مخاوف عميقة.. مجلة بريطانية تدق ناقوس الخطر بشأن المجاعة في الصومال

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت مجلة "نيو فوود" البريطانية أن الصومال يقبع في صورة قاتمة للغاية، حيث يكافح ويلات المجاعة والجفاف، المتزامنة مع أزمة الغذاء العالمية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

وذكرت المجلة أن منظمة "العمل ضد الجوع" الإنسانية العالمية (مقرها باريس)، أبلغت في تقرير صدر مؤخرا عن أعلى معدلات قبول في مراكز علاج الجوع في الصومال منذ أن بدأت المنظمة العمل هناك في عام 1992.

جوع فتاك

وأوضحت المجلة أن الجوع في الصومال يزداد سوءا، ومن يناير/ كانون الثاني إلى أبريل/ نيسان 2022 زاد عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد بنسبة 55 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من 2021.

وعلى الرغم من ذلك، لم تلب سوى 15 بالمئة فقط من احتياجات التمويل الإنساني للصومال لعام 2022.

وأدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والجفاف غير المسبوق والصراع إلى الارتفاع المقلق في معدلات الجوع في الصومال، حيث قد تواجه ست مناطق مجاعة في 2022.

وفي جميع أنحاء البلاد، تضاعفت تكاليف الوقود في أبريل 2022، واستمرت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع، ويرجع ذلك جزئيا إلى آثار الحرب في أوكرانيا.

وفي منطقة البرد، على سبيل المثال، زادت تكاليف السلع الأساسية بأكثر من الضعف منذ مايو/ أيار 2021.

وزاد سعر الزيت النباتي بنسبة 129 بالمئة، وارتفع سعر الدقيق بنسبة 133 بالمئة، والأرز بنسبة 112 بالمئة.

وقال المدير القطري لمنظمة العمل ضد الجوع في الصومال، أحمد خليف: "أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة إلى زيادة حالات سوء التغذية الحاد وتفشي الأمراض القاتلة التي تنقلها المياه مثل الكوليرا".

وأضاف "قامت فرقنا بتوسيع نطاق برامج الوقاية من المجاعة والعلاج في حالات الطوارئ بسرعة، لكننا بحاجة إلى المزيد من الموارد وضمان الوصول الآمن للوصول إلى الأشخاص الأكثر ضعفا".

و"يحضر الأطفال المصابون بسوء التغذية الحاد إلى مراكز تحقيق الاستقرار أكثر من أي وقت مضى، وبينما يمكن علاج معظم الحالات، ليس لدينا ما يكفي من الأموال أو الأدوية أو الأسرة لاستقبال جميع المحتاجين" يتابع المسؤول الإغاثي.

تهديد كبير

وتهدد الحرب في أوكرانيا الإمداد العالمي الأغذية العلاجية، مثل عجينة الفول السوداني المدعمة التي يمكن أن تعيد الطفل المصاب بسوء التغذية إلى صحته الكاملة في أقل من ستة أسابيع.

ووفقا لتقرير صادر عن منظمة اليونيسف مؤخرا، من المتوقع أن ترتفع الأسعار العالمية للأغذية العلاجية بنسبة 16 بالمئة خلال الأشهر الستة المقبلة مع استمرار ارتفاع تكاليف النقل والمكونات مثل الفول السوداني والسكر والزيت.

وقال خليف: "الصراع سبب ونتيجة للجوع، ونحن قلقون للغاية بشأن التأثير المحتمل لزيادة الجوع على السلام والاستقرار في الصومال".

وأضاف إن "انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي يجعلان من الصعب على منظمات مثل منظمة العمل ضد الجوع تقديم المساعدة بأمان إلى المجتمعات الأكثر ضعفا.

نظرا لأن خطر المجاعة يلوح في الأفق في ست مناطق في الصومال، فإننا ندعو بشكل عاجل إلى وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى الأشخاص المحتاجين وزيادة التمويل المرن لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

والصومال ليس وحده الذي يواجه أزمة جوع حادة في المنطقة، بل يشمل ذلك جميع أنحاء القرن الإفريقي حيث يعاني 6.8 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد.

وحثت منظمة العمل ضد الجوع قادة العالم على اتخاذ إجراءات جريئة وفورية لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة لأكثر من 23 مليون شخص يواجهون تزايد انعدام الأمن الغذائي في إثيوبيا وكينيا والصومال.

