وسط صمت عربي.. مرابطو الأقصى يتصدون وحدهم لاقتحامات المستوطنين

12

طباعة

مشاركة

في أحداث ومشاهد تؤكد ديمومة المخططات الإسرائيلية، اقتحمت مجموعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى صباح 5 مايو/أيار 2022، بغطاء سياسي وأمني وديني، توفره لهم حكومة الاحتلال برئاسة نفتالي بينيت.

مشهد متكرر واستفزازات مستمرة تصاعدت منذ بداية رمضان، وتزامنت هذه المرة مع دعوة منظمة "الهيكل" الإسرائيلية المتطرفة (بيدينو) إلى اقتحام باحات المسجد، للاحتفال بذكرى ما يسميه كيان الاحتلال الإسرائيلي بـ "يوم الاستقلال" وهي لدى الفلسطينيين تسمى النكبة ويجرى إحياؤها في 15 مايو.

 وبحسب شهود عيان، فقد أطلقت عناصر الشرطة الإسرائيلية، الرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، باتجاه المصلين الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى، واعتدوا على بعضهم بالضرب.

وأشاروا إلى أن عناصر الشرطة الإسرائيلية، حاولوا أكثر من مرة، اقتحام المصلى القبلي، إلا أن المصلين تصدوا لهم، مؤكدين أن أضرارا لحقت بالزجاج المحيط بمنبر صلاح الدين الأيوبي، داخل المصلى.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، بأن شرطة الاحتلال "اعتقلت نحو 50 فلسطينيا، من ساحات المسجد"، خلال احتجاجات نفذوها على اقتحام المستوطنين.

تنديد بالاقتحام

وكان من بين المقتحمين يوم توف كالفون، عضو الكنيست من حزب "يمينا" الذي يتزعمه رئيس الحكومة الإسرائيلية، والعضو السابق بالكنيست من حزب "الليكود" اليميني يهودا غليك.

الناشطون على تويتر، تداولوا صورا توثق ما خلفته الاعتداءات الإسرائيلية من تدمير للمسجد وتكسير للزجاج، بالإضافة إلى مقاطع فيديو توثق اعتداءات قوات الاحتلال على المصلين وخلعهم لحجاب بعض المصليات، واعتقالهم عددا من المصلين.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #المسجد_الاقصي، #الأقصى_في_خطر، #لن_يمر_الاقتحام، #الاقصى_يستغيث، استنكر ناشطون الممارسات القمعية الإسرائيلية بحق المرابطين العزّل الذين واجهوها بالإرادة والتكبير رغم الإصابات التي لا تُحصى بصفوفهم.

الصحفي السعودي تركي الشلهوب، قال إن ما يحدث في #المسجد_الأقصى ليس انتهاكًا لحقوق الفلسطينيين فقط، بل لحقوق جميع المسلمين، انتهاكٌ بحق إنسانيتهم ومشاعرهم ومقدساتهم.

وقال الكاتب ياسر الزعاترة: "مثير للغثيان والقهر أن تسمع من يتحدّثون عن ممارسات الغزاة في القدس والأقصى وعموم الصراع، بعبارات: مخالفة للاتفاقيات، تصعيد خطير، ممارسات مرفوضة ومُدانة، وما يشبهها كثير، يشعرونك أنهم يتحدّثون عن مباراة رياضية، وليس عن صراع تاريخي، وعن غزاة لم يلتزموا من قبل بعهد ولا ميثاق".

وقالت الناشطة السياسية علياء أبو تايه الحويطي: "يستفزون المسلمين  والعرب في أطهر بقعة مقدسه لهم على وجه الأرض 2 مليار دماؤهم تغلي! وإذا ما استجبنا لنداء الأقصى دفاعاً عن مقدساتنا ولكل فعل ردة فعل.. كالو لنا الاتهامات بالإرهاب! داعمو الاحتلال اللقيط هم وهو الإرهابيون!".

إدانة المطبعين

وحمل ناشطون مسؤولية تصعيد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الأقصى للأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الإسرائيلي، مستنكرين ترويجها بأن تطبيعها يأتي لمصلحة الفلسطينيين.

وبدأ قطار التطبيع العربي الجديد مع الاحتلال الإسرائيلي منذ أغسطس/آب 2020 برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، افتتحته الإمارات وتبعتها البحرين والسودان والمغرب، لينضموا لدولتي مصر والأردن، وبذلك أصبحت 6 دول عربية على قائمة المطبعين.

المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية عماد قراقرة، رأى أن ما يحدث وصمة عار على جباه المطبعين، مذكرا بعهد الله بزوال الاحتلال.

وانتقد محمود بن عامر،  كل حاكم عربي طبع مع اليهود مع كل اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، لأن بفضل التطبيع زادت اقتحامات الأقصى والاعتداء على المصلين فيه.

وكتب يعقوب علوية: "أين الذين طبعوا من أجل فلسطين؟!! هذا #المسجد_الأقصى قلب #فلسطين يُدنَّس ... ولكن لا تعويل عليكم بل على الله والمؤمنين الشرفاء الذين يأبى شرف #القدس إلا أن يتحرر إلا على أيديهم".

وأشار المغرد صلاح، إلى أن الاعتداءات على المسجد الأقصى والمرابطين فيه متواصلة من طرف الاحتلال، مؤكدا أن هذا كله بفضل المطبعين والأذناب وكل من خان القضية الفلسطينية.

تحية للمرابطين

وأثنى ناشطون على ثبات المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى للتصدي لعدوان الاحتلال ومقاومته، مشيدين بابتكار آليات جديدة للتصدي لاعتداءات الاحتلال.

وبدورها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ببطولات المرابطين؛ إذ قال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، إن ما يقوم به جموع المرابطين وأهلنا في مدينة القدس أعمال بطولية شجاعة تعكس الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، العصية على الكسر.

الكاتب والداعية الفلسطيني جهاد حلس، تساءل: "هل سمعت عن أطول صلاة ضحى في تاريخ المسلمين؟! لقد حدثت اليوم في المسجد الأقصى المبارك، وذلك حين وقف المرابطون في صفوف الصلاة يصلون من الساعة السابعة صباحا وحتى قبيل أذان الظهر لصد اقتحامات المستوطنين وإرغامهم على تغيير مسار اقتحامهم".

وحيا الناشط محمد الدباس، رباط المقدسيين، واصفا صمودهم في وجه الاعتداءات الصهيونية بالأسطوري.

وأكد محمد حديب، أن المرابطين الفلسطينيين في المسجد الأقصى يدافعون عن شرف الأمة العربية والإسلامية، قائلا: "الخزي والعار للمطبعين من العرب مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأكدت أم كارم، أن المرابطين والمرابطات في المسجد الاقصى الآن يدافعون عن شرف الأمة النائمة في وحل التطبيع.