"حتى لا يتكرر السيناريو".. صحيفة عبرية تقترح خطة لكسب الحرب ضد حماس

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

قبل المواجهة المقبلة مع غزة، على إسرائيل أن تقترح وقفا لإطلاق النار، وبناء ميناء مقابل تجريد القطاع من السلاح، فحركة المقاومة الإسلامية "حماس" سترفض لكننا سنحصل على نقاط كثيرة على الصعيد الدولي.

هكذا تلخص صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية مخططا تطالب سلطات الاحتلال بتنفيذه، لكسب تأييد الرأي العام العالمي، في الحرب المقبلة مع حماس، في ظل تزايد العمليات الفدائية في القدس والضفة الغربية والداخل الإسرائيلي.

وأضافت الصحيفة في مقال للمحلل الأمني "بن درور يميني" أن السؤال الواجب طرحه ليس هل ستكون هناك مواجهة أخرى مع حماس؟ بل، كيف سيتم الخروج منها بالنصر وليس كالسيناريو المعتاد؟

سيناريو متكرر

وذكرت الصحيفة أنه تم استهداف حماس بشكل متكرر لكنها لم تهزم، فصحيح أن هناك انخفاضا ملحوظا في إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة، لكن قدرتها على ضرب إسرائيل لم تتضرر.

فحماس تحرض وتشجع المقاومة والعمليات الفدائية ضد إسرائيل، ولا يهم إذا كان لدى منفذي العمليات الفدائية أي انتماء تنظيمي.

فلقد بدا صوت زعيم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة " يحيى السنوار " عاليا، فحماس هي أيضا وراء المواجهات والاحتجاجات في الحرم القدسي.

وبعد كل شيء، ترفرف أعلام حماس هناك وفي أنحاء الضفة الغربية، لذا فإن انخفاض إطلاق الصاروخ مهم، لكنه مجرد جزء من الصورة.

والمشكلة هي أنه إذا لم تعد إسرائيل إلى نفسها، فإن المواجهة التالية ستكون سيناريو متكررا ومحددا سلفا لجميع النزاعات السابقة.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن إسرائيل ستضرب وتدمر، وحماس ستطلق صواريخ تكلف بنسات قليلة وإسرائيل ستطلق صواريخ القبة الحديدية التي لا تعد ولا تحصى.

وادعت أنه في المراحل الأولى تقبل معظم دول العالم الحر الرد الإسرائيلي بتفهم، وبعد ذلك ستمر أيام قليلة كما في الحروب السابقة وستبدأ الحملة ضد إسرائيل.

لا سيما من المؤسسة الحقوقية "بتسيلم" إلى صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، وستكون هناك تعبئة عامة ستقدم إسرائيل على أنها مجرمة في الأمم.

فمستوى معاداة السامية سيرتفع، والضغط الدولي سيزداد، وستتسع دائرة المظاهرات والاحتجاجات وتذهب، وهذه المرة ستكون هناك إضافة لم تكن في الأوقات السابقة.

هدف واضح

وتوقعت الصحيفة العبرية أنه سيتم مقارنة أي مبنى تضرر في قطاع غزة بالمباني المتضررة في أوكرانيا، وستصبح إسرائيل روسيا، فالضغط الدولي سيفي بالغرض.

وإسرائيل لم تكمل العمل في النزاعات السابقة، ولن تكملها في مواجهة أخرى مع حماس.

وعلى خلفية استفزازات السنوار المتكررة، وحقيقة أنه تمكن من إشعال المنطقة وإثارة الهجمات الفدائية، يجب على المرء أن يأخذ في الاعتبار مرة أخرى، هل يستحق الدخول في مثل هذه المواجهة، ونتائجها معروفة مسبقا؟ 

ورأت أنه كما قال عالم الفيزياء الألماني "ألبرت أينشتاين"، الغباء هو تكرار نفس الإجراء وفي كل مرة نتوقع نتيجة مختلفة"، و"لقد حاولنا بالفعل ثلاث مرات، ولا فائدة من المحاولة مرة أخرى".

وعلى هذه الخلفية، كانت هناك دعوات متكررة في الأسبوع الماضي، ليس فقط من اليمين الإسرائيلي المتطرف، للقيام باغتيال مستهدف للسنوار.

وقالت: قد يكون من الممكن القيام بذلك، ولكن هل هذا ما سيكون مفيدا؟ وبحسب ما ورد لدينا من معلومات وما نشر وتم تسريبه في الإعلام الإسرائيلي، فإن مسؤولين أمنيين يعارضون عملية الاغتيال.

ومن المفترض أنهم يعرفون بالضبط ما يجب أن يعرفه كل عاقل، أن النتيجة بدرجة عالية من اليقين ستكون مواجهة أخرى مع حماس، والتي لا يوجد سبب واضح لاختلافها عن الجولات السابقة.

وأشار إلى أن الفشل المعروف ينبع جزئيا من أن إسرائيل ينظر إليها على أنها قوة قوية وقمعية، مقابل حماس، التي ينظر إليها على أنها عامل ضعيف يقع تحت "الحذاء الإسرائيلي".

وهذا بالطبع كذب، فالغالبية العظمى من الإسرائيليين يعرفون أن هذه كذبة، لكن الرأي العام في العالم يعتقد خلاف ذلك.

وتساءل هل من الممكن تغيير أي شيء من وجهة نظر الكارهين لإسرائيل و" المنظمات الحقوقية " التي أصبحت جزءا من حملة الكراهية؟

فالقضية هنا هي أن هناك الكثير من اليهود الذين لا يعرفون أنهم لا يكرهون، وهذا يشمل جزءا كبيرا من يهود أميركا، الذين يشكلون العمود الفقري الإستراتيجي لدولة إسرائيل.

فلا يسعنا أن نفقدهم، ولكيلا يحدث ذلك، يجب على إسرائيل أن تفعل المزيد قبل الوصول إلى المواجهة المقبلة مع حماس.

تغيير الاتجاه

وأكدت الصحيفة العبرية أنه على إسرائيل تغيير الاتجاه، وهذا يعني تقديم عالم كامل لحماس، من  وقف الإغلاق، وإعادة تأهيل وترميم قطاع غزة، وإنشاء ميناء بحري.

وأكثر من ذلك مما يحتاجه قطاع غزة من مساعدات، وكل هذا يعود بالفائدة على شيء واحد لنا، وهو نزع السلاح، تزعم الصحيفة.

فالإسرائيليون يعرفون مقدما ماذا سيكون رد حماس، وسابقا قدمت اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي) بالفعل اقتراحا مماثلا، كما قدم الاتحاد الأوروبي، بشكل منفصل، اقتراحا مماثلا.

وكان الجواب من قبل حركة حماس "لا"،  وبين البناء والرفاهية والدمار والخراب، حماس تفضل الخيار الثاني "الدمار والخراب ".

ولفت إلى أن تقديم عطاء تم رفضه ممكنا في هذه الأوقات، لأنه لا يمكن أن يكون هناك نصف في المئة ممن ليسوا كارهين لإسرائيل يعرفون الاقتراح.

ولكي يعرف الاقتراح ويتغلغل في الوعي، هناك حاجة إلى المزيد من بذل الجهد والعمل على هذا الاقتراح، فإسرائيل لم تبذل هذا المجهود الذي لن يكلفها شيئا.

وخلص يميني إلى القول، المواجهة بين إسرائيل وحماس تجري على جبهتي القوة العسكرية والوعي، فلا يهم مدى قوة إسرائيل في الجبهة الأولى، فهي في النهاية تستسلم وتطوي ذيلها بسبب الجبهة الثانية.