باكستان أم السعودية.. من يلتحق أولا بقطار المطبعين مع الاحتلال الإسرائيلي؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تساءلت مجلة إيطالية عما إذا ستكون باكستان الدولة الإسلامية التالية التي ستطبع علاقاتها مع إسرائيل، لتجيب بأن ذلك غير محتمل.

ويأتي استبعاد مجلة معهد الأعمال الدولية لهذه الفرضية على ضوء ما أثارته زيارة وفد مؤلف من مواطنين يحملون جوازات سفر أميركية وباكستانية إلى إسرائيل من تكهنات حول ذلك.

باكستان وإسرائيل

وعقد أعضاء الوفد اجتماعات في مايو/أيار 2022 على أعلى مستويات في القدس المحتلة وتل أبيب. من جانبها، نفت الخارجية الباكستانية، تقارير حول زيارة أجراها وفد تابع لها إلى إسرائيل.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية عاصم افتخار "رفضا قاطعا فكرة إجراء أي وفد باكستاني زيارة رسمية إلى إسرائيل".

وأوضح المتحدث أن "الزيارة نظمتها منظمة أجنبية غير حكومية ليس لها مقر في باكستان (بل في إسرائيل) تحت شعار تعزيز السلام في الشرق الأوسط".

نفت المجلة الإيطالية وجود علاقات دبلوماسية بين باكستان وإسرائيل، مشيرة إلى أن إسلام أباد تؤيد تطلعات الفلسطينيين بإقامة دولتهم. 

وذكرت أنه كلما وقعت اعتداءات إسرائيلية، تقف الصحافة الباكستانية ووسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب الفلسطينيين. لذلك أي اتفاق لتطبيع العلاقات بين الطرفين غير مرجح حاليا.

وأشارت المجلة إلى أن هذه الزيارة أدت إلى ردود أفعال قوية في وسائل الإعلام الباكستانية فيما جرى طرد الصحفي الذي كان ضمن الوفد الذي تحدث عن هذه الزيارة، من وظيفته.

وقالت إنه سرعان ما أعربت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وكذلك البرلمان عن احتجاجها من هذه الأخبار، حيث تدخل أيضا رئيس الوزراء السابق عمران خان مدينا ما يبدو أنه انفتاح بالعلاقات.

كما حسمت زيارة هذا الوفد في 30 مايو تصديق البرلمان الباكستاني على قرار يعيد تأكيد موقفه من إسرائيل، تذكر المجلة. 

فيما طالب أحد أعضاء المجلس بحظر المنظمة التي نظمت الرحلة وتحمل اسم  L’American Muslim and Multifaith Women’s Empowerment Council. 

ذكرت المجلة بأن العديد من الباكستانيين نشروا العلم الفلسطيني على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ودعا البعض إلى نزع الجنسية الباكستانية عن المغتربين الذين سافروا إلى إسرائيل.

بحسب المجلة الإيطالية، هناك اتصالات بين الاحتلال وإسلام أباد وتربط بين الطرفين علاقات "سرية" خاصة فيما يتعلق بالسلاح والأمن. وتابعت بأن كليهما يعد قوة نووية، كما تربط بينهما روابط بالولايات المتحدة.

في المقابل لا تجمع بينها علاقات رسمية، لا سيما وأن إسرائيل كانت دائما صديقا وحليفا مهما للهند، الخصم اللدود لباكستان.

من الناحية الأمنية، لا تستبعد المجلة الإيطالية سعي الإسرائيليين إلى بناء علاقات تواصل مع الباكستانيين خصوصا وأن البلد ذا الأغلبية المسلمة يشكل سوقا يغري الصناعات الحربية الإسرائيلية التي تأمل في قدرتها على بيع أسلحتها وأنظمتها رسميا كما تفعل في الهند.

التطبيع العربي

قالت المجلة إن "اتفاقيات التطبيع المبرمة في أغسطس/آب 2020 فتحت الأبواب الإسرائيلية للعديد من الدول العربية، وخاصة دول الخليج التي أقامت معها إسرائيل في وقت قصير جدا علاقات وثيقة للغاية". 

وهذه الاتفاقيات انطلقت في البداية مع الإمارات والبحرين قبل أن ينضم أيضا المغرب والسودان إلى قافلة المطبعين. 

كما أبرمت الحكومة الإسرائيلية اتفاقيات عسكرية مع الإمارات والبحرين، وللمرة الأولى في التاريخ، يقيم ضابط عسكري إسرائيلي بشكل دائم في المنامة، وهو وضع لم يكن من الممكن تصوره قبل سنوات قليلة مضت، بحسب وصف المجلة الإيطالية.

يشرح المعهد الإيطالي بأن اتفاق التطبيع بين إسرائيل وهذه الدول الخليجية يشكل مفتاحا معاديا لإيران، ولهذا السبب يسعى الاحتلال إلى تطبيع العلاقات بشكل رسمي مع المملكة العربية السعودية.

أكدت المجلة أن الاتصالات بين الطرفين موجودة منذ بضع سنوات على الرغم من أنه لا يمكن الحديث عن انفتاح في العلاقات.

كما سمحت الرياض بعبور الرحلات الجوية الإسرائيلية عبر أجوائها، وهناك تبادل مستمر للزيارات بين رجال الأعمال والمخابرات من كلا الجانبين.

وبحسب المجلة الإيطالية، من المؤكد أن السعودية مهتمة بالحوار مع إسرائيل لا من أجل المسألة الإيرانية التي أدت إلى عزل قطر قبل بضع سنوات بسبب الحظر الذي فرضته دول الخليج بقيادة الرياض فحسب، وإنما هي بالأساس مسألة دينية. 

وتشرح بأن أكثر الأماكن المقدسة تقع بمكة والمدينة بالمملكة، بينما يوجد في القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الأقصى حيث أسرى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وتعد المملكة الهاشمية الأردنية صاحبة الوصاية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.

ولذلك، لأسباب تتعلق بالهيبة أكثر من أي شيء آخر، يرغب السعوديون والأتراك في رعاية شؤون المسجد الأقصى، على حد قول المعهد الإيطالي.

لطالما دعمت عائلة آل سعود القضية الفلسطينية ولا يزال الملك سلمان بن عبد العزيز داعما كبيرا لقيام الدولة الفلسطينية. 

في المقابل، بحسب المعهد الإيطالي يملك ابنه ولي العهد محمد بن سلمان أفكارا مختلفة، ويسترشد بالسياسة الواقعية وليس بالمشاعر. 

وأوضح بأنه يعلم جيدا أن مع انفتاح إسرائيل على دول الخليج، وعلاقاتها الوثيقة مع الإمارات والبحرين، سيكون من السهل على دول أخرى في المنطقة أن تتجه نحو تطبيع العلاقات مع الاحتلال. 

وزعمت المجلة أن حقول الغاز على السواحل الإسرائيلية تغري أيضا دول الخليج لموازنة أهمية حقل غاز الشمال الكبير الذي تتقاسم قطر ملكيته مع إيران.

لذلك، من المرجح أن توقع الرياض وليس إسلام أباد اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، وهو ما تعمل على تحقيقه الولايات المتحدة حليفة الطرفين.

وفي هذا الإطار تندرج زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية في الفترة من 13 إلى 16 يوليو/تموز، تختم المجلة.