احتجاجا على غلاء البنزين.. أردنيون يطلقون حملة #صف_سيارتك

عمّان- الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون أردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج "#صف_سيارتك"، احتجاجا على رفع الحكومة، لأسعار الوقود في المملكة، فقد أعلن المئات من رواد موقعي "تويتر" و"فيسبوك" مشاركتهم فيها، رفضا لما أسموه إرهاق القدرات الشرائية للمواطنين.

ووفقا للقائمين على الحملة، حيث أنشأت صفحات لهذا للغرض، فإن الهدف منها، هو إيصال رسالة إلى الحكومة، أن بإمكان المواطنين الذين يملكون سيّارات، إلحاق خسائر بالحكومة بالاستغناء عن الخروج بسياراتهم لفترات طويلة، وتأكيدا للرفض الشعبي للضريبة المقطوعة وسياسة رفع أسعار المحروقات، رغم  انخفاض سعر برميل النفط عالميا.

وحثّ أصحاب الحملة، جميع المواطنين بعدم الخروج بسياراتهم خلال هذه الفترة، إلا للضرورة القصوى، حيث عدّد ساهر قنداح أسباب الدعوة لمقاطعة المحروقات، مؤكّدا أن لا حل لردع الحكومة عن الزيادات إلا بالمقاطعة وتوقيف السيارات عن الجولان .

 


أما بسام الزوبي، فقد اعتبر أن حملة المقاطعة تأتي من أجل الحفاظ على كرامة المواطن الأردني، حيث دوّن على حسابه على موقع فيسبوك " صف سيارتك وحافظ على كرامتك كمواطن "  

من جهته، غرّد المنتج التلفزيوني محمد الزعاترة على حسابه على تويتر " حملة صف سيارتك إن لم تنجح وتكون مدوية وذات انتشار واسع تعكس ثقافة الحس الوطني والانساني بالنفس والوطن والشعب قلباً واحداً ، فنحن نستحق ما يحدث لنا ونستحق هذه الحكومة وهي تشبهنا".

كما غرّد عمر الدهامشة، بتأكيد حق الشعب الأردني في رفض قرار الحكومة بكل الطرق السلمية المتاحة، حيث قال: "حق المواطن الاعتراض على أي قرار حكومي يمسه ويراه غير مبرر، هذا الاعتراض يمثل بالطرق السلمية ليعبر عن ثقافة الشعوب. والشعب الاردني نموذج بالاعتراض السلمي، ولا ننسى أحداث الدوار الرابع التي بدأت من حملة صف سيارتك، وتدرجت لإسقاط قرارات وحكومة".

ودعت لبنى لحام، الأردنيين إلى المقاطعة وتجربة المواصلات العامة، معتبرة أن أموال الضرائب الذاهبة للحكومة أبناء الأردنيين أولى بها، بالقول: "السنة الماضية كانت هناك  حملة صف واطفيها (توقف وأغلقها) اعتراضا على الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات، وهذه  السنة بتاريخ 20/06 نفس الشيء، الحكومة تربح 6 دنانير من كل 10 تملأ بهم سيارتك، و 60 دينار من كل 100 دينار، أنت أولى بهم وأولادك".

مناورات الحكومة

هذه الحملة التي أطلقت هذا العام، استلهمت من أخرى مشابهة قبل سنتين جاءت في أعقاب رفع الحكومة لأسعار عدة سلع من بينها البنزين، فيما شهد الأردن حملات مشابهة تمثلت في مقاطعة "البيض، والبطاطا، والهواتف المحمولة".

وحذرت الناشطة النسوية نداء المجالي، من تعامل الحكومة بنفس الطريقة مع الحملات في العام الماضي، والذي قبله، قائلة: "في حملة صف سيارتك السنة الماضية تعمد وزير التعليم آنذاك بالإعلان عن نتائج التوجيهي مُبكرا للتغطية على الحملة وعلى رفع أسعار المحروقات".

أما معتز الربيحات، فذكر أن الحملة تلقى محاربة من عدد من الأطراف داخل السلطة، عبر الضغط على وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية التي تنقل أخبارها، معتبرا أن "حريّة التعبير في الأردن منتهكة".

ورغم كل ذلك، إلا أن عددا من الناشطين والمدونين يراهنون على وعي الشعب الأردني الذي سيكون على نفس المستوى مع بقية شعوب العالم التي خاضت حملات مشابهة ونجحت فيها.

إذ دعت حنان قبرطاي، الأردنيين أن يكونوا على قدر من المسؤولية، ويتأكّدوا من تحقيق أهدافهم بالمشاركة في الحملة، وقالت: "كن على مستوى المسؤولية المجتمعية وصف سيارتك، وقاطع المحروقات يوم الخميس 20/6/2019. لا تكن سلبيا بحجة أن ذلك لن يحدث فرقا، لا تكتفِ بنشر الحملة، بل شارك بها أيضا.

أما عبد الكريم سلمان، فقد دعا للاستلهام من تجربة الشعب الألماني الذي واجه قرار حكومته، التي قررت رفع أسعار البنزين قائلا: "في ألمانيا رفعوا المحروقات سنتات، الشعب الواعي ترك مفتاح سيارته بنص الشارع وغادرها، الاحتجاج السلمي تعبير حضاري راقٍ وليس تسحيج مقيت".


ودعا سلمان كذلك، للنظر إلى الشعب السوداني في عصيانه المدني السلمي، بالقول: "تحية للشعب السوداني العظيم، الي شل الحياة بالعصيان المدني، مطلوب منا شوية إرادة حتى تستعيد كرامتك".

وتنطلق هذه الحملة، الخميس 20 يونيو/ 2019، في نفس الموعد الأسبوعي لاعتصام الناشطين الأردنيين المطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي، ومحاربة الفساد وتجفيف منابعه، والإفراج عن جميع معتقلي الرأي، وإلغاء جميع القوانين المقيّدة للحريات، وعلى رأسها قانون محكمة أمن الدولة، وقانون الجرائم الإلكترونية، وقانون منع اﻹرهاب، وكف يد الأجهزة الأمنية عن الحياة السياسية والتدخل فيها.