"صورة لن تُنسى".. الإمارات تكرم مودي وسط انتهاكاته بحق مسلمي الهند

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

استجاب ناشطون من دول عربية وإسلامية عدة لدعوة "الهيئة العالمية لنصرة النبي ﷺ" للتغريد على وسم يطالب بـ#طرد_السفير_الهندي؛ ردا على الإساءة والتجاوزات المتكررة للهند بحق الإسلام والمسلمين وأنبيائهم ورموزهم الدينية وزوجات النبي.

آخر جرائم وتجاوزات الهندوس بحق المسلمين برعاية النظام الحاكم الذي يرأسه رئيس حزب بهاراتيا جاناتا، ناريندرا مودي، طعن إمام مسجد في ولاية كارناتاكا على يد هندوسي متطرف، ترصد له في طريق عودته إلى منزله.

ويواجه الحزب الحاكم في الهند منذ توليه السلطة عام 2014، اتهامات واسعة من جماعات حقوقية وحكومات أجنبية بالعنف الطائفي ومناصرة سياسات تمييزية تجاه الأقلية المسلمة في الهند، والتي يبلغ تعدادها 200 مليون نسمة.

السلطات الهندية شنت حملة قمع شرسة ضد المسلمين الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على التصريحات المسيئة للنبي، منها هدم منازلهم بالجرافات، كما استهدف الهندوس الإعلاميين والصحفيين المعنيين بنقل واقع المسلمين ومعاناتهم هناك.

وتضمنت الإساءات للمسلمين في الهند حذف كل ما يتعلق بتاريخ المسلمين الذين حكموا البلاد طيلة 8 قرون من مناهجها الدراسية، وأخضعتها لتغييرات جذرية منذ وصول حكومة مودي إلى السلطة عام 2014، بحسب تحقيق استقصائي لصحيفة هندية.

الناشطون على تويتر شاركوا في الحملة المطالبة بطرد سفير نيودلهي، مؤكدين أنه ليس مقبولا أن يظل سفراء الهند على أرض الدول العربية والإسلامية مع كل هذه الجرائم التي ترتكب بحق المسلمين.

وأشاروا إلى أن ما يعانيه المسلمون في الهند في ظل النظام الحاكم من اعتداءات على المسلمين وإساءة رموز حكومتها للنبي ورفضها الاعتذار عن ذلك، يستوجب هبة شعبية في وجه الأنظمة الحاكمة تنادي بطرد السفير والعمالة الهندوسية وقطع العلاقات بكافة أشكالها.

ولفت ناشطون إلى أن الأنظمة الحاكمة التي تروج لنفسها أمام شعوبها على أنها قائدة لدول إسلامية، هي نفسها التي تتغاضى دوما عن الانتهاكات التي ترتكب بحق المسلمين، مستنكرين عدم تحركهم لنصرة مسلمي الهند واستخدام كل أوراق الضغط التي يملكونها.

واستنكروا استقبال رئيس الإمارات، محمد بن زايد، لرئيس وزراء الهند، متداولين صورتهما وهما يحضنان بعضهما بقوة وترحيب واسع، في الوقت الذي تشن ضد مودي حملات واسعة لرفض حكومته الاعتذار عن الإساءة للرسول.

وأكدوا أن هذه الصورة لن ينساها المسلمون لابن زايد وهو يرحب بمن شتمت قيادات حزبه رسول الله، ومن يقوم باضطهاد المسلمين وظلمهم وتهجيرهم من بيوتهم وهدمها، مع تعمد إيذائهم والتنكيل بهم وملاحقتهم وضربهم، بالإضافة إلى اضطهاد المسلمات.

استجابات عربية

وبرزت استجابات من ناشطين من دول عدة للحملة، إذ طالب الباحث الصومالي المهتم بالقضايا الفكرية، قناصير جلمي، بطرد السفير الهندي من مقديشو، مؤكدا أن "هذا واجب ديني".

