الإندبندنت: أميركا والصين تتسابقان على المهاجرين من أصحاب هذا التخصص

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة بريطانية الضوء على التنافس بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والعلوم، وإستراتيجية كل من الدولتين لجذب مهاجرين متخصصين في ذلك.

وقالت صحيفة "الإندبندنت" بنسختها الفارسية، في مقال للكاتب، محمد خير ندمان، إن "أميركا والغرب قلقون بشأن تطور الصين وتركيزها على تعزيز دراسة هذه العلوم من قبل مواطنيها الأساسيين".

وتابع أنهم "زادوا بنسب مضاعفة خلال البضع سنوات الأخيرة على عكس الولايات المتحدة التي زاد فيها عدد الطلاب الدارسين لهذه التخصصات بنسبة ضئيلة للغاية".

منافسة شرسة

وأوضح ندمان أن "هناك منافسة شرسة في الوقت الراهن بين الولايات المتحدة والصين، للوصول إلى منزلة عليا في المجال التكنولوجي، وأحد الأمثلة العملية لتلