غير متوقعة.. صحيفة إسبانية: هذه الخسائر الحقيقية لروسيا في أوكرانيا

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "لاراثون" الإسبانية، أن الجيش الروسي تعرض لخسائر فادحة غير متوقعة في حربه بأوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، قد تصل إلى 20 بالمئة من قواته الغازية.

وشككت الصحيفة في الإحصاءات التي ينشرها الجيشان الروسي والأوكراني عن خسائر الطرف الآخر، مشيرة إلى أنها اعتمدت مصادر أخرى تحرص على بيانات مصورة وموثقة عن الخسائر.

القدرات الروسية

وقالت الصحيفة، إن مصادر مختلفة تؤكد أنه من المفترض أن روسيا قد استخدمت ما مجموعه 120 كتيبة تكتيكية "بي تي جي"، وهي وحدات أساسية قادرة على العمل بشكل مستقل، لشن غزوها لأوكرانيا.

من حيث المبدأ، تتكون كل هذه الوحدات ذات الطابع المؤقت  من قوة تقدر بين 700 و900 جندي.

وهذه المجموعات تضم سرايا مشاة آلية وحوالي 85 عربة مدرعة ومدفعية ومدافع هاون ووحدات استطلاع وهندسة، بالإضافة إلى مجموعات المنطقة الخلفية.

وفي بعض الأحيان، يمكن أن تحصل على غطاء ناري من طائرات الهليكوبتر والمدفعية والنيران المضادة للطائرات.

ونقلت الصحيفة أن مصادر أخرى تدعي، وفقا لتقارير مختلفة وبعض الخرائط التي تم الاستيلاء عليها، أن روسيا نفذت تعبئة جزئية، ونشرت فقط فرقا وأفواجا وألوية جزئية وكتائب "بي تي جي" مستقلة.

في الواقع، يبدو أن التشكيلات الأكبر حجما قد انتشرت مع كتائب "بي تي جي" فقط، تاركة كتائب المناورة الأخرى على مستوى تمركز مجموعات المنطقة الخلفية.

وبينت الصحيفة أنه من الواضح أن الروس يواجهون صعوبات كبيرة، نظرا لأن حجم الصراع ليس هو الأنسب للاستخدام الحصري لكتائب بي تي جي المستقلة، التي صممت في الواقع للقتال في صراعات مثل الجارية في المناطق الانفصالية دونيتسك ولوغانسك.

ومع ذلك، يتطلب الغزو مزيجا واسع النطاق من أسلحة ووحدات مختلفة، فضلا عن كتائب تقاتل كجزء من كيانات أكبر.

ونقلت الصحيفة أن اللواء أو الفوج يمكن أن يكون الآن وحدة المناورة الرئيسة، ولكن من المحتمل أن تظل بعض كتائب بي تي جي المستقلة قيد التشغيل.

ووفقا لمواقع عسكرية روسية، يجرى فصل كتائب بي تي جي هذه عن أفواجها أو ألويتها الرئيسة للقيام بمهام محددة أو للعمل بشكل مستقل تماما.

وأشارت إلى أن هذه الأرقام التي يتم التعامل معها هي على الورق لا غير، ويمكن أن تختلف على أرض الواقع اعتمادا على الاحتياجات وتوافر القوات.

لكن في الإجمال، ستفترض هذه البيانات أن القوة الإجمالية للغزو في حدود حوالي 11 ألفا و200 عربة مدرعة، وفقا لمدونة الدفاع والأسلحة، نقلا عن مجلة فوربس الأميركية.

لكن في حال إضافة مركبات من وحدات أخرى، ومشاة ذاتية الدفع، وما إلى ذلك، فسيكون العدد الإجمالي في حدود 12 ألف مركبة مدرعة.

خسائر روسيا

أوردت الصحيفة الإسبانية أنه بعيدا عن الأرقام الرسمية لكلا الجانبين، والتي لا يمكن الاعتماد عليها عادة لأسباب أو لأخرى، هناك تقديرات من أجهزة استخبارات أجنبية مختلفة عن خسائر روسية كبيرة.

وأوضحت أن البريطانيين أكدوا أنه من المحتمل أن روسيا خسرت حوالي ألفي مركبة، منها حوالي 550 دبابة قتالية، ونحو 15 ألف جندي.

بينما تتحدث وزارة الدفاع الأوكرانية عن مقتل 22 ألفا و800 جندي، وتدمير 970 دبابة، و2389 ناقلة مدرعة، و431 بندقية، و1688 مركبة، و151 نظام إطلاق متنقل، وأربع قاذفات صواريخ إسكندر.

ونقلت الصحيفة أن موقع أوريكس الإلكتروني، المتخصص بالشؤون العسكرية، أجرى إحصاء لخسائر الروس، اعتمادا على تقنية التعريف الفريد لكل صورة لمركبة مدمرة أو مهجورة أو تم الاستيلاء عليها.

في الوقت الراهن، تمكن الموقع من إحصاء 562 دبابة، ويضاف إلى ذلك 200 عربة مدرعة دمرت أو تضررت. عموما، وصل هذا الرقم إلى ما مجموعه 1762 خسارة روسية.

وهذا الرقم يشمل فقط تلك الخسائر المؤكدة والمصورة، وبالتالي يمثل الحد الأدنى المطلق.

وفي الواقع، يحذر الموقع من أنه في حالة عدم وجود دليل فوتوغرافي أو في تلك الحالات التي تسحب فيها القوات الروسية المركبات نفسها، لا يوجد إحصاء محتمل.

وأوردت الصحيفة أن مصدر المخابرات البريطانية، الذي ربما يكون الأكثر موثوقية، يكشف أن روسيا فقدت حوالي 20 بالمئة من قوتها المهاجمة.

وتعني هذه البيانات أن بعض الوحدات تعرضت لأضرار بالغة، بينما عانت وحدات أخرى، مثل تلك الموجودة في الشرق أو تلك التي كانت بالقرب من كييف أو مطار هوستوميل، من أضرار جسيمة.

وتسببت القوات الأوكرانية في تدمير تلك القوات التي اتجهت من بيلاروسيا وروسيا جنوبا نحو العاصمة.

تحركات قسرية

وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن هذه الخسائر أدت إلى اضطرار الروس إلى نقل وحدات من مناطق أخرى إلى أوكرانيا.

وفي هذا السياق، وفقا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، "كان لا بد من نقل وحدات القواعد العسكرية 4 (أوسيتيا الجنوبية) و7 (أبخازيا)، المتمركزة في جورجيا".

كما أرسلت روسيا ثلاث كتائب بي تي جي، يصل عدد أفرادها إلى 1200 شخص، من القاعدة الرابعة.

كذلك عملت على تشكيل وحدتي بي تي جي من الوحدات السبع الأساسية، والتي تتألف من حوالي 800 شخص.  

في جميع الأحوال، تمكن الجيش الروسي وحلفاؤه الشيشان وبقية القوات الانفصالية في دونباس، في هذه المرحلة الثانية من الحرب التي تركز على هجوم كبير على منطقتي لوغانسك ودونيتسك، من جمع حوالي 75 كتيبة بي تي جي.

على الرغم من أن حوالي 15 بالمئة من هذا المجموع لا يزال في خدمة حصار ماريوبول.

لهذا السبب، قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم القتال في هذه المدينة ومحاصرة القوات الأوكرانية التي لا تزال باقية في مجمع آزوفستال للمعادن من أجل إزاحة القوات من هذه الجبهة إلى الشمال.

وفي الوقت الحالي، لا تزال السيوف عالية ولا تزال الموارد المادية والبشرية الروسية أكبر بكثير من الأوكرانيين. لكن، تتلقى أوكرانيا بشكل متواصل أسلحة من الغرب، وخاصة الأسلحة المضادة للدبابات، والأسلحة الثقيلة.

وهذه الإمدادات ستجبر بوتين على إعادة التفكير في الإستراتيجية الحالية، لأنه يبدو من الصعب التفكير في نصر سريع دون استنزاف كبير نظرا للتطورات المتوقعة على ساحة القتال.