أين القصف التالي؟.. صحيفة عبرية تكشف "بنك أهداف" إسرائيل في سوريا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لديها بنك أهداف في سوريا، ولن تتوقف الهجمات عند قصف مطار دمشق الدولي في 10 يونيو/ حزيران 2022.

وكشفت الصحيفة أن سلاح الجو لدولة الاحتلال يخطط لقصف ميناءي طرطوس واللاذقية على البحر المتوسط في المرحلة المقبلة، للحيلولة دون وصول معدات عسكرية إيرانية لترسيخ وجود المليشيات الشيعية في سوريا، وفي مقدمتها حزب الله اللبناني.

كسر عظم

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل استهدفت البنية التحتية لنقل المعدات العسكرية إلى المليشيات الإيرانية في سوريا، وربما ستجري مهاجمة الموانئ الكبرى في سوريا قريبا، وعلى رأسها طرطوس واللاذقية.

وكعادتها التزمت إسرائيل الصمت، ولم تؤكد أو تنفي الهجمات الأخيرة، وكذلك لم يكن الجانب السوري الرسمي في عجلة من أمره لتوجيه اتهامات مباشرة إلى إسرائيل.

بينما أبلغت شركة الطيران الخاصة "أجنحة الشام" الركاب بتأخير الرحلات "بسبب أعطال فنية"، وأن الرحلات ستغادر من مطار حلب، عوضا عن مطار دمشق، على حساب الشركة.

وبحسب المنشورات الأولية، لحق ضرر بمحطات الإقلاع والهبوط، دون تحديد مصدر الضرر، وإلى أن يتم إصلاح الأعطال، ستنتقل الرحلات الجوية إلى ثاني أكبر مطار داخل سوريا. 

واستمر الوضع هكذا حتى ظهرت طهران في الصورة، إذ نشرت تفاصيل المكالمة الهاتفية بين وزيري خارجية إيران وسوريا، أمير عبد اللهيان وفيصل المقداد، بضغط كبير من جانب طهران.

وسارع وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان بتهديد إسرائيل، بينما رأى المقداد أن إسرائيل عبر مهاجمة دمشق تدعم حلفاءها مثل تنظيم الدولة وجبهة النصرة.

ورأت الصحيفة أن الهجوم كان يهدف إلى تعطيل نقل المعدات والذخيرة العسكرية من إيران إلى المستودعات في دمشق، والتي كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان.

وأضافت أنه صحيح أن تنظيم الدولة وجبهة النصرة يستفيدان من تلك الهجمات بسبب عدائهما للنظام السوري وحزب الله وإيران، لكن إسرائيل لا تلتزم بشيء تجاههما.

وأوضحت أنه تم في العملية الأخيرة استهداف ثلاثة أهداف في مطار سوريا، هي أبراج الإقلاع والهبوط ومسار السفر الداخلي وبرج المراقبة ومستودعات الأسلحة الإيرانية المخصصة لحزب الله".

من جانبه، انتقد رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" الهجمات الإسرائيلية، وقال إن "الإسرائيليين متورطون في الإرهاب، وسوريا هي الضحية".

استغلال مكلف

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه يترتب على ذلك أن سوريا ستواصل الجلوس مكتوفة الأيدي وتنتظر حلفاءها للقيام بالعمل نيابة عنها.

وبحسب وسائل إعلامية سورية، أصيب في الهجمات عدد كبير من المدنيين السوريين، إلى جانب عسكريين إيرانيين، وتضررت كذلك بعض الممتلكات.

لكن أهم ملاحظة هي الكشف أن طهران وحزب الله يستغلان الرحلات الجوية المدنية إلى مطاري دمشق وبيروت لتهريب معدات عسكرية يمكن إخفاؤها بسهولة في الأمتعة التي توضع ببطن الطائرات.

وليس من الواضح في الوقت الحالي كم من الوقت سيغلق مطار دمشق المدني، وعدد الأيام التي ستستمر فيها أعمال إعادة الإعمار والترميم.

وأعلنت وزارة النقل السورية أنه لا يوجد موعد نهائي للركاب للعودة إلى دمشق، وأن الأضرار الجسيمة تتطلب وقتا طويلا لإصلاحها.

وتشير صور الأقمار الصناعية إلى مدى اتساع الأضرار، وبذلك لن تتمكن طائرات 747 الإيرانية من الهبوط هنا في أي وقت قريب.

وهذه هي المرة الخامسة عشرة منذ بداية 2022، التي تهاجم فيها إسرائيل أهدافا محددة داخل سوريا.

وبحسب دلائل كثيرة، تم بالفعل تحديد الهدف التالي لتخريب عمليات نقل المعدات العسكرية، وهو "طرطوس واللاذقية".

المواجهة تتصاعد 

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن العمل الإسرائيلي يركز ضد التهريب من إيران على عدة مستويات: على المحور الأرضي بحسب منشورات أجنبية، حيث يهاجم شحنات الأسلحة التي تتجه إلى الأراضي السورية تارة في وسط البلاد وأحيانا على الحدود العراقية. 

وفي المجال البحري، لا سيما في البحر الأحمر، فضلا عن الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في منطقة ميناء اللاذقية.

من جهتهم، يحاول الإيرانيون زيادة النشاط الجوي، أولا بطائرات شحن مخصصة وفي مخبأ في حظائر الطائرات في مطار دمشق، وقبل ذلك، استخدموا أيضا "مطار T-4".

والآن تستفيد إيران وحزب الله من الرحلات الجوية المدنية إلى دمشق وبيروت لتهريب معدات عسكرية متطورة إلى حزب الله، تتعلق بإنتاج الأسلحة العسكرية.

على الجهة الأخرى، كان التعليق الروسي على الهجمات غير معتاد نسبيا، حيث أدانت روسيا إسرائيل بشدة للهجوم الذي عطل عمليات المطار بشكل كامل.

وقالت في بيان إنه "يتعين على إسرائيل وقف الممارسة الشريرة لإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية لسوريا".

وتسمح روسيا حاليا لإسرائيل بمواصلة العمل في سوريا، ولا تشغل أنظمة دفاعها الجوي أمام الطائرات، لكن هذا أيضا يجب أن يؤخذ بضمان محدود.

وبالتزامن مع هذا النشاط، أشارت الصحيفة إلى أن فرقة الجولان بقيادة العميد "رومان جوفمان" تقود عملية هجومية ضد محاولات إيرانية لترسيخ نفسها على خط التماس في الجولان السوري، حيث يقوم الإيرانيون بتجنيد مليشيات شيعية.

ولفتت إلى أن الإيرانيين يعملون ليس فقط على المستوى العسكري، ولكن أيضا على البنية التحتية المدنية والدينية، حيث يشترون العقارات ويثبتون أنفسهم في القلوب لخلق كتلة شيعية ستعمل في نهاية المطاف من أجل مصالحهم.