكثر رواجا وازدهارا بين الناس، لاسيما بمجتمعات مثل الهند، وباكستان، وأفغانستان.

وعلى الرغم من اندثار ثقل هذا الأمر في مجتمعات الغرب بمرور الزمان، لكن في المجتمع الأفغاني على العكس تماما، فبمرور الزمان لم يقل رواج هذا الأمر بل ظهر وراج أكثر فأكثر. 

فالدين والعرق أمران يشوبهما الحساسية، ومهمان بين الشعب الأفغاني، وأخذت هذه الأمور الحساسة قيمة غالية من الشعب على مدار تاريخ دولته.

دور الإنجليز

ولفت الموقع الإيراني إلى أن القوى الاستعمارية استغلت هذين الأمرين المهمين لخلق نفوذ لها على الشعب الأفغاني، وفق خطة معلومة ومدارة.

وترجع بداية هذه السياسة إلى عهد الحروب الأفغانية الإنجليزية، وبعد المواجهات المتكررة والمقاومة الشديدة تجاه قوى الاستعمار، بقي سؤال واحد، ماذا وراء تغير معادلة الحرب بين الإنجليز الذين يتمتعون بقوات حربية كبيرة والأفغان المحرومين من هذه الإمكانيات؟

واكتشف الإنجليز بعد إرسال وكلائهم إلى أفغانستان تحت اسم الدين، والتجارة، والتدريس وغيرها من الأمور، نقطة مهمة وأساسية وهي أن الشعب الأفغاني شديد التدين.

وبعد أن أدرك الإنجليز هذا الأمر بدأوا في أمرين آخرين لتغيير ظروف عملهم وهي:

أولا، السيطرة على المؤسسة الدينية، لأن هذه القوى أدت دورا أساسيا ومهما في التحولات السياسية في المجتمع، وكلما كانت السلطة في أيديهم، بلا شك سيكون لديهم نفوذ في الساحة السياسية.

ثانيا، إحداث تفرقة بين الشعب تحت اسم اللغة، والقوم، والعرق.

وتوصل الإنجليز إلى نتيجة مفادها أنه إلى جانب مسألة تدين الشعب الأفغاني هناك أمر آخر يتسبب في ترابطهم وهو عدم وجود التعصب القومي بينهم، وهذا الأمر يجب أن يدار بدقة شديدة، ويؤخذ في الحسبان.

وبمرور الزمان نجح الإنجليز في تطبيق هذه السياسة، وهناك عوامل كثيرة ساعدتهم على النجاح في هذه الخطة، مثل الجهل، والفقر، والفساد، والأهم من كل ذلك وجود الخونة الذين يستمعون إلى القوى الاستعمارية. 

ما أدى إلى رواج هذه المسألة ووصولها إلى الذروة في وقتنا الراهن.

واليوم زادت التعصبات القومية واللغوية في أفغانستان التي يعيش فيها عرقيات ومذاهب متنوعة، حيث تسعى جميعها تحت مسمى القوم والعرق نحو السبق في القتل. 

فعلى سبيل المثال، منذ عشرين عاما يتم استغلال المرتزقة، والجهلة، والأشخاص عديمي الثقافة، والأدب، والحياة الإنسانية، تحت اسم طالبان.

إذ يقومون بالقتل العام باسم الدين، ويقتلون أبرياء، ويجعلون مئات الأسر حزينة ومهمومة، رغم أن قتل الأبرياء غير مباح في الدين الإسلامي، فقط من أجل إحكام سيطرتهم على البلاد.