يخدم إيران.. مركز عبري: إسرائيل تخشى من تصعيد محتمل أثناء زيارة بايدن

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

كشف مركز عبري عن مخاوف حقيقية لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي من احتمالية وقوع تصعيد سواء في الضفة الغربية أو غزة، ما قد يفسد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة منتصف يوليو/ تموز 2022.

وأوضح المركز المقدسي الأورشلمي في مقال للمحلل الأمني "يوني بن مناحيم"، أن حدوث مثل هذا التصعيد سيخدم بشدة مصالح إيران، التي تريد إحباط إنشاء تحالف عربي إسرائيلي ضدها في المنطقة برعاية أميركية.

تصعيد محتمل

وذكر المركز أن الأحداث العنيفة التي وقعت أخيرا في مخيم جنين وقطاع غزة، تثير مخاوف لدى إسرائيل وإدارة بايدن من أن المنظمات الفلسطينية تخطّط لتصعيد الوضع الأمني ​​قبل الزيارة المرتقبة للمنطقة.

وقبل أيام، وقع حادث في جنين، قتل خلاله 3 مقاومين فلسطينيين وأصيب 8 آخرون في اشتباكات مع قوة من الجيش الإسرائيلي دخلت المخيم للبحث عن أسلحة.

وأثار الحادث غضب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي سبق أن أوضح لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية وكذلك لمساعدة وزير الخارجية باربرا ليف، التي جاءت إلى رام الله للتحضير لزيارة الرئيس بايدن، أنه لا يمكن أن يستمر هذا الوضع دون رد فلسطيني.

وأصدر مكتب رئيس السلطة الفلسطينية بيانا يدين عملية الجيش الإسرائيلي في جنين، متهما تل أبيب بالمسؤولية عن التصعيد الخطير الذي قد يؤدي إلى تفجير المنطقة.

وادعى المكتب أن الحادث وقع قبل زيارة بايدن في إطار محاولة للهروب من أي التزام سياسي.

وأثارت عملية الجيش الإسرائيلي في جنين غضبا كبيرا في الشارع الفلسطيني، حيث نددت بها جميع الفصائل الفلسطينية ووعدت بالانتقام من إسرائيل.

ولم يتأخر الرد الفوري من غزة حيث أطلق صاروخ باتجاه مدينة عسقلان لكن منظومة القبة الحديدية اعترضته، وردا على ذلك قصفت طائرات حربية إسرائيلية أهدافا لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع.

وتعرضت حركتا حماس والجهاد الإسلامي لانتقادات شديدة في الشوارع الفلسطينية لعدم مهاجمة إسرائيل بالصواريخ خلال مسيرة الأعلام الأخيرة، على الرغم من وعودهما برد قاس ضد إسرائيل ومستوطنيها. 

وأرجع المركز ذلك إلى أن الحركتين حاولتا وضع قواعد جديدة للّعبة على افتراض أن إسرائيل سوف تحتوي الموقف بسبب هشاشة الوضع السياسي ولأنها غير مهتمة بالتصعيد، قبل زيارة بايدن.

بينما تحدثت السلطة الفلسطينية مرة أخرى عن تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بوقف الاعتراف بإسرائيل والتنسيق الأمني ​​معها.

لكن التقديرات تشير إلى أن القيادة الفلسطينية لن تتخذ أي إجراء قوي، ما قد يؤثر على زيارة بايدن لإسرائيل والسلطة الفلسطينية.

مخاوف وتطلعات

وعلى الرغم من أن زيارة بايدن ستتم في غضون شهر تقريبا، إلا أن الإدارة الأميركية على اتصال دائم مع كبار المسؤولين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل ضمان السلام الأمني ​​حتى الزيارة، 

ووعدت السلطة الفلسطينية الإدارة الأميركية ببذل كل ما في وسعها لمنع التصعيد، لكن المركز العبري أشار إلى أنها فقدت السيطرة على مدينة جنين والقرى المحيطة بها.

