تهديد دائم.. هكذا تحاول واشنطن وأوروبا إرهاق روسيا في "مستنقع" أوكرانيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة تركية إن "منطقة دونباس شرقي أوكرانيا تخضع بالكامل لسيطرة الروس، ولكن إذا لم يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بعد ذلك، فمن المرجح أن تستمر الحرب والاضطرابات". 

وأشارت "يني شفق" في مقال للكاتب، جلال الدين ياووز، إلى أنه "مرت أكثر من ثلاثة أشهر على الغزو الذي شنته موسكو على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، وقيل في البداية إن القوات الروسية ستحسم الاشتباكات سريعا". 

خطوات غير محسوبة

واستدرك ياووز: "بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب، بدا أن روسيا تخلت عن مهاجمة كييف، حتى أنها غادرت مدينة كاركوف في الشمال، نقطة تقاطع السكك الحديدية". 

وذكر أن "وزارة الدفاع الأوكرانية أطلعت الصحافة الدولية على خسائر موسكو في المجال العسكري كل أسبوع، وبحسب هذه المعلومات، فقدت القوات الروسية عددا كبيرا من الجنود والطائرات والدبابات وأنظمة الدفاع الجوي والعربات المدرعة". 

واستطرد ياووز قائلا: "غرقت سفينة موسكو الرئيسة في المياه المقتربة من ميناء أوديسا، بعد أن صدمتها وغرقتها صواريخ نبتون الأوكرانية".

ولفت إلى أن "الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واصل إستراتيجيته المتمثلة في استخدام وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، في المقابل، كان ينظر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه أكثر غضبا، ويصرخ بغضب من طبيعته في اللقطات التي تم تقديمها للعالم".

وتابع: "في مواجهة هذه الأحداث، زعم أيضا أن روسيا لم تقم بالاستعدادات اللازمة، ولا سيما المعلومات الاستخباراتية، قبل الهجوم على أوكرانيا، وأنها لم تستعد بجدية للحرب، وأنها قللت من شأن كييف".

وأضاف أن "التقييمات التي أجريت بشأن مسار الحرب، تشير إلى أن بوتين يتصرف بعيدا عن إستراتيجية تستند إلى الحس السليم".

وشدد ياووز على أنه "من خلال مهاجمة أوكرانيا، منح بوتين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فرصة استثنائية في الولايات المتحدة، وبث حياة جديدة في حلف الناتو الذي كان يضغط على الإنفاق الدفاعي، حتى أنه وصف أنه ميت دماغيا!".

وأردف أنه "مع هجوم روسيا على أوكرانيا، تمكنت الدول الأوروبية، التي أصبحت أخيرا على دراية بالتهديد الروسي في أوروبا، من رؤية حقيقة أن الناتو سيكون الملاذ الأكثر أمانا ضدها، وقررت أن تجتمع مرة أخرى تحت مظلة الحلف مع الولايات المتحدة، والتي لم يتمكنوا من الاتفاق معها على العديد من القضايا". 

ومقابل روسيا، التي ستفقد قوتها تدريجيا، سيستمر حلف شمال الأطلسي في إظهار قوته، وستكون واشنطن التي تنتهج سياسة احتواء ضد روسيا، واحدة من الأطراف الفائزة، بحسب الكاتب التركي. 

وأوضح أنه "من خلال مهاجمة أوكرانيا، جعلت روسيا السويد وفنلندا، اللتين حافظتا على حيادهما دون التفكير في عضوية الناتو حتى في أكثر فترات الحرب الباردة فظاعة، تتقدمان بطلب للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي، هذه النتيجة هي أيضا تطور ضد روسيا".

حرب استنزاف

وقال ياووز إن "وسائل الإعلام الهندية، التي كان لها علاقات جيدة مع روسيا ولكنها اتبعت سياسات متوافقة مع الولايات المتحدة، تقدم تقييما أكثر حيادية للحرب الروسية الأوكرانية". 

ووفقا لهذه الصحافة "المحايدة" نسبيا، كان العمل العسكري الروسي يسير كما هو مخطط له، وفي بداية العملية، كان من الواضح أن القوة الروسية التي يبلغ قوامها 175 ألف جندي والمحتشدة في المنطقة القريبة من دونباس "لن تكون كافية لغزو أوكرانيا بأكملها". 

وبعبارة أخرى، لم يكن الهدف السياسي لروسيا هو أوكرانيا بأكملها، بل كان فقط فصل دونباس، حيث يعيش الروس الانفصاليون بشكل مكثف، عن أوكرانيا، وفق ياووز.

وأوضح أن "سبب القتال الذي دام ثلاثة أشهر في دونباس كان هو وجود مليشيات أوكرانية سبق تدريبها من قبل جنود أميركيين وبريطانيين وفيالق من 18 دولة جاؤوا إلى المنطقة وقاتلوا ضد الروس". 

وتابع ياووز: "يمكن لهؤلاء الجنود الأجانب المرتزقة، الذين لم يكونوا أعضاء في الجيش النظامي وبالتالي تجاهلوا قوانين الحرب، أن يلجؤوا إلى جميع أنواع الوسائل غير القانونية". 

على سبيل المثال، كانوا يصورون مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يعدمون مدنيين في أماكن إقامتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بالقول "الروس يرتكبون مثل هذه الفظائع!" أو باستخدام المدنيين "دروعا بشرية" ضد الجنود الروس.

وأردف أنه "وفقا لمؤيدي هذا الادعاء، فإن روسيا تتقدم في الواقع خطوة بخطوة نحو الهدف من أجل كسر تصميم أوكرانيا وإرادتها على مواصلة الحرب".

وقال ياووز: "رغم أن روسيا تتقدم خطوة بخطوة، إلا أن المساعدات المالية لأوكرانيا تتزايد، فضلا عن مساعدات الأسلحة والمعدات".

وفي الآونة الأخيرة، وافق الكونغرس الأميركي على حزمة مساعدات بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا.

وبالمثل، وافقت "دول مجموعة السبع" على حزمة مساعدات بقيمة 19.5 مليار دولار، وكل هذه الوسائل وغيرها من المساعدات المحتملة "لا تساعد في إقامة سلام ينهي الحرب، ولكن لإطالة أمد جنون الحرب"، يؤكد الكاتب التركي.

وفي هذه الحالة، إذا لم يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بعد أن أصبحت منطقة دونباس تحت سيطرة الروس بالكامل، "فيبدو أن الحرب والاضطرابات ستستمر". 

وذكر ياووز أن "حرب الاستنزاف هنا ستكون ضد موسكو! وستحاول الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع إرهاق روسيا في (المستنقع الأوكراني) وتحاول كسر قوتها.

ويرى أنه "حتى لو انتهت الحرب، فقد تستمر النزاعات على طول خط يبلغ حوالي 3 آلاف كيلومتر يمتد من بحر البلطيق إلى البحر الأسود، وهذا يعني أنه إلى جانب كون روسيا تهديدا دائما، فمن المتوقع أن تستمر الصراعات الإقليمية بالإضافة إلى روسيا بالنسبة لأوروبا".

وتابع: "في الوقت نفسه، هناك قضية مهمة أخرى وهي خطر ندرة الحبوب التي تنتظر العالم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وبالنسبة للعالم كله، فإن هذه النتيجة أهم بكثير مما إذا كانت روسيا عالقة في مستنقع!".

وختم الكاتب مقاله قائلا: "لهذا السبب، ستؤثر الآثار العالمية للحرب على العالم بأسره، وخاصة البلدان النامية، في بعد (الجوع العالمي)".