أسطورة "إسرائيل المتحضرة".. هكذا حطمتها شيرين أبو عاقلة في حياتها ومماتها

12

طباعة

مشاركة

"فضحتهم في حياتها وموتها" هكذا جسد ناشطون على تويتر واقعة اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مشيعي جنازة الصحفية الفلسطينية، مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في القدس المحتلة التي اغتالتها في 11 مايو/ أيار 2022.

فبعد أن سفكت قوات الاحتلال دم شيرين، اعتدت في 13 مايو، على جنازتها وحاملي نعشها بوحشية حتى كاد يسقط أرضا، بينما حاول حاملوه الصمود ورفعه كلما مال، فيما واصلت قوات شرطة الاحتلال اعتداءها عليهم بالضرب بقوة في محاولة لتفريقهم.

واستبقت قوات الاحتلال اعتداءاتها على جنازة شيرين، بمنع إخراج جثمانها من المستشفى الفرنسي بالقدس، سيرا على الأقدام، وتهديدها بخطف الجثمان؛ كما منعت مئات المشيعين من مغادرة المستشفى واللحاق بموكب التشييع، وصادرت منهم الأعلام الفلسطينية.

وأسفر اعتداؤها وهجومها على الحشود التي أوسعتهم ضربا وأطلقت قنابل الصوت والمياه العادمة عليهم عن إصابة عشرات المشاركين برضوض وكسور واختناق، على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام الدولية.

الناشطون على تويتر، تداولوا مقاطع الفيديو والصور التي توثق اعتداءات شرطة الكيان على جنازة شيرين ومشيعيها، وعدوها توثيقا لجرائم لا تسقط بالتقادم، ورأوا أن تصرفات الاحتلال دلالة على هشاشته، ونجاح يحسب لشيرين أنها تهز أركان الكيان من داخل نعشها.

ووصفوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم لليوم الثالث على التوالي على وسم #شيرين_أبو_عاقلة، تصرفات قوات الاحتلال بالإرهابية والسافلة وغير الإنسانية، مؤكدين أنها تفضحهم أمام العالم أجمع وتؤكد أن الاحتلال لا يعبأ بالقانون.

واستنكر ناشطون تعدي قوات الاحتلال على حرمة الميت واتباعه ممارسات همجية ووحشية وبربرية أمام الكاميرا، مشيرين إلى أن تلك المشاهد ستطبع في الذاكرة لأنها تزيد الفلسطينيين إصرارا على الخلاص من الاحتلال.

وانتقدوا مواصلة بعض الأنظمة العربية تطبيعها مع الكيان الإسرائيلي رغم كل ما يصدر منه من استفزازات لمشاعر العرب والمسلمين، تثبت أنه لا يسعى للسلام ولا يعرف معناه، مشيرين إلى أن الكيان ما كان يقوم له قائمة لولا أدوار المطبعين المتمسكين بعروشهم.

هزيمة للاحتلال

وتعليقا على هذه التطورات، كتب الصحفي بيار أبي صعب متسائلا: "كيف هزمت  شيرين أبو عاقلة من تابوتها إسرائيل؟ أي كيان هش هذا الذي يخاف من تابوت؟ من راية؟ من طيف امرأة عزلاء قتلها بدم بارد وهي تشهد على عذابات شعبها وبطولاته، ثم قمع جنازتها؟".

وقال الصحفي محمد الكميم، إن جنازة شيرين أبوعاقلة ترهب جنود الاحتلال بعد أن حاولوا منع جموع المشيعين من تشييع جنازتها. وأكد أبو مهدي، أن جنائز الشهداء دائما ترهب الأعداء وترعبهم وتقض مضاجعهم لذلك تراهم يهاجمونها. وقال منتصر حيدر: "عندما ترى جنازة ترهب جيشا مسلحا بكل أنواع الأسلحة ستعلم أن العدو واهن وأن أصحاب الحق أقوى".

شهادة موثقة

وهاجم ناشطون الاحتلال، وعدوا ما حدث كاشفا لقبح وجهه وقبح قواته وأدواته، مستنكرين عدم احترامه لحرمة الأموات.

