استحواذ إيلون ماسك على تويتر.. هل يؤثر على أنظمة الاستبداد العربية؟

بعد الإعلان عن شراء رجل الأعمال إيلون ماسك موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعرب ناشطون على المنصة الإلكترونية عن تفاؤلهم برفع سقف الحريات و"تأديب الذباب الإلكتروني التابع للأنظمة الحاكمة".

وتوقع ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #إيلون_ماسك، أن تعمم حرية الرأي والتعبير بشكل أوسع عبر تويتر دون ملاحقة المغردين وتسليم معلوماتهم للأنظمة لتتبعهم.

 بموجب الصفقة التي أعلن عنها في 25 أبريل/نيسان، حصل الملياردير الكندي الأميركي إيلون ماسك على اتفاق بشراء "تويتر" مقابل 44 مليار دولار، لينهي بهذا الاتفاق مسيرة الموقع بوصفها شركة عامة منذ طرحها الأولي  في 2013. 

وكان ماسك قد أعلن في وقت سابق من هذا العام، عن نيته شراء شركة تويتر في 14 أبريل، وجعلها ملكية خاصة، حيث قوبل اقتراحه بالرفض، ليعمل على تحديثه، مما ضغط على تويتر للنظر بجدية أكبر في عرضه.

نقل المكتب

وبعد الإعلان، تباينت ردود فعل وآراء الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن استحواذ ماسك على المنصة الإلكترونية، سيرفع سقف حرية التعبير، بينما أشار آخرون إلى أن تملكه لا يعني بالضرورة حرية أكثر.

وتساءلوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #إيلون_ماسك، عما يريده العرب من تويتر الجديد في عهد ماسك، وعن كيف سيصبح بعد حصوله عليه.

وأعرب ناشطون عن أملهم في أن يعيد الملياردير الأميركي، البريق للمنصة الإلكترونية الذي فقدته منذ وقت طويل، لافتين إلى أن تصريحه سيضع آلية تزيل الحسابات الوهمية، والتي بها ستكون نهاية الذباب الإلكتروني.

وطالب ناشطون، بنقل المكتب الإقليمي لتويتر، من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لانحيازها مع كل الأنظمة القمعية والاستبدادية في المنطقة العربية.

رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي محمود رفعت، أهاب بكل مستخدمي تويتر العرب، لإخبار إيلون ماسك بالكشف عما اقترفه تويتر في الإمارات والسعودية من جرائم.

وطالب الإعلامي والناشط الحقوقي والسياسي هيثم أبو خليل، بنقل مكتب تويتر الإقليمي من الإمارات لانحيازه مع الأجهزة والأنظمة الاستبدادية في منطقتنا العربية ونطالب بتنظيفه من الذباب الإلكتروني.

فيما قال المغرد عادل المصري، إن التخلص من سلطة مقر تويتر الإقليمي في الإمارات سيكون خطوة جيدة، "ولكني لا أتوقعها من شخص مثل إيلون ماسك".

تهديد ابن سلمان

وأكد ناشطون، أن استحواذ ماسك يهدد الدولة التي بناها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على تويتر، والتي يروج فيها لمشاريعه وإنجازاته الوهمية، منوهين إلى أن شراء رجل الأعمال الأميركي للمنصة جاء بعد 10 أيام من رفض الأمير الوليد بن طلال بيع المنصة الإلكترونية.

المغرد محمد الدوسري، كتب أن ابن سلمان أقام دولته على تويتر، وهو مهم جدا بالنسبة له، فيه يخون من يعارضه، وفيه يروج لإنجازاته ومشاريعه الوهمية.

وبين أنه "لو قرر المالك الجديد إيلون ماسك تشديد الرقابة على هؤلاء فإن ابن سلمان سيفقد الكثير".

ولفت الناشط السياسي تركي الشلهوب، إلى أن إيلون ماسك اشترى الموقع بعد 10 أيام من رفض الوليد بن طلال بيع تويتر، متسائلا: "يا ترى هل لديه ملفات على الوليد وعلى ابن سلمان، ما جعلهم يرضخون ويوافقون على الصفقة؟".

فيما تساءل ناشط، عن الذي دفع بن سلمان ملك اللجان الإلكترونية على تويتر والوليد بن طلال "أفاق الملايين المسروقة للموافقة فجأة على بيع تويتر لإيلون ماسك"، مضيفا أنه يعتقد أنه هددهم بشيء، لذلك وافقوا فورا بعد أن كانوا معترضين على الصفقة.

وكان رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، والذي يعد أحد المساهمين في شركة تويتر، حيث تمتلك مجموعته الاقتصادية "المملكة القابضة" نسبة 5.2 بالمئة، كتب على حسابه بتويتر لا أعتقد أن العرض المقترح من إيلون ماسك ـ 54.20 دولارا للسهم، يقترب من القيمة الحقيقية لأسهم تويتر بالنظر إلى النمو الذي حققه مؤخرا.”

وأضاف الأمير الوليد بن طلال، أنه كونه أحد أكبر المساهمين على المدى الطويل في تويتر، فإنه يرفض هذا العرض هو وشركته.

ومن جانبه رد إيلون ماسك على تغريدة الوليد بن طلال، قائلا: "مثير للاهتمام. (لدي) سؤالان فقط، إذا جاز لي ذلك. كم من تويتر تمتلكه المملكة بشكل مباشر وغير مباشر؟ ما هي وجهة نظر المملكة في حرية التعبير الصحفي؟".

حالة ارتياح

وسادت حالة من الارتياح بين الناشطين على تويتر في دول عدة أبرزها السعودية وفلسطين والإمارات ومصر، متوقعين مساحة أكبر من الحريات في التعبير عن القضايا العربية بعيدا عن سيطرة الأنظمة القمعية والاستبدادية.

الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، رأى أن استحواذ "إيلون ماسك" على "تويتر"، ربما يكون فأل خير، فهو رجل أعمال محترف، وقد يعيد البريق لمنصة أخذت تفقد حضورها بمرور الوقت.

وقال: "المهم أن لا يصيبه ما أصاب الفيس، بقي في الصدارة، لكنه مدجج بالقيود؛ بخاصة حيال قضايا عادلة مثل قضية فلسطين". 

وفندت دانا جمال، أبرز التعديلات التي ستنفذ على تويتر في عهد ماسك وهي: "عدم السماح لقادة الأنظمة القاتلة أن يكون لهم حسابات ينشرون عبرها أجنداتهم وتحريضهم على العنف والكراهية".

وأعربت مغردة، عن حماسها لشراء ماسك لتويتر، قائلة: "أحسه بيضبط مره، همي وشغلي الشاغل ما يبند الحسابات الي تتكلم عن القضايا بالذات فلسطين وأحسه قدها".

فيما لفت المغرد مجدي كامل، إلى أن الشعب المصري يريد القضاء على اللجان الإلكترونية التابعة لـ"مجرم الحرب السيسي، الذي يحكم مصر بالحديد والنار".