للقصة بقية.. تفاصيل جديدة عن "تسريبات عكاشة" الفاضحة لرئيس تونس

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن الشخص الذي كان يحاور مديرة الديوان الرئاسي التونسي سابقا نادية عكاشة في التسريبات الفاضحة عن الرئيس قيس سعيد هو موظف بالسفارة الأميركية في باريس يُدعى عاطف حمزاوي.

وأوضحت في تقرير تضمن تصريحات من حمزاوي أنه اعترف بأنه محاور عكاشة، في المحادثات الهاتفية المسرّبة في أبريل/ نيسان 2022، لكنه نفى ضلوعه في تسريبها للرأي العام.

وكانت نادية عكاشة (42 عاما) قد أعلنت في 25 يناير/ كانون الثاني 2022 عن استقالتها من منصبها في تدوينة على فيسبوك، أشعلت بها نار الجدل حول الأسباب التي دعتها لذلك، وما يحدث في المحيط الضيق لقيس سعيد.

خاصة وأنها كانت توصف بـ"الصندوق الأسود" و"حاملة أسرار" الرئيس الذي شاركته أبرز محطات مشروعه السياسي منذ دخولها إلى قصر قرطاج في 2019. 

وفجرت تسريبات عكاشة صدمة في أوساط التونسيين لما كشفته من تفاصيل لكواليس قصر قرطاج ومرض قيس سعيد ونفوذ أسرته، وإدارته للدولة قبل انقلابه في 25 يوليو/ تموز 2021، وما تبعه من قرارات.

معلومات صادمة

وذكرت المجلة الفرنسية أنه إذا كانت نادية عكاشة قد شككت أساسا في صحة تلك التسريبات، فإن محاورها عاطف حمزاوي قد أكد صحتها.

وفي التسريبات كشفت عكاشة الجوانب المخفية من شخصية سعيد، وتحكّم عائلته، وخاصة “شقيقة زوجته”، بالدولة، وهو ما أعاد الجدل حول “حكم العائلة” الذي كان سائدا في تونس، خاصة خلال فترة ما قبل الثورة.

وكانت صفحات اجتماعية بدأت بنشر سلسلة من التسريبات الصوتية، قالت إنها مكالمات مسجلة لعكاشة مع طرف لم يتم الكشف عن هويته حينذاك، ثم تبين أنه عاطف حمزاوي. 

وتقوم عكاشة في أحد التسريبات بالتهكم على عدد من خطابات سعيد التي اتهم فيها أطرافا لم يسمّها بالارتماء في أحضان الخارج، مشيرة إلى أن سعيد نفسه "يخشى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهذا ما دفعه للمسارعة إلى تقبيل كتفه عند أول لقاء بينهما". 

كما تحدثت في تسريب ثانٍ عن مرض قيس سعيد وحاجته لطبيب نفسي، ورفضه الاعتراف بمرضه، الذي لم تكشف عن طبيعته، لكنها قالت إنه تلقى تحذيرات من أحد أطبائه حول احتمال حدوث نوبة شديدة قد تشكل خطرا على حياته.

وقالت عكاشة في تسريب ثالث، إن علاقة سعيد بزوجته القاضية إشراف شبيل، متوترة، مشيرة إلى أنه "كان يريد أن يتزوج شقيقة زوجته المحامية عاتكة شبيل، لكن أهلها رفضوا واقترحوا عليه الزواج بأختها فقبل بذلك".

وهو ما دفعه لاحقا إلى تخصيص غرفة خاصة لشقيقة زوجته في قصر قرطاج، وفق التسريبات.

وأشارت أيضا إلى أن "عاتكة تمتلك تأثيرا كبيرا على سعيد، وقد كشف شقيقه نوفل هذا الأمر لصديقه في حركة النهضة النائب السابق محمد القوماني".

وبناء على هذه التسجيلات الهاتفية المنسوبة لنادية عكاشة، اكتشف التونسيون سلسلة من "المعلومات الصادمة" حول قيس سعيد.

