"بي بي سي": بريطانيا وحلفاؤها الغربيون باعوا مستقبل أفغانستان

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع بي بي سي البريطاني، الضوء على العمليات المستمرة لخروج القوى الدولية من الأراضي الأفغانية وأهمها بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.

ونقلت النسخة الفارسية من الموقع عن أحد مسؤولي الجيش السابقين في بريطانيا أنها وحلفاءها باعوا مستقبل أفغانستان، ووصفها بأنها إستراتيجية خاطئة.

كما تناول الحديث عن اتفاقية السلام بين طالبان والولايات المتحدة التي تتضمن قطع علاقة الحركة بالجماعات الإرهابية، وهذا لم يحدث. واعتبر أحد المسؤولين أن هذه الاتفاقية فاسدة.

مستقبل أفغانستان

صرح رئيس أركان الجيش البريطاني السابق الجنرال ريتشارد بارونز، لـ"بي بي سي"، قائلا: إن بريطانيا وحلفاءها في الغرب باعوا مستقبل أفغانستان.

هذا الحديث في الوقت الذي تستمر فيه هجمات طالبان على المدن في أفغانستان، حيث تمكنت هذه الجماعة من فرض سيطرتها على أكثر من نصف مناطق البلاد.

وأحكم مقاتلو حركة طالبان سيطرتهم على أراض استولوا عليها في أفغانستان في حين اختبأ المدنيون داخل منازلهم.

وارتفع عدد عواصم الولايات الأفغانية التي سيطرت عليها حركة "طالبان" في الأيام الستة الأخيرة إلى 9.

أغلب أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" وغير التابعين له خرجوا من أفغانستان بعد عشرين عاما.

وستكتمل عملية انسحاب القوات الأميركية أيضا حتى نهاية شهر أغسطس/آب، وفقا لما ذكره الموقع.

وبين الجنرال بارونز لبرنامج "العالم في آخر الأسبوع" في "بي بي سي" قائلا: "الانسحاب في الوقت الحالي خطأ إستراتيجي، أعتقد أنه ليس لصالحنا".

وأردف قائلا: إن الحلفاء في الغرب باعوا مستقبل أفغانستان باتخاذهم لهذا القرار، حيث ترسل رسالة مؤسفة إلى الحلفاء في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.

وتابع: "سنواجه خطر عودة الجماعات الإرهابية في أفغانستان، وسيلحق الضرر بأوروبا وبأماكن أخرى".

معاهدة فاسدة

وبناء على اتفاقية السلام التي أبرمت بين طالبان والولايات المتحدة، تعهدت الحركة بقطع علاقتها مع تنظيم القاعدة وسائر الجماعات الإرهابية.

 ولكن تشير تقارير المؤسسات الدولية إلى احتفاظ طالبان بعلاقاتها مع الجماعات "الجهادية"، على الرغم من رفض الحركة هذا الادعاء. 

ومن ناحية أخرى، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس: إن الحلفاء في الغرب لم يقبلوا طلب بريطانيا بالبقاء في أفغانستان بعد انسحاب أميركا.

نشرت صحيفة "ديلي ميل" في محتوى من حديث والاس مفاده: أن بريطانيا سعت بشدة إلى تشكيل تحالف عسكري من دول الجوار لدعم القوات الأفغانية بعد إعلان انسحاب واشنطن من أفغانستان، ولكن حلفاء الناتو امتنعوا عن المشاركة.

بعد ذلك، وفقا لحديثه تقرر أن بريطانيا لن تستطيع البقاء في أفغانستان وحدها.

ووصف والاس معاهدة السلام المبرمة بين أميركا وطالبان العام 2020 بأنها "معاهدة فاسدة" تسببت في تقدم الحركة الأخير، وجعلتها تصدق في انتصارها.

وقال والاس في الإجابة على سؤال: هل تستطيع بريطانيا أن تساعد القوات الأفغانية؟ "حاولت أن أتحدث مع دول الناتو، لكن ليس لهم علاقة، جميعهم على الأغلب".

قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني تام الوود، في محتوى مكتوب بصحيفة "ذا ميل اون صنداي" الأسبوعية: إنه يجب على بريطانيا وحلفائها إرسال قوات مساعدة مكونة من 5 آلاف شخص لدعم الجيش الأفغاني لمواجهة طالبان.

اختتم الموقع المقال قائلا: انسحاب دول الغرب وفقا لرأي الوود بمثابة إفساح المجال الإستراتيجي الرئيس للصين التي تسعى إلى التطوير والتنمية.

لكن يرى الجنرال بارونز أن الصين بالنفوذ الذي تمتلكه في باكستان تعد ضمن الدول الأساسية من أجل الوصول إلى اتفاق سياسي.

جلسة الترويكا

وذكر الصحفي شهاب شهسواري في مقال بصحيفة اعتماد الإيرانية أنه أعلن أن رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبدالله عبدالله، سيسافر إلى الدوحة للمرة الثانية في شهر واحد ضمن المشاركة في المحادثات بين الأفغان.

وهذه المحادثات تجري في جلسة المجموعة المعروفة بـ "الترويكا المتطورة" التي تنعقد بحضور ممثلين عن روسيا، الصين، وأميركا، وباكستان بخصوص وضع أفغانستان.

كان عبدالله قد ذهب إلى الدوحة في يوليو/تموز 2021، على رأس هيئة من سياسيي أفغانستان المهمين للقاء زعماء طالبان.

لكن هذه الجلسة لم تسفر عن أي نتائج، وبعدها اشتدت عمليات طالبان في السيطرة على المدن في أفغانستان.

وطبقا لتقرير جريدة إطلاعات روز، قالت المتحدثة باسم وزارة شؤون السلام الأفغانية ناجية أنوري: إن الهدف من انعقاد هذه الجلسة هو خلق انسجام بين الدول المشاركة في عملية إحلال السلام، وتسريع المفاوضات وتوقف أعمال العنف الحالي في أفغانستان.

بناء على حديثها، سيشارك في جلسة الثلاثة أيام من أفغانستان عبدالله عبدالله، ورئيس الوفد التفاوضي الأفغاني معصوم استناكزي، ووزير الدولة الأفغاني للسلام منصور نادري.

وهذه الجلسة تنعقد بضيافة قطر وتعاون الأمم المتحدة والولايات المتحدة وستستمر حتى 12 أغسطس/آب.

ومنذ مايو/ أيار 2021، تصاعد العنف في أفغانستان مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب 2021.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.