وقال المغرد الأردني السامر، إنه يطالب كمواطن مسلم بطرد السفير الهندي من عمان، لأن "هذا واجب ديني". وكتبت المغردة الكويتية، مريم الحجي: "نحن شعب الكويت نطالب بشدة بطرد السفير الهندي، لأن ما يحدث لإخواننا المسلمين هناك يندى له الجبين... اللهم انتقم لإخواننا وأرنا عجائب غضبك بالهندوس ومن والاهم ومن أدخلهم واتفق معهم..". وقال المغرد علي: "أنا جزائري مسلم أطلب من حكومة بلدي طرد السفير الهندي نصرة لإخواننا المظلومين".

صمت مستنكر

ورصد ناشطون معاناة مسلمي الهند وما يلحق بهم من كافة أنواع العذاب والتنكيل، مستنكرين صمت المجتمع الدولي والأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة.

وأشار محمد سالم، إلى أن "المسلمين يُقتلون يوميا في الهند، مع إفلات كامل من العقاب"، داعيا المجتمع الدولي لـ"إدراك ما يحدث".

ووجه المغرد وهيب تساؤلا لحكام العرب: "متى تغارون على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ متى تتخذون إجراءات طرد الهندوس من الخليج؟ متى تغارون على من رفع الله شأنكم به؟". وانتقد مغرد آخر الصمت الدولي عما يحدث للمسلمين في الهند، قائلا "قتل المسلمين من غير حق وتضييق الخناق عليهم وأذية رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، أعمال مرفوضة تماما، وصمت الدول عن ذلك أيضا مرفوض". وحث محمد أبو جميل، حكام المسلمين على طرد السفير الهندي، قائلا لهم "إخوانكم المسلمون في دولة الهند يعتقلون يهانون ويعذبون ويقتلون وتهدم بيوتهم وتنتهك محارمهم".

خطوات للردع

وأكد ناشطون أن الرادع "لو وجد من الأنظمة العربية لما تجرأ الحزب الحاكم المتطرف بالهند على الإساءة للإسلام والمسلمين"، مشيرين إلى أن أبسط خطوات الردع تتمثل في "إيقاف العمالة الهندية غير المسلمة، وطرد السفراء، وإيقاف التبادل التجاري، ووضع ضريبة مالية على التحويلات المصرفية للهند".

وأكد صاحب حساب "نحو الحرية"، أن "طرد السفير الهندي واجب تحتمه العروبة والدين والأخلاق".

وعد المغرد فهد، السكوت عما يحدث لمسلمي الهند "خيانة لله وللرسول وللإسلام والمسلمين، حتى لو أقنعوك بعكس ذلك"، مؤكدا "ألا وجود لمنطقة رمادية في العقيدة بنص القرآن الكريم". وحذر مغرد آخر من أن "السكوت على جرائم الهندوس بحق المسلمين يجعلهم يتمادون أكثر"، مشيرا إلى أن "طرد السفير الهندي مطلب شعبي مع طرد العمالة الهندوسية من الخليج".

خيانة الإمارات

وصب ناشطون غضبهم على ابن زايد لاستقباله بحفاوة رئيس وزراء الهند في أعقاب الحملات المناهضة له ولحكومته وحزبه بسبب رفضهم الاعتذار عن الإساءة للرسول ﷺ، مستنكرين تصرفه ومتبرئين منه.

وجاء استقبال ابن زايد لمودي في 28 يونيو/حزيران 2022، بعد تصريحات مسيئة للرسول أدلى بها مسؤولون في حزبه، وأطلق على إثره ناشطون حملة #نرفض_زيارة_مودي تبرؤوا خلالها من تصرفات ابن زايد.

وقال سمير العليمي: "شعوب الأمه الإسلامية تطالب بطرد السفير الهندي والخائن ابن زايد يستقبل مودي بالأحضان ويعقد معه اتفاقات تجارية ليقوي اقتصاد حكومة البقر المتطرفة".

وأكد طه طاهر أن "ابن زايد وأمثاله لا يمثلون إلا أنفسهم". وأشار مغرد آخر، إلى أنه "في الوقت الذي أعلن العالم الإسلامي غضبهم لرسول الله بعدما أساء مودي الهندي بمقام النبي، خانت الإمارات العالم الإسلامي وقابلته بالتكريم".