"بوتين يخشى الديمقراطية".. ماذا وراء هجوم المستشار الألماني على روسيا؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

لطالما عارضت ألمانيا نهج أميركا في  سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية ودافعت عن ضرورة التعايش السلمي مع جارتها الشرقية روسيا، عبر تفعيل وتعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية.

لكن اليوم بعد اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، اختلف الوضع رأسا على عقب ووصل حد الهجوم المباشر من المستشار الألماني أولاف شولتز الذي اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صراحة بالخوف أن تصل شرارة الديمقراطية إلى بلاده.

هجوم لافت

وذكرت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية في مقال للكاتبة " أليسا أندريفا"، أن شولتز صرح قبل أيام، عما إذا كان الرئيس الروسي سيوافق على التقارب بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.

فأجاب قائلا: "يبدو أن بوتين يخشى أن تقفز شرارة الديمقراطية إلى روسيا. وهذا هو السبب وراء اتباعه لسنوات عديدة لسياسة تهدف إلى تفكك الناتو والاتحاد الأوروبي".

وبحسب المستشار، فإن الرئيس الروسي يجب أن يعترف بوجود مجتمع من الديمقراطيات القانونية في منطقته، حيث أصبحت الصلة أقرب الآن.

وأعرب شولتز عن رأي مفاده أن الزعيم الروسي يريد تقسيم أوروبا والعودة إلى سياسة مناطق النفوذ. وواصل المستشار حديثه قائلا: "لكن بوتين لن ينجح".

كما أشار  شولتز إلى أنه يؤيد إجراءات المفوضية الأوروبية، التي أوصت بمنح أوكرانيا وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.

بالإضافة إلى ذلك نفى شولتز ادعاء موسكو بأن تقليص إمدادات الغاز كان بسبب نقص قطع الغيار اللازمة بسبب العقوبات.

وأكد أن هذا التفسير غير معقول وحذر من احتمالية استمرار ارتفاع أسعار الطاقة لفترة طويلة قادمة.

كما أعرب شولتز عن تقديره الشديد لسياسة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل فيما يتعلق بالموقف تجاه روسيا.

وصرح قائلا: "أنا متفق مع سلفي (أنجيلا) ولا أرى أي سبب للشك في قراراتها. فإن سياسة التعايش السلمي لا يمكن أن تكون خاطئة".

رد روسي

من جانبها علقت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تصريحات شولتز بشأن الخوف من انتشار الديمقراطية، قائلة إن "الشرارات الألمانية" امتدت إلى روسيا عدة مرات.

وأكدت قائلة: "لن نسمح بمزيد من الحرائق"، في إشارة على الأغلب إلى نزاعات الحرب العالمية الثانية في الحقبة النازية.

كما وصفت زاخاروفا، زيارة شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إلى أوكرانيا قبل أيام، بأنها "استعراض سياسي".

وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين أعرب، خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في سبتمبر/ أيلول 2021، أن الدول الغربية تسعى للحفاظ على نفوذها في العالم تحت شعار تعزيز الديمقراطية.

وأضاف، "إذا احتاج البعض إلى الديمقراطية فسيطالب بها الناس أنفسهم. فلا داعي للقيام بذلك بوسائل عنيفة".

وحسب قوله، على سبيل المثال كما حدث في أفغانستان حيث كان من المفترض أن تظهر محاولتها الفارغة "لتحضر" الشعوب الأخرى بطريقتها الخاصة.

كما تحدث بوتين مرارا وتكرارا عن استحالة "استيراد الديمقراطية".

ولذلك أعلن في عام 2017 أنه من المستحيل أن يستقبل نفس الطلب قريبا في روسيا كما هو الحال في الولايات المتحدة الأميركية أو ألمانيا أو فرنسا.

تطور تدريجي

وكان قد أوضح بوتين في أكثر من مناسبة، أن "المجتمع يجب أن يتطور تدريجيا".

ووصف بوتين روسيا بأنها دولة ديمقراطية وذات سيادة وحث على عدم انتقادها لأحد، قائلا: "تقابلنا بعض المشاكل بخصوص هذا الأمر، ولكنه يعود أيضا بمزايا كبيرة".

وأعلن بوتين سابقا في عام 2020، أن الديمقراطية الحقيقية والمجتمع المدني لا يمكن أن يكونا "نتاجا لأنشطة المهنئين الأجانب".

ووصف بوتين أن "النماذج المستوردة للديمقراطية" هي مجرد خيال وهيكلها الداخلي فارغ.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن بوتين في خطاب ألقاه في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في 17 يونيو/ حزيران 2022، أن روسيا لا تعارض انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وصرح: "الاتحاد الأوروبي ليس منظمة عسكرية، وإنما كتلة عسكرية سياسية على عكس حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ولذلك قلنا دائما، أن موقفنا كان ثابتا ومفهوما".

وأضاف بوتين قائلا: "نحن ليس ضد انضمام أو عدم انضمام أي دولة إلى جمعيات اقتصادية بأي شكل من الأشكال فهذا قرار سيادي".

وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن الأمر متروك لسكان وسلطات أوكرانيا للحكم على ما إذا كانت هذه الخطوة في مصلحتها أم لا.