سبعة مقاطع صوتية يُسمع خلالها نادية عكاشة تهاجم وزير الداخلية توفيق شرف الدين و"تفضح" أحمد شفطر عضو الحملة التفسيرية لمشروع قيس سعيد، وتنشر أخبارا عن الصحة النفسية لقيس سعيد للتقليل من شأنه. 

صدى متواصل

وبعد هذه السلسلة من التسريبات، ورد ذكر عاطف حمزاوي، وهو تونسي يعمل في سفارة الولايات المتحدة في باريس، صفحة “Hasdrubal news” على فيسبوك بصفته "مؤلف هذه التسريبات".

وفي مايو/ أيار 2022، كشف حمزاوي عبر حسابه بفيسبوك أنه أودع شكاية لدى القضاء الفرنسي ضد نادية عكاشة، ومدوّن تونسي لم يسمه قال إنه يقيم بفرنسا، ومشرفين على صفحة “Hasdrubal news” وبكل الأطراف التي قال إنها “سعت للزج باسمه في قضية التسريبات”.

وأضاف حمزاوي أنه  “تحصل على أدلة تثبت وجود تخطيط وتواصل بين الأطراف المذكورة” وأن ذلك “يعد وفاقا إجراميا”.

كما كشف أن مصادر وصفها بالخاصة أكدت له مغادرة نادية عكاشة فرنسا في اتجاه دبي بعد إشعارها من السلطات الفرنسية باستحالة الحصول على بطاقة إقامة دون تقديم مطلب لجوء رسمي أو عقد عمل أو توفر أحد الشروط القانونية لذلك.

بدورها تقدمت نادية عكاشة بشكوى أيضا ضد صاحب الصفحة وطالبت بالتحقيق في صحة التسجيلات المسربة، مشيرة إلى أن عاطف حمزاوي هو من قام بها.

ومنذ ذلك الحين، أحاطت نادية عكاشة نفسها بالصمت. 

لكن حمزاوي أكد، في اتصال مع جون أفريك، أنه محاور نادية عكاشة في المحادثات الهاتفية المسربة.  

ويشرح حمزاوي: "تلقيت مكالمات هاتفية من نادية عكاشة بعد أن غادرت قرطاج ووصلت إلى باريس".

ويضيف: "لم نكن قريبين بشكل خاص من قبل ذلك، لكنها سعت إلى الاتصال بي للحصول على المشورة بشأن أفضل طريقة للحصول على تصريح إقامة في فرنسا لها ولأسرتها، وحينها لم يكن لديها سوى تأشيرة دخول".

ادعاءات كبيرة

وأوضحت المجلة الفرنسية أن حمزاوي ادعى أن "نادية عكاشة تحدثت عن كل هذا بمفردها، دون أن أضطر إلى طرح الأسئلة عليها".

ولفت إلى أنه "من المعروف أن نادية عكاشة تسجل محادثاتها الهاتفية".

وأضاف: "تعد كل الطبقة السياسية في تونس محل إثارة للنكات حول هذا الموضوع". 

وزاد: "في التسجيلات الصوتية المسربة، تعرفت بوضوح شديد على المحادثات التي أجرتها معي".

وأخبر حمزاوي أيضا عن وجود مقطع صوتي يُسمع فيه صوتان، بما في ذلك صوته، وكان من الممكن أن تقدمه نادية عكاشة لمحاميها.  

لكنه قال: "في تسجيلات صوتية أخرى، لا أتذكر مناقشة هذه التفاصيل مع نادية عكاشة".

وأكد أنها "أجرت عديدا من هذه المحادثات مع أشخاص غيري".

وفي النهاية: شدد حمزاوي للمجلة الفرنسية بالقول: "لا يمكنني أن أكون الشخص الذي سرب هذه التسجيلات التي هي مأخوذة من هاتف نادية عكاشة".

يذكر أن صفحة “Hasdrubal news” أكدت في أكثر من تدوينة، أن ''المخابرات الأميركية كلفت حمزاوي وهو ضابط استخبارات من أصل تونسي ليدخل في علاقة مع عكاشة بعدما تم استبعادها من قصر قرطاج وجاءت إلى فرنسا قصد الحصول على تسجيلات تكشف أسرار قيس سعيد وتشوهه أمام الشعب''.