بعد رفضها الاعتذار عن الإساءة للنبي.. دعوات لردع الهند عبر مقاطعة منتجاتها

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

في محاولة من حزب "بهاراتيا جاناتا" اليميني المتطرف الحاكم في الهند لتجاوز الأزمة الناجمة عن إساءة المتحدثين باسمه نوبور شارما ونافين جيندال، للنبي محمد ﷺ، علق عضويتهما؛ لكن السلطة رفضت تقديم اعتذار رسمي، بذريعة أن تصريحاتهما لا تعكس وجهة نظر الحكومة.

ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل انتقدت الخارجية الهندية إدانات منظمة التعاون الإسلامي، بالقول إن "الهند ترفض رفضا قاطعا التعليقات غير المبررة وضيقة الأفق الصادرة عن منظمة المؤتمر الإسلامي"، زاعمة أن بلادها تولي أعلى درجات الاحترام لجميع الأديان.

وكانت منظمة التعاون الإسلامي، قد أدانت الإساءات الصادرة عن المسؤولين الهنديين تجاه النبي محمد، مؤكدة أنها تأتي في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين والتضييق عليهم.

الرد الهندي، دفع ناشطين على تويتر، لإعلان تمسكهم بحملة مقاطعة المنتجات الهندية، ومساعيهم للضغط على الأنظمة الحاكمة لاتخاذ مواقف رادعة ضد الهند ورئيس وزرائها ناريندرا مودي، مؤكدين أن الضغوط الشعبية عبر منصات التواصل الاجتماعي تؤتي ثمارها. 

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #إلا_رسول_الله_يا_مودي، #مقاطعة_المنتجات_الهندية، استنكروا إصرار السلطات الهندية على تعزيز الإسلاموفوبيا بامتناعها عن الاعتذار واستمرار اضطهادها للمسلمين والتضييق عليهم والتنكيل بهم.

وأشار ناشطون إلى تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الهند منذ سنوات، تجسدت في معاناة المسلمين من قبل الهندوس، ومؤخرا في إهانة مسؤولين بالحزب الهندي الحاكم للرسول الكريم ﷺ، مستنكرين ضعف وهزلية موقف غالبية الأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة.

وأكدوا أن الرد الحقيقي على خطاب الكراهية من الحزب الحاكم في الهند وإساءته للنبي وتعنت السلطة واستكبارها عن الاعتذار سيرا على نهج دول سبقتها كفرنسا هو "مقاطعة منتجاتهم" وأن يكون ذلك نهجا ثقافيا لدى الشعوب العربية لأنه الوسيلة الأقوى للضغط. 

مقاطعة وتوعية

وفي هذا السياق، كشفت الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، أنها تواجه هجمات سيبرانية لإغلاق منصاتها وإخفاء حقيقة التفاعل بعد تخطي هاشتاغ #إلا_رسول_الله_يا_مودي حاجز المليون تغريدة.

ولاقت دعوة الهيئة استجابة واسعة، إذ واصل الناشطون تغريداتهم لليوم الثالث على التوالي، نصرة للنبي، وأعلنوا تمسكهم بالمقاطعة تأديبا للهند، كما برزت دعوات لأولي الأمر لتوعية الأجيال الناشئة بمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وحث العلامة رئيس مركز تكوين محمد الحسن الددو، على تعليم الطلاب والأبناء محبة الرسول، والتحدث إليهم عن صدقه ووفائه وعن شجاعته وتواضعه، وخلقه وسخائه وعن أزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات العفيفات، وعن أصحابه الأبرار وآله الأطهار.

 كما دعا عضو الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي غرم الله الزهراني، كل مشهور يستغل شهرته في التعريف بسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصناعة محتوى عن سيرته العطرة وكيف كان يتعامل مع أصحابه ومع من كان يخدمه، وأن مظاهر رحمته لم تقتصر على الإنسان، بل شملت الحيوان.

وحثت الكاتبة القطرية ابتسام آل سعد، الشعوب لمعاقبة الهند والإصرار على مقاطعة المنتجات الهندية حتى يخضع عباد البقر والنار.

وقال الناشط الفلسطيني خالد صافي: "لا تذهب لمطعم هندي، لا تدخل مركز تسوق هندي، ولا تشتر منتجا هنديا، ولا تشاهد فيلما هنديا، ولا توظف عندك عاملا هنديا، ولا تتعاقد مع مستثمر هندي، لا بد أن يشعروا بغضبنا.. رسولنا ﷺ أغلى عندنا وأعز وأكرم من الهند بما فيها ومن فيها".

رعونة الأنظمة

وانتقد ناشطون ضعف موقف الحكام، مؤكدين أنهم كانوا سينتفضون إذا كانت الإساءة موجهة لأشخاصهم.

الناشطة الحقوقية السعودية الدكتورة حصة الماضي، أكدت أنه لو كان الأمر يمس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لأقام الدنيا وسحب السفير وأطلق نوائحه المستأجرة لشيطنة الهند وأهلها.