وقالت المديرة المساعدة لمناصرة العمل ضد الجوع ميشيل براون: "بالإضافة إلى الإغاثة في حالات الطوارئ، ندعو الحكومات إلى الاستثمار في تقوية الأنظمة المحلية، وخاصة أنظمة الحماية الاجتماعية، لتعزيز المرونة طويلة الأمد في مواجهة الصراع".

وأضافت: "لقد شجعنا إقرار مجلس الشيوخ الأميركي لمشروع قانون المخصصات التكميلية لأوكرانيا، والذي يتضمن التمويل الذي تمس الحاجة إليه للإغاثة الإنسانية في أوكرانيا وحول العالم، حيث تعاني المجتمعات من زيادة انعدام الأمن الغذائي".

أزمة عالمية

وفي سياق متصل، أوضحت إذاعة "ويسكونسن" الأميركية، أن المخاوف تتزايد من حدوث أزمة غذاء عالمية بسبب صدمة الحرب في أوكرانيا وتغير المناخ وارتفاع التضخم.

وقالت المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا قبل أيام، إن "القلق بشأن الحصول على الغذاء بسعر معقول عالميا يصل إلى ذروته"مع استمرار أسعار المواد الغذائية في الارتفاع". 

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "شبح نقص الغذاء العالمي في الأشهر المقبلة" دون اتخاذ إجراءات دولية عاجلة.

وقدرت الأمم المتحدة ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية في عام 2021 بنحو الثلث، والأسمدة بأكثر من النصف، وأسعار النفط بنحو الثلثين.

ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في العامين الأخيرين، من 135 مليونا قبل الجائحة إلى 276 مليونا اليوم.

ويعاني الآن،  أكثر من نصف مليون شخص من ظروف المجاعة، وفقا للأمم المتحدة، بزيادة تزيد عن 500 بالمئة منذ عام 2016.

وفي إثيوبيا والصومال وكينيا، زاد عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الشديد بأكثر من الضعف منذ 2021، من حوالي 10 ملايين إلى أكثر من 23 مليونا اليوم. 

وفي جميع البلدان الثلاثة، من المحتمل أن يموت شخص كل 48 ثانية بأسباب مرتبطة بالجوع الحاد ناجمة عن النزاع المسلح، وأزمة كورونا، وتغير المناخ والضغوط التضخمية التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.

غياب القمح

وفي الهند، أدت موجة الحر المدمرة إلى اضطراب محصول القمح في البلاد، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية في جميع أنحاء العالم.

وفي وقت سابق من مايو 2022، مع تقارب ارتفاع درجات الحرارة في العاصمة دلهي، أعلنت الحكومة فرض حظر على صادرات القمح. ودفع الإعلان أسعار القمح إلى مستويات قياسية.

وتضررت أسعار القمح بشدة من الحرب في أوكرانيا. وتعد مع روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم، حيث ينتجان حوالي 25 بالمئة من الإمدادات العالمية.

وارتفعت أسعار القمح العالمية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا بما يقدر بنحو 80 بالمئة فيما يزيد قليلا عن عام قبل ديسمبر 2021 ، وفقا لصندوق النقد الدولي.

وأدت الصدمات الدولية إلى قرب انهيار بعض البلدان. وفي سريلانكا مثلا، أدى ارتفاع التضخم إلى حالة طوارئ اقتصادية بالجملة، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.

وحذرت وكالات إنسانية من أن أفغانستان تقترب من المجاعة منذ شهور، بينما يعاني لبنان من أزمة اقتصادية منذ أكثر من عام.

وفي الولايات المتحدة، ارتفعت الأسعار  في أبريل بنسبة 8.3 بالمئة عن 2021، وفقا لبيانات من وزارة العمل.

وارتفعت تكاليف الغذاء بنسبة 9.4 بالمئة، مع ارتفاع أسعار منتجات مثل اللحوم والدواجن والأسماك والبيض بنسبة 14.3 بالمئة عن العام السابق.  

وفي الصين، ارتفعت أسعار الخضروات الطازجة بنسبة 24 بالمئة عما كانت عليه قبل عام، وفقا للبيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء في البلاد.