وسط تجاهل دولي.. غضب واسع لهدم الهند منازل مسلمين نددوا بالإساءة للنبي

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

ما زالت الحكومة الهندية برئاسة السياسي اليميني ناريندرا مودي، تمعن في طغيانها ضد المسلمين، إذ تواصل استهداف المشاركين في الاحتجاجات المنددة بالإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عبر تعنيفهم واعتقالهم وهدم منازلهم.

وخلال الأيام الأخيرة خرج آلاف المسلمين إلى الشوارع في الهند، للاحتجاج على التعليقات المعادية للإسلام التي أدلى بها اثنان من أعضاء حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم، مسؤولان عن ملف الإعلام الحكومي.

ونقلت وكالة رويترز البريطانية، في 12 يونيو/ حزيران 2022، عن مسؤولين هنود لم تسمهم، أن السلطات في ولاية "أوتار براديش" هدمت منازل متظاهرين مسلمين متهمين بـ"المشاركة" في الاحتجاجات الأخيرة.

وفي نفس اليوم، أفادت الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام الدولية، بأن الناشطة الطلابية الهندية فاطمة عفرين، تأتي في قمة المستهدفين من قبل السلطات اليمينية في مدينة الله آباد الهندية.

إذ خرجت فاطمة في الأيام الأخيرة تدافع عن حقوق المسلمين المستضعفين فاعتقلتها قوات الأمن هي ووالدها ووالدتها، وهدمت منزلها نكاية وإمعانا في الانتقام منها.

وبحسب صحيفة "سياست" المحلية، فإن السلطات الهندية تتهم أسرة فاطمة عفرين بالتدبير والتخطيط للمظاهرات التي اندلعت بعدد من المدن في 10 يونيو 2022، احتجاجا على التصريحات المسيئة للرسول الكريم.

اعتقال فاطمة والتنكيل بالمسلمين ومواجهة احتجاجاتهم بعنف، أثار موجة غضب واسعة على تويتر، دفعتهم لتداول مقاطع فيديو توثق اعتداءات الشرطة الهندية على المسلمين، واتهموها باتباع نمط الكيان الصهيوني في تعامله مع الفلسطينيين.

وأعلنوا عبر تغريداتهم على وسمي #Standwithafreenfatima، #فاطمة_عفرين، عن تضامنهم مع فاطمة ومسلمي الهند، معربين عن أسفهم أن تتخذ الأنظمة العربية والإسلامية من الحكومة الهندوسية التي تنتهج هذه الأفعال حليفا لها. 

ديكتاتورية مودي

وتحدث ناشطون عن خطورة ما وصل إليه النظام الهندي من ديكتاتورية وتنكيل بالمسلمين، داعين الجهات القضائية المختصة لاتخاذ موقف رادع والتحرك ضده عاجلا.

وفي هذا السياق، كتب المعارض الإماراتي محمد بن صقر، أن حكومة مودي الهندوسية تسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم تعتقل وتعذب وتهدم منازل من يحتج على وقاحتها وقلة أدبها.

وأكد أن اعتقال الطالبة المسلمة فاطمة عفرين وأسرتها خير دليل على ذلك، معربا عن أسفه أن مودي حليف لحكام المسلمين!

من جانبه، قال أستاذ بحوث السلام والصراع أشوك سوين، إنه "لا يمكن إلا لنظام متعصب قاسٍ أن يهدم منزل ناشطة شابة فقط بسبب دينها".
وحث الناشط الهندي ديبانكار، أصدقاءه أن يتكلموا قبل أن تستهدفهم الجرافة، مستنكرا هدم النظام الهندي لسيادة القانون بالجرافات ومنحه لنفسه سلطة هدم منازل المتظاهرين، ما يعني أن الهند على المحك. ودعت نيها ياداف، المحكمة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه القضية، ورفع قضية ضد الحكومة مع تعويضات، مشيرة إلى أن الحكومة وصلت إلى درجة عالية من الديكتاتورية وتدمير الدستور وخلق جو من الخوف والترهيب في ولاية أوتار براديش. وطالب استاذ القانون خالد بيضون، بتسمية الأحداث بمسمياتها، قائلا إن هدم منزل فاطمة عفرين "إرهاب ترعاه الدولة" وضمن حملة التطهير العرقي لحزب بهاراتيا جاناتا، بهدف إخافة وإسكات جميع المسلمين الهنود. تجاهل حقوقي

واستنكر ناشطون صمت المنظمات والهيئات الحقوقية والدولية المعنية بالدفاع عن الحقوق والحريات والمناهضة لاستخدام العنف، موجهين الدعوات لها لإعلان موقفها من تجاوزات الحكومة الهندية بحق المسلمين.

