خنجر في ظهرها.. هكذا يتصاعد غضب إيران من أفغانستان تحت حكم طالبان

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "إندبندنت" البريطانية الضوء على تصاعد غضب إيران من أفغانستان التي تحكمها حركة طالبان منذ أغسطس/ آب 2021، بعد انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وهروب حكومة البلاد.

وادعت النسخة الفارسية من الصحيفة، في مقال للكاتبة "كاميليا انتخابي فرد"، أن أفغانستان التي ترتبط بحدود طويلة مع إيران، تتحول بسرعة إلى مركز للتنظيمات الأصولية وتجارة المخدرات، فضلا عن دورها بالتضييق على الأقلية الشيعية، وسط "تواطؤ" حاضنتها باكستان.

غضب متصاعد

وأشارت الصحيفة إلى استهداف ما أسمتها جماعات الموت لمعبد هندوسي لطائفة السيخ الجوردوارا في العاصمة الأفغانية كابل قبل أيام، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وتبنى تنظيم الدولة الهجوم لاحقا، وعده “عملية نصرة للنبي محمد”، ردا على الإساءة الهندية.

وذكرت الصحيفة أن الانتحاريين صاروا في حكم طالبان يستهدفون مساجد الشيعة ومراكز الأقليات القومية والمذهبية في أفغانستان، لدرجة أن هذه الأمور صارت جزءا ضمن الأحداث العادية اليومية للشعب ووسائل الإعلام. 

ورغم أن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، أدان من وصفهم بـ“أعداء الشعب الأفغاني، وقال على تويتر: “تعرب إمارة أفغانستان الإسلامية عن تعازيها لأسر الضحايا وتؤكد أنه سيتم اتخاذ إجراءات جادة لتحديد ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة”.

إلا أن الصحيفة ادعت أن طبيعة هذه الحياة فُرضت على الشعب الأفغاني بسبب وجود طالبان، والاغتيالات باتت جزءا لا يتجزأ من ماهية الجماعات الأصولية هناك.

واستلمت طالبان زمام الأمور في أفغانستان منذ عشرة أشهر، وهناك مخاوف من فكرة أن تصبح أفغانستان مركز الإرهابيين الدوليين مرة أخرى، وفق الصحيفة.

وفي السياق لفتت إلى دور باكستان في الأحداث الحالية، نظرا لأنها كانت تعد داعما رئيسا لطالبان، وكان لها دور أساسي في خلق وتأمين المال والسلاح لهذه الجماعة.

وزعمت أن باكستان خلال نزاعها مع الهند على منطقة كشمير كانت دائما بحاجة إلى إحياء فريضة الجهاد في ذهن الجماعات الدينية المتطرفة. 

ادعاءات خطيرة

وتتعاون إدارة الأمن والمخابرات الباكستانية (آي اس آي) مع العلماء الأصوليين الباكستانيين، لخلق التشدد الديني وتحفيز الرأي العام من أجل الجهاد في كشمير.

وادعت أن نبض هؤلاء العلماء في يد جهاز المخابرات والأمن الباكستاني.

وعمق الإستراتيجية الباكستانية يتطلب أن تكون أفغانستان غير آمنة وكذلك إحياء فريضة الجهاد للمواجهة مع الهند، بحسب "الإندبندنت".

وهذا الأمر يشكل حاجة إلى أن القوى الانتحارية والمتطرفة يجب أن يجرى تأسيسها ورعايتها باستمرار.

وهكذا كل العناصر التي بإمكانها أن تعيد أفغانستان لتكون مركزا عالميا للإرهاب موجودة ومتوفرة.

فأولا، الأيديولوجية الجهادية، إذ إن أكثر من 50 بالمئة من القوات الرئيسة لطالبان التي تقدر بحوالي 150 ألف شخص، لديهم أيديولوجية جهادية.

ما يعني أنهم يؤمنون بالعمليات الانتحارية وتأسيس خلافة إسلامية وضرورة تسلط الإسلام على العالم بأكمله. 

وبناء على ذلك فالعنصر الأيديولوجي هو أقوى حافز موجود، ومن ثم جغرافيا أفغانستان التي تلعب دورا مضاعفا لتشديد وتقوية تواجد الجماعات المتطرفة.

وتوفر أفغانستان التي تتشكل من الجبال، والوديان، والغابات، والصحاري المتنوعة، فرصة سهلة للجوء وإنشاء مأوي لإخفاء هذه الجماعات.

تجارة المخدرات

عنصر آخر تدعم هذه المقاربة، هو قدرة طالبان على تأمين الوصول إلى مصادر تمويل، حيث تسهل تجارة المخدرات، والاستخراج والتهريب غير القانوني لمعادن الذهب، والأحجار الكريمة، والفحم. 

ووفقا لتقارير دولية، تسارع زراعة وإنتاج المخدرات بشكل أكبر منذ وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان.

وقُدرت حجم التجارة السنوية للمخدرات في أفغانستان بحوالي 33 مليار دولار، حيث إنها تعمل على تأمين دخل ضخم للجماعات المتطرفة وطالبان، بل هي المصدر المالي الرئيس. 

وتقع مناطق زراعة وحصاد المخدرات وتهريبها تحت سيطرة ومراقبة الجماعات المتطرفة سواء خلال فترة الحكومة السابقة أو في الفترة الحالية.

وادعت الصحيفة أن الجهاز الإعلامي الخاص بطالبان يعمل على إصدار الفتاوى والتفاسير الخاطئة للآيات القرآنية والأحاديث، وتعطيها للجماعات المتطرفة لغسل عقولهم لتنفيذ عمليات ضد الشعب البريء.

ومع توفر أيديولوجية وجغرافيا مناسبة ومقدار كافٍ من المال، تحولت أفغانستان إلى مركز إرهاب دولي.

وهي بحاجة إلى سلاح ومعدات حربية فقط، وقد وفرتها الولايات المتحدة لها بشكل مجاني.

إذ تركت أميركا أسلحة وتجهيزات عسكرية تقدر بـ7 مليارات دولار في أفغانستان عند انسحاب قواتها بشكل متسرع. 

وفي ظل عدم وجود حكومة مسؤولة ومتجاوبة، ومع وجود جماعات إرهابية تمتلك المصادر المالية، والأيديولوجية، والجغرافيا المناسبة، تم استخدام هذه الأسلحة للقتل والاغتيال والشراء والبيع والتبادل مع سائر الجماعات المتطرفة.