أوضاع كارثية.. كورونا وأوكرانيا يفاقمان الأزمات في منطقة القرن الإفريقي

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

حذر موقع إيطالي من تداعيات خطيرة للحرب الدائرة في أوكرانيا منذ 24 من فبراير/شباط على الأوضاع خاصة الإنسانية منها في منطقة القرن الإفريقي في ظل ما تشتكيه المنطقة من مشاكل جفاف ومجاعات وآثار جائحة كوررونا. 

وقال موقع "إنسايد أوفر" إن منطقة القرن الإفريقي تشهد أسوأ موجة جفاف خلال الأربعين عاما الماضية، وفقا لتحذيرات لجنة الإنقاذ الدولية.

وهذه اللجنة منظمة غير حكومية عالمية مختصة بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة والتنمية، يعود تأسيسها إلى عام 1933 باسم جمعية الإغاثة الدولية.

وبحسب ما جاء في قائمة مراقبة الطوارئ لعام 2022 الصادرة عن المنظمة، تعد كل من إثيوبيا والصومال على وجه الخصوص أكثر الدول المعرضة لخطر  اندلاع أزمات إنسانية. 

وأضاف الموقع الإيطالي أن الحرب في أوكرانيا وجهت ضربة أخرى للبلدين بسبب تسببها في ارتفاع أسعار المواد الأساسية.

جفاف ومجاعة

أشار إلى أن ظاهرة التغير المناخي أثرت على عديد مناطق، وأدت إلى تغيير توقعات حول العالم بأسره، لافتا إلى أن منطقة القرن الإفريقي تعد إحدى المناطق الأكثر تضررا. 

وأوضح بأن الجفاف أدى إلى نضوب معظم مصادر المياه، وبذلك باتت أنشطة كالزراعة وتربية الماشية الشحيحة أصلا شبه مستحيلة.

كما أصيبت الأراضي بالقحل في كل من إثيوبيا والصومال، ليس فقط في المناطق الصحراوية أو المعروفة بكونها قاحلة تاريخيا، وإنما أيضا في مناطق ممطرة في العادة وأكثر خصوبة. 

ووفقا لبيانات نشرتها الأمم المتحدة في فبراير/شباط 2022، تسبب الجفاف في جوع أكثر من 13 مليون شخص. 

كما أن ما يقرب من ثلث السكان في الصومال، من الذين يعيشون تحت خط الفقر بسبب الأزمة الاقتصادية، لم يعد بإمكانهم الحصول على الغذاء. 

وبسبب الصراع الدائر في منطقة تيغراي الواقعة في شمال البلاد، ارتفع عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية في إثيوبيا إلى ملايين. 

عموما، أكد الموقع الإيطالي أن انعدام الأمن الغذائي يخيم على المنطقة في السنوات الست الماضية أكثر من أي وقت مضى. 

وحذر بالقول إنه "يخشى أن يؤدي استمرار الجفاف إلى خسائر فادحة في الأرواح كما حدث في عام 2011 عندما أدى إلى وفاة 260 ألف شخص بالصومال وحدها".

 يؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم ظاهرة الجفاف بشكل كبير حيث تخضع المنطقة لتغيرات في درجات الحرارة وفي كثير من الأحيان تتناوب فترات الجفاف وهطول الأمطار من عقد إلى آخر، يشرح الموقع. 

وأضاف بأن درجات الحرارة  ترتفع إلى مستويات قياسية، بينما تؤدي فترات هطول الأمطار إلى  وقوع كوارث طبيعية مثل الفيضانات غير العادية والكارثية في المنطقة.

وفي هذا الصدد، يمكن الإشارة إلى أوائل عام 2020  عندما غزا الجراد الصومال قادما من شبه الجزيرة العربية وأدى إلى تدمير 300 ألف طن من محاصيل الحبوب وخسارة مئات الآلاف من الهكتارات من الأراضي المزروعة. 