وأشار الصحفي السوري قتيبة ياسين، إلى أن عبيد الحكام العرب يسخرون من مواقف الشعوب الغاضبة التي تأتي بعد كل إساءة لنبيهم الكريم وفي ذات الوقت لو أساء أحد إلى حاكمهم لوجدتهم يغلون غضبا ويهددون بالانتقام. وأكد نواف القرعان، أن الاستهزاء برسول الله هو علامة سقاطة وذلة وخنوع حكام وشعوب الأمة الإسلامية.

وحذر الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة جمال عبدالستار، قائلا: "إذا لم يستطع المسلمون في العالم إحداث تهديد حقيقي لعباد البقر في الهند ليكونوا عبرة لكل المسوخ البشرية، فلينتظروا صغار الدنيا وعذاب الآخرة".

تعزيز الإسلاموفوبيا

وأكد ناشطون أن ضعف المواقف العربية والإسلامية تجاه التجاوزات الهندية والتطاول على النبي ﷺ، يعزز الإسلاموفوبيا ويشجع على التمادي في التطاول والتعنت والاستكبار عن الاعتذار. 

استاذ العلوم السياسية الكويتي الدكتور عبدالله الشايجي، تأسف على أن الموقف العربي والإسلامي، دولا ومنظمات، لم ترتق لاستفزاز وتطاول حزب BJP الهندوسي الحاكم بقيادة العنصري مودي.

وأشار إلى أن الكويت وقطر استدعت سفيري الهند بعد التطاول المسيء على الرسول ﷺ وطالبتا باعتذار علني، بينما بقية الدول فإما نددت واستنكرت أو صمتت، مؤكدا أن هذه المواقف الهشة تشجع الإسلاموفوبيا والتطاول.

وأوضح الكاتب والإعلامي الإماراتي المعارض أحمد الشيبة النعيمي، أن إساءة المتحدث باسم الحزب الحاكم في الهند بهاراتيا جاناتا للحبيب المصطفى ليست حادثة منفصلة بل هي حلقة من سلسلة جرائمه في حق المسلمين التي قام بها الهندوس بغطاء ودعم من الحكومة.

وبين أن الحكومة الهندية تدعم الدعوات التي تصدر للتطهير العرقي وقتل المسلمين، إذ إن الكثير من القادة والسياسيين والمسؤولين عن الأمن يؤيدون هذه الدعوات، خاصة من حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي الحاكم الذي ينتمي إليه مودي.

ورأى المستشار الإعلامي السعودي عبدالرحمن الأنصاري، أن ما يجري الآن للإسلام والمسلمين في الهند، أمر قد خطط له بإحكام، ليبدو كما لو كان مجرد مشكلات عابرة، بين (هندوس ومسلمين).

وأضاف، الآن بالمشاركة الهندية الرسمية في الإساءة إلى نبي الإسلام ﷺ وضح أن الأمر أصبح رسميا. وردنا العاجل هو "المقاطعة".

وحثت وزيرة حقوق الإنسان اليمنية سابقا حورية مشهور، على استغلال موجة الغضب العالمية ضد التصريحات المسيئة للنبي ﷺ والمطالبة بتجريم الإسلاموفوبيا في أكثر من بلد في العالم، إن كان في الشرق أو الغرب.

وأعربت عن أسفها على أن التمييز ضد المسلمين في كثير من الدول تمارسه أجهزة دولة أو جماعات متطرفة محمية منها.

وقاحة الهند

واستنكر ناشطون تعنت خارجية الهند ووصفها الغضب الرسمي والشعبي على إساءة ممثل الحزب الحاكم الهندي بأنه "غير مبرر"، ورفضها بيان منظمة التعاون الإسلامي ووصفه بأنه "ضيق الأفق"، مذكرين الأنظمة الحاكمة بالأدوات التي يملكونها لردع الهند.

عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين محمد الصغير، أشار إلى أن حكومة الهند تصعد في شأن الإساءة إلى مقام النبي ﷺ، وتتخطى مرحلة رفض الاعتذار، إلى رفض بيانات الشجب التي صدرت، وعدتها غير مبررة.

وتساءل: "هل ستقبل الدول التي بادرت بالإدانة بهذه الغطرسة، وهل تكون الخطوة القادمة هي طرد السفير الهندي وإجراءات أكثر ردعا للهند؟".

وعد أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد بجامعة 29 مايو بإسطنبول الدكتور عبدالله معيوف، ما قالته الهند "وقاحة". وذكر الصحفي الرياضي خير الدين ربى، بأن ملايين الهنود من غير المسلمين يعملون في دول عربية وإسلامية وحكومتهم في الهند تلعب بمصيرهم، مؤكدا أن العرب والمسلمين إذا قرروا طرد هؤلاء العمال الهنود ستجد الحكومة الهندية نفسها في ورطة لم يسبق لها مثيل.