"إذلال متعمد".. اتهامات للأسد بخداع السوريين عبر مرسوم العفو

دمشق - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

توالت الأحداث سريعا في سوريا منذ أن كشفت صحيفة الغارديان البريطانية تفاصيل ارتكاب نظام بشار الأسد مجزرة قتل جماعي بحي التضامن في 2013 راح ضحيتها 41 شخصا.

وفي 27 أبريل/نيسان 2022، كشفت الصحيفة بالفيديو أن المجزرة ارتكبتها المخابرات العسكرية في 16 أبريل/ نيسان 2013، وأحرقت خلالها جثث القتلى بعدما وضعوا عجلات سيارات في حفرة وأجبروا الأشخاص على القفز فيها وسكب الوقود فوقهم وإضرام النار فيها.

وبعد ذلك، في 30 أبريل، أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد مرسوما تشريعيا يقضي بمنح عفو عام عن من أسماهم مرتكبي الجرائم "الإرهابية" عدا التي أفضت إلى موت إنسان؛ وفي اليوم التالي أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 60 شخصا أفرج عنهم.

وأفاد لاحقا أن النظام أفرج عن 240 معتقلا خلال الـ 48 ساعة الأخيرة من تنفيذ المرسوم التشريعي، من مختلف المحافظات السورية، محذرا من محاولة نظام الأسد، تلميع صورته عبر إصدار قانون العفو، ومحاولته التهرب من الانتهاكات التي ارتكبها في سجونه منذ 2011.

وقدر المرصد وجود عشرات الآلاف من المعتقلين في السجون السورية "من المفترض" أن يجري الإفراج عنهم بـ"موجب المرسوم الرئاسي".

وعقب المرسوم، احتشد أهالي المعتقلين في سجون نظام الأسد منذ سنوات في شوارع العاصمة دمشق كـ "جسر الرئيس وحي الميدان ومدينة صيدنايا وعدرا" ترقبا للإفراج عن أبنائهم.

إذلال متعمد

تلك الأحداث دفعت ناشطين على تويتر، للتأكيد على أن تصرفات الأسد ونظامه تحمل استفزازا للسوريين وابتزازهم وإذلال الأهالي وتهدف إلى تلميع صورته أمام المجتمع الدولي وتبييض سمعته وإظهاره كأنه يسعى للمصالحة مع الشعب.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم #مجرم_يعفو_عن_الضحية #مجزرة_حي_التضامن #مجزرة_التضامن، أكد ناشطون أن الإفراج عن المعتقلين يهدف أيضا إلى التغطية على ما كشفته الصحيفة البريطانية بشأن مجزرة حي التضامن. 

وأوضحوا أن حال السوريين بين متابع لفيديو مجزرة التضامن للتعرف على أحد أقربائه المفقودين إن كان ضمن الضحايا، وبين من يشاهد صور المعتقلين الذين خرجوا من معتقلات الأسد للتعرف على أحد أقربائه إن كان معهم.

وأعرب ناشطون عن حزنهم على الحال التي خرج بها المعتقلون من سجون الأسد، مشيرين إلى أن صور المفرج عنهم بموجب العفو الرئاسي كفيلة أن تجسد حجم الرعب والمعاناة والتعذيب والإهانة التي عاشوها داخل المعتقلات.

واتهم ناشطون النظام السوري بالعبث بمشاعر السوريين وإذلالهم في ارتكاب جريمة جديدة بحق المكلومين.

الكاتب والإعلامي أحمد موفق زيدان، نشر صورة لآلاف الحشود التي تنتظر فلذات أكبادها تترقب الإفراج عنهم تحت جسر المرجوم.

وقال: "هكذا العصابات الطائفية المجرمة تلعب بأعصاب الناس وتعدها منذ أيام بالإفراج عن أبنائها التي تحتجزهم كرهائن عندها.. يقتلون السني مرارا ومرارا.. فتواصوا بالحقد جيلا فجيلا".

واستنكر سلامة الحسين، أن بشار الأسد حتى في "مكرماته" يذل الشعب!!.

واستهجنت المغردة جوليان إذلال الأهالي وجعلهم ينتظرون تنفيذ العفو، ونشرت فيديو يحمل العديد من شهادات وتصريحات صادمة كفيلة بإدانة النظام المجرم الديكتاتوري.

تعاطف واستنكار

وبرز تعاطف الناشطين مع المعتقلين وذويهم ورفضهم للطريقة التي أعلن النظام بها الإفراج عن المعتقلين وتوقيتها، فيما ركز آخرون حديثهم على الحالة المزرية التي خرج بها بعض المعتقلين من سجون الأسد.

الأكاديمي حسين قطريب، لفت إلى أن معظم من أفرج عنهم هم عبارة عن هياكل عظمية وفاقدين للذاكرة، لاعنا آل الأسد من الجد إلى الولد.

ونشرت جود الحمصي صورة للحشود التي تترقب أن يكون أبناؤهم ضمن المفرج عنهم، قائلة: "هدول الناس مو ناطرين غاز ولا مازوت ولا خبز ولا دولتهم عم تبادل أسرى مع دولة معادية، هدول ناس عم يستنو شخص من أهلهم أبن أب أخ عم خال أو أقاربهم من سجون عصابة بتحكم بلد اسمه سوريا".

وأشارت المغردة عائشة إلى أن العديد من المنتظرين كان عيدهم تحت جسر الرئيس تائهين بين خبر هنا وهناك.

ورأى الليث العاصي، أن نظام القذارة والتشبيح وصل إلى هدفه باسم الإفراج عن المعتقلين بحشد الناس، وأنهكهم عاطفيا وماديا في الطرقات والساحات ينتظرون المعتقلين الذين يظنون أن يخرجوا، في حين قتل النظام الكثير ولن يخرجوا لأنهم قتلوا في مجازر جماعية.

حجب الأنظار

ونظر آخرون إلى الإفراجات على أنها محاولة من مخابرات الأسد للبحث عن أمل بسيط فقط للخروج من كارثة المجزرة التي كشفها الإعلام الغربي ونشرها موثقة بمقاطع فيديو يصعب إنكارها أو التشكيك في صحتها، وصرف الأنظار وإلهاء الشعب.

الصحفي السوري أنس المعراوي، أكد أن مسرحية العفو وإطلاق سراح المعتقلين الكاذبة هي للتغطية على #مجزرة_حي_التضامن.

ودعا الجميع إلى إعادة النشر وبقوة والتركيز على #مجزرة_التضامن وباقي المجازة التي أُرتكبت خلال 11 سنة من الإجرام الأسدي الإيراني والروسي بحق السوريين.

ولفت سهيل المصطفى، إلى أن أكثر من 5 آلاف من عوائل المعتقلين، يوجدون وسط العاصمة دمشق، ينتظرون المعتقلين المفرج عنهم، لعل أبناءهم يكونون بينهم، مستنكرا أن وسائل إعلام بني نصير تغطي الحدث بكل خباثة، لتُنسي المسلمين #مجزرة_التضامن.

وأوضح خليفة الخليفة، أن من أصل أكثر من 130 ألف #معتقل جرى الإفراج عن أقل من 1000 معتقل من مسالخ المجرم، للتغطية على #مجزرة_التضامن، متسائلا: "كم في ناس رح ترجع والخيبة مملايه وجوهها كم أم أو أب أو زوجة أو طفل قاعد ناطر شخص بخصه يرجع".

ونشر صورة لحشود أهالي المعتقلين وهم ينتظرون اللقاء بأحبائهم، موضحا أنها من دمشق جسر "الرئيس".

تغطية خجولة

وانتقد ناشطون تجاهل الإعلام العربي الحديث عن المجزرة التي ارتكبها بشار الأسد ضد المدنيين العزل في حي التضامن وراح ضحيتها فلسطينيين وسوريين وتغطيته الخجولة لما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية عن تفاصيلها في حين سلطت الضوء على إفراج نظامه عن 60 معتقلا.

وندد ناشطون بفشل الإعلام العربي في مواكبة المجزرة، مؤكدين أن جرائم النظام السوري لا تعد ولا تحصى وتحتاج لتسليط الضوء عليها ونشرها في وسائل الإعلام لإيصالها إلى الدول ولجان حقوق الإنسان بشكل يومي.

واستنكروا تجاهل وسائل الإعلام خاصة العربية لمجزرة التضامن واتباع وضعية "اعمل نفسك ميت"، مشيرين إلى أن الإعلام العربي مسيس ومقيد وعميل للأنظمة الديكتاتورية الاستبدادية الحاكمة ويعمل على إخفاء مخرجاتهم السادية بحق الشعوب.

الصحفية صبا مدور، استنكرت فشل الإعلام العربي في مواكبة مجزرة التضامن، مشيرة إلى أن هذا الإعلام بكل فئاته خصص في أحسن حالاته خبرا وتقريرا يتيما، وهذا ليس فقط غير مسؤول وغير مهني لكنه أيضا غير أخلاقي. 

وكتبت الكاتبة لينا الطيبي: "اليوم هو اليوم العالمي لحرية الصحافة.. حقيقة كان الإعلام العربي في منتهى الحرية وهو يتجاهل #مجزرة_التضامن".