واتهم الموقع كذلك اليد البشرية في التسبب بتقليص الأنشطة الزراعية للسكان، مشيرا إلى أن صراعات على غرار الحرب الأهلية في إثيوبيا واشتداد الصراع العرقي في السودان، ساهمت جميعها في تدمير المزارع ونضوب المحاصيل وتفاقم أزمة الغذاء. 

ولفت إنسايد أوفر إلى أن الدول المعنية لا تملك الوسائل المالية والتقنية لحماية الأراضي وتعويض خسائر المزارعين والرعاة. 

وذكر أن ميزانيات هذه الدول تعتمد على المساعدات الدولية، لذلك فإن المنطقة بحاجة ماسة للمساعدات الدولية.

 إلا أن الأمم المتحدة أعلنت أن 3 بالمئة فقط من المساعدات بقيمة ستة مليارات دولار ستخصص لإثيوبيا والصومال وجنوب السودان. 

من جانبه، أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه يحتاج إلى 470 مليون دولار بحلول سبتمبر/أيلول لمواجهة المجاعة خاصة في الصومال.

آثار حرب أوكرانيا

أوضح الموقع الإيطالي أن الوضع بات كارثيا في المنطقة على إثر إندلاع الصراع في أوكرانيا وما نتج عنه من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية.

وأيضا تفاقم ذلك بسبب تراجع سلاسل الإمداد الغذائي والمساعدات الدولية نتيجة تفشي كورونا في 2020.

وأفاد بأن برامج المساعدات الإنسانية تقلصت، واضطر برنامج الغذاء العالمي إلى تقليص حزم المساعدات بشكل كبير للاجئين في الشرق الأوسط وشرق إفريقيا. 

وقال إن "الأخيرة تعتمد بالكامل تقريبا على القمح وفول الصويا والشعير من كييف وموسكو".

فهي تستورد 84 بالمئة من قمحها من روسيا خاصة، وكذلك أوكرانيا، بينما تعتمد إريتريا كليا على التوريد لتوفير حاجياتها من الحبوب.

وأردف إنسايد أوفر أن من الآثار المرهقة الأخرى ارتفاع الأسعار الذي يتسبب في جوع نسبة كبيرة من السكان وعدم قدرة المزارعين على تحمل تكاليف الإنتاج. 

في الصومال، ارتفعت أسعار المحروقات بنسبة 30 بالمئة، وارتفع سعر 20 لترا من الزيت من 32 إلى 55 دولارا، وكذلك تضاعفت تكلفة الفاصولياء. 

وبحسب ما أفادت منظمة الإغاثة الإسلامية، تضاعف سعر الخبز الذي يعد مادة أساسية لغذاء السكان منذ بدء الغزو الروسي، وتراجعت واردات القمح بنسبة 60 بالمئة. 

وهكذا بات البلدان (إريتريا والصومال) يتسولان للحصول على مساعدات إنسانية بدت شحيحة منذ بداية الحرب، بحسب تعبير الموقع.

ولاحظ الموقع أن المشكلة التي تصيب هذه الدول أكثر من تلك الموجودة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتتعلق بعدم قدرة الحكومات على مواجهة الطوارئ. 

من جانبه، أكد بيتر كملينجين، رئيس برنامج "بان أفريكا" التابع لمنظمة أوكسفام الخيرية أنه من الواضح أن الدول المعنية اضطرت إلى التعامل مع مشكلة الديون العمومية المتزايدة، وأن ثلثي النفقات على الأقل خصصت لسدادها. 

وهو ما يعني بأنه لم يتبق سوى القليل أو لا شيء للاستثمار أو مساعدة المزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة الذين يواجهون مشاكل الآن بسبب الحرب في أوكرانيا، وفق ما قال في مقابلة مع "صوت أميركا". 

وخلص الموقع الإيطالي إلى القول إن "حكومات هذه البلدان لا تستطيع الاستثمار في أي مجال، بينما تقع الأعباء على كاهل العائلات التي تكافح في ظل ارتفاع الأسعار من أجل توفير لقمة العيش لأفرادها".