"أين عنتريات حزب الله؟".. لسان حال اللبنانيين إثر اختراق إسرائيل الحدود البحرية

بيروت - الاستقلال | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

في بلد يعيش انهيارا اقتصاديا غير مسبوق، أفادت تقارير دولية في 4 يونيو/ حزيران 2022، بوصول منصة عائمة مخصصة لاستخراج الغاز الطبيعي لصالح الكيان الإسرائيلي، إلى منطقة حدودية بحرية متنازع عليها مع لبنان.

وبين لبنان ودولة الاحتلال منطقة متنازع عليها تبلغ 860 كلم مربعا، بحسب الخرائط المودعة من جانب لبنان وإسرائيل لدى الأمم المتحدة، وتعد هذه المنطقة غنية بالنفط والغاز.

وانطلقت من أجل ذلك مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، وعقدت خمس جولات من التفاوض آخرها كان في أيار / مايو 2021، دون تقدم يذكر.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن وصول هذه المنصة يسمح للإسرائيليين باستخراج الغاز خلال 3 أشهر، وهو ما أثار موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، معلنين رفضهم التعدي على ثرواتهم النفطية والتفريط في مقدرات بلادهم لصالح العدو الإسرائيلي.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #كاريش، #ترسيم_الحدود_البحرية، حذروا من أن دخول المنصة للحدود اللبنانية يضع البلاد أمام أخطار كبيرة ماليا، واقتصاديا، وأمنيا، وعسكريا.

وأكد ناشطون أن الجور الإسرائيلي على حقوق اللبنانيين نتيجة لسياسة الخيانة والتخلي واللامبالاة من قبل رئاسة الجمهورية وامتناعها منذ عام عن إرسال مرسوم تعديل الحدود 6433 إلى الأمم المتحدة لضمان الخط 29 الذي يؤمن المنطقة البحرية وثروات الطاقة.

وأشار ناشطون إلى أن عدم مبالاة الرئاسة توازت مع موقف مريب من "المقاومة اللبنانية" المتمثلة في حزب الله، ملمحين إلى أنه بات مساوما للعدو ولا يجيد سوى التصريحات العنترية التي لا يتم تطبيقها على الأرض. 

رسميا، حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، في بيان، من "تعدي" إسرائيل على ثروة لبنان النفطية في البحر"، فيما قال الرئيس ميشال عون، في بيان، إن "المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية لا تزال مستمرة وأي عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازا وعملا عدائيا".

أكاذيب "المقاومة"

وتعليقا على هذا التطور، نشرت الكاتبة ماريا معلوف، مقطع فيديو لزعيم حزب الله حسن نصر الله، يهدد فيه بإرسال طائرات تحذيرية للسفينة التي وصلت إلى كاريش، قائلة: "ورينا يا دجال الضاحية شو رح تعمل، السفينة الإسرائيلية دخلت كاريش، بطل الشعارات الرنانة والتصريحات الزائفة".

من جانبه، أكد الصحفي إلياس زغبي، أن حزب الله يتقن في هذه المرحلة عالية الخطورة فن اللطو المزدوج، يلطو وراء "الدولة" في مسألة "حقل كاريش" لتغطية ارتباكه حيال التطورات الأخيرة، بين الإقدام والإحجام، ويلطو وراء عشائر بعلبك في مواجهة "الدولة" نفسها، فلا يخسر الاثنين معا.
وأشارت الإعلامية اللبنانية ديما صادق، إلى أن المقاومة تقول إنها موجودة بلبنان لأنها تريد حماية البلاد من إسرائيل، مستنكرة أنها لم تفعل شيئا والطيران فوق رأس اللبنانيين.

ولفتت إلى أن عميلا إسرائيليا هرب بطائرة أميركية، والمقاومة لم تفعل شيئا، واليوم النفط يسرق أمام عيون اللبنانيين ولم تفعل أيضا شيئا.

خيانة عظمى

وأكد رجل الأعمال والسياسي اللبناني فؤاد مخزومي، أن عبور السفينة قناة السويس ودخولها الحقل ضاربة عرض الحائط كل التنبيهات، سببه الفشل الذريع بترسيم الحدود البحرية والحفاظ على ثروات البلاد الطبيعية من مشتقات النفط والغاز.

وخاطب السلطة الحاكمة قائلا: "كفى تلاعبا بمسألة ترسيم الحدود! لقد سرقتم جنى عمرنا، لا تسرقوا مستقبلنا".

وخاطبت الصحفية سوسن مهنا، رئيس لبنان قائلة: "فخامتك، الباخرة موجودة في منطقة متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل متخطية الخط 29 وهو ما يشكل استفزازا لرد من قبل حزب الله، مما سيعرض سلامة وأمن لبنان واللبنانيين".

وتساءلت، أين أصبح المرسوم 6433 ولماذا لم توقعوه حتى اليوم؟ تتحملون مسؤولية أي عمل عسكري الآن".

وأكد الناشط السياسي اللبناني لوسيان بورجيلي، أن التخلي المشبوه للمسؤولين عن الخط 29، وحق لبنان وثروته ووحدة أراضيه هو بمثابة خيانة عظمى.

وأضاف: "لو يوجد فعلا مجلس أعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء: هالموضوع مفروض يكون من أولوياته".

صمت مستنكر

وأشار المحلل السياسي اللبناني علي الأمين، إلى أن الاستعداد الإسرائيلي لبدء عمليات التنقيب عن الغاز في حقل كاريش على الحدود مع لبنان، يقابل بصمت رسمي لبناني مريب.

وحذر من أن ذلك يتيح توجيه اتهام صريح للمنظومة الحاكمة بأنها متمادية في استباحة حقوق اللبنانيين، وهذه المرة لصالح إسرائيل بلا تردد ولا خجل.

ووصف الصحافي والسياسي اللبناني نوفل ضو، مواقف المسؤولين اللبنانيين مما يجري في حقل كاريش، بأنه كموقف أهل شاهدوا ابنتهم تغتصب وتحمل سفاحا فلزموا الصمت ولم يتحركوا لمنع الاغتصاب، وبعد أشهر، لما شعرت الفتاة المغتصبة بالطلق نذير قرب ولادة "الطفل الحرام" قامت قيامة الأهل وهددوا بالثبور وعظائم الأمور إن مس الجاني بابنتهم. ورأى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني المحامي جوزيف أبو فاضل، أن الصمت المريب لما يسمى بالمسؤولين في السلطة الحاكمة يهدف إلى قهر اللبنانيين عمدا وقصدا وعنوة وليس غفلة، موضحا أنه هذه المرة يتم قهرهم بالعدوان الإسرائيلي، وتمريره كأنه أمر "عادي" مقابل المصالح والمناصب! أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، عد صمت السلطة اللبنانية على قيام العدو الإسرائيلي بإدخال سفينة استخراج الغاز الطبيعي إلى حقل  كاريش البحري إثبات جديد على عجزها عن حماية سيادة لبنان، وعن الحفاظ على ثروة الشعب اللبناني من النفط والغاز.