وحث الناشط الحقوقي عبدالله الصقلاوي المليفي، أعضاء منظمة العفو الدولية والناشطين السياسيين في حقوق الإنسان، على تنظيم وقفة لمناصرة الناشطة فاطمة عفرين بشأن تعسف السلطات الهندية باعتقالها وكامل أسرتها وهدم منزلهم بالكامل ومصادرة كل ممتلكاتهم.

فيما قال محمد العجمي: "فاطمة عفرين خرجت لنصرة نبي الله وتم هدم بيتها واعتقال عائلتها ولأن المال والإعلام بيد أصحاب المنظمات الشاذة والنسوية فلن تجدهم أبدا ينتصرون لامرأة مسلمة محجبة وهم الذين يتذرعون بمظلومية المرأة في معظم قضاياهم"، داعيا المسلمين إلى نصرتها. وتعجب أحد المغردين، من صمت الأمم المتحدة ومجالس حقوق الإنسان وزعماء الدول وخاصة الكبرى تجاه ما يحدث في الهند وغيره من البلدان وهم ينظرون شعوبهم بحقوق الإنسان وحريته.

استنهاض للأمة

ودعا ناشطون الأمة العربية والإسلامية لاتخاذ موقف رادع تجاه تجاوزات الهند بحق المسلمين، والتضامن مع فاطمة وعائلتها والمسلمين المستضعفين كافة في الهند والانتصار لهم بشتى الطرق.

الناشط الحقوقي الفلسطيني محمد نشوان، حث المسلمين على الغضب نصرة للنبي محمد صلى الله علي وسلم، ولآهات وصرخات المسلمين والمسلمات في السجون الهندية، ومقاطعة كل ما يخص الهند الهندوسية من شركات وعمالة وموظفين.

وأعرب الناشط أسامة خلجي، عن أمله أن يخرج كل مواطن هندي للاحتجاج على الفاشية الوقحة للولاية الهندية حيث يتم هدم منزل ناشطة مسلمة في وضح النهار، لأنها تحدثت ضد الفاشية المعادية للإسلام في الهند. وأكد الكاتب الصحفي عبدالعزيز الفضلي، أنه من واجب المسلمين أن يقفوا مع فاطمة ومع كل المسلمين في الهند حتى ترجع لهم حقوقهم، وتُحفظ لهم كرامتهم.

عملة واحدة

وأكد ناشطون أن الهندوس والصهاينة وجهان لعملة واحدة، يسيرون على نفس الخطى ويستخدمون نفس الأساليب القمعية والوحشية والهمجية من سجن وسحل وضرب وقتل وهدم للمنازل وتصفية للمسلمين، متجاوزين كل القوانين الدولية.

الإعلامي أحمد منصور، أكد أن الحكومة الهندوسية تتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية في ممارساتها ضد المسلمين، حيث يقوم عبّاد البقر بهدم بيوت الناشطين المسلمين الذين انتفضوا نصرة لله ورسوله تماما مثل سلوك الصهاينة في فلسطين.

وقال أستاذ الأخلاق السياسية الدكتور محمد مختار الشنقيطي، إن "الهندوس يتعلمون هدم البيوت من اليهود.. تشابهت قلوبهم". وأشار الصحفي خلدون بدير، إلى أن الهند تنكل بالمسلمين على طريقة الصهاينة في فلسطين، قائلا إن حكومة عباد البقر تهدم منزل عائلة فاطمة عفرين وتخفي عائلتها قسرا، وتتهم والدها بأنه العقل المدبر وراء احتجاجات نصرة النبي محمد ﷺ. ونشر طراد العنزي، مقطع فيديو لهدم الشرطة الهندية لمنزل فاطمة، قائلا: "كما يحصل في فلسطين لهدم بيوت المقاومة من قِبل الصهاينة، تم هدم منزل الناشطة المسلمة فاطمة عفرين في الهند من قِبل حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي". ووصف المهندس محمد بن سالم الوهيبي، الهندوس بأنهم أكثر صهيونية من الصهاينة.