الإعلامي القطري جابر الحرمي، نشر مقطع اعتداء قوات الاحتلال على حاملي نعش شيرين، قائلا: "سيظل هذا المشهد شاهدا على وحشية وهمجية الصهاينة ضد إنسانية الإنسان.. حيا وميتا".

وأضاف: "رحلت شيرين أبو عاقلة لكن لم ترحل الحقيقة التي آمنت بها ودافعت عنها ودفعت حياتها ثمنا لها".

ولفت الإعلامي عبدالحميد العاني، إلى أن شيرين رحمها الله وثقت إجرام الكيان الصهيوني في حياتها وحتى بعد استشهادها، مؤكدا أن الكيان الذي يهاجم صحفية في تابوت، "عاجز، فاشل، هزيل، وزائل بلا أدنى شك". الإعلامية والمحلله السياسية منى علي المطوع، نشرت مقطع اعتداء قوات الاحتلال على جنازة شيرين، قائلة: "وكأنهم يريدون انتزاع حقها حتى في الموت والتشييع والدفن.. تصرفات لا إنسانية في احترام حرمة الميت". وكتبت الصحفية إسراء الحكيم: "مشهد الاعتداء على تابوت شيرين أبو عاقلة من المشاهد التي لن ننساها، أول مرة أرى جثمانا يقاوم.. قاومتهم في حياتها وقاومتهم في موتها.. الرحمة لروحك ونحسبك شهيدة بإذن الله".

نعي العرب

ورأى ناشطون أن ما حدث بجنازة شيرين فاضح لمحاولات المطبعين دمج الاحتلال في المجتمعات العربية بشتى الطرق وإظهاره على أنه كيان إنساني ديمقراطي متطور، في حين أنه كيان عنصري وإرهابي لا يحترم مراسم الدفن.

وكتبت الصحفية زينب عواضة: "لو بقي في قلوب المطبعين وجدان لأدركوا أن ما حدث في هذه الجنازة شهادة حية على أرواحهم الميتة! أما الشهيدة شيرين أبو عاقلة فقد دفنت رؤوسهم في الرمال وولدت هي من جديد يوم شهادتها".

وتساءلت قائلة: "بأي وجه ستقابلون ربكم يا عرب الردة!!".

وأشار الإعلامي أحمد الشيبة النعيمي، إلى أن "شيرين أبو عاقلة وهي حية كشفت ضعف الكيان الصهيوني وهي ميتة كشفت دناءته وقذارته، قائلا: "حياة الحر بطولة ومماته قهر للعدا ولا عزاء للمطبعين". ورأت الأكاديمية سهام حميح، أن انقضاض بني صهيون على تابوت شيرين من دون ردة فعل إنسانية؛ هو تأكيد لنعي العرب وليس لشيرين العزيزة إلى الأبد. ونشر صاحب حساب "ورود قابوس" مقطع اعتداء قوات الاحتلال على نعش شيرين وصمود حامليه وحفاظهم على النعش ورفضهم سقوطه، وأهداه لكل رئيس دولة عربية إسلامية طبع مع الصهاينة. وأكد أبو صخرة الحذاف، أن جثمان شيرين كشف عورة العالم الإسلامي وأثبت خوفه وضعفه وخضوعه لقوة الاحتلال الصهيوني، وفضح نصب العالم الغربي المتحضر وكذب إنسانية واستقلالية الأمم المتحدة.

حية وميتة

وأكد ناشطون أن شيرين تمكنت من إثارة الكيان الإسرائيلي حية وميتة، إذ قال الدكتور عبدالله القنوع: "يبدو أن الشهيدة شيرين كانت تشكل لهم تهديدا حقيقيا في حرب الرواية ونقل الحقيقة فقتلوها واعتدوا على موكب جثمانها وفرقوا المشيعين في جنازتها وفضوا بيت عزائها".

وأضاف أن "كل ذلك يؤكد تعمدهم ارتكاب جريمة القتل وخشيتهم منها حية وهي تنقل الحقيقة وميتة وهي تفضحهم".

ورأت المعلمة الفلسطينية أميمة فؤاد، أن جنازة شيرين تجسد المعنى الحقيقي لـ"مماتا يغيظ العدا"، وأنها أغاظتهم "حية وميتة". وأشار أحمد فوزي، إلى أن شيرين تفضح الاحتلال حية وميتة، وتفضح همجية كيانهم النازي المسخ.