لتصبح جنين عاصمة للمقاومة، بعد تكرار عمليات الاجتياح والاقتحامات فيها بحجة البحث عن مقاومين لاعتقالهم.

ولفت إلى أن التصعيد المحتمل سيأتي من الضفة الغربية، حيث يوجد مئات المقاومين المسلحين وآلاف الأسلحة غير المشروعة، عبر محاولة التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية وتنفيذ هجمات في المدن الرئيسة.

وفي السياق، قال مسؤول فلسطيني كبير إن السلطة أوضحت للإدارة الأميركية أن لديها توقّعات كبيرة بشأن زيارة بايدن.

فبخلاف مطالبتها بالوفاء بوعودها السياسية بفتح القنصلية الأميركية وإزالة منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة المنظمات الإرهابية الأميركية، تتوقع السلطة الحصول على مساعدات مالية ضخمة لمنع انهيارها.

ومارست حكومتا بايدن وإسرائيل ضغوطا في الأشهر الأخيرة على الاتحاد الأوروبي لتجديد المساعدة المالية السنوية للسلطة الفلسطينية بمبلغ 600 مليون.

وأثمر الضغط عن نتائج، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي قبل أيام عن تحويل المساعدة المالية إلى السلطة الفلسطينية لعام 2021.

وكان قد تم تعليق المساعدات الأوروبية للسلطة الفلسطينية بسبب "التحريض في مناهجها التعليمية ضد إسرائيل وتأييد المقاومة الفلسطينية ودعمها"، وفق المركز.

ومن المتوقع أن يعلن بايدن عن تجديد إرسال عشرات الملايين من الدولارات على شكل مساعدات مالية للنظام الصحي الفلسطيني في القدس الشرقية، والتي أوقفتها إدارة الرئيس سلفه دونالد ترامب.

إيران حاضرة

ولفت المركز العبري إلى أن إسرائيل من جهتها تريد استغلال زيارة بايدن لإقامة تحالف عربي إسرائيلي عسكري وأمني ضد إيران.

بينما لإيران أيضا مصلحة في التصعيد خلال زيارة بايدن لمحاولة إحباط هذا المشروع.

لذا طلبت حكومة بايدن من إسرائيل الامتناع عن أي إجراءات واستفزازات في الضفة الغربية أو القدس الشرقية يمكن أن تخلق توترات مع الفلسطينيين مثل هدم المنازل أو توسيع البناء في المستوطنات، وتأجيلها إلى ما بعد الزيارة.

وقبيل الزيارة، أعلنت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية عن سلسلة من التنازلات للفلسطينيين، لزيادة عدد العاملين في قطاع غزة في إسرائيل، من 12،000 إلى 14،000 عامل.

إضافة إلى زيادة عدد العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية في إسرائيل بمقدار 20،000 عامل إضافي، ليصل عدد عمال الضفة الغربية العاملين في إسرائيل إلى 120 ألفا.

وأشارت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية إلى أن هذه الإجراءات ستسهم في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتقليل الدافع وراء الهجمات الفدائية، وفي الوقت نفسه تعزيز أمن خط التماس وسد الثغرات في الجدار الفاصل المستخدمة للتسلل إلى إسرائيل لتنفيذ هجمات.

في النهاية، ادعى المركز أنه لا يمكن لإسرائيل أن توقف أنشطتها المناهضة للمقاومة الفلسطينية في منطقة جنين بسبب ارتفاع مستوى التنبيهات الاستخبارية بشأن الهجمات الفدائية ضدها.

ولا يمكن أن تضمن عدم وقوع إصابات بين الفلسطينيين خلال عمليات الجيش الإسرائيلي، فلحماس والجهاد الإسلامي مصلحة في إحباط زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة.

وبالنسبة لإيران التي تريد منع تشكيل تحالف عسكري عربي إسرائيلي ضدها برعاية أميركية، فهذه فرصة يمكن أن تؤدي بالتأكيد إلى تصعيد أمني قبل وأثناء زيارة بايدن إلى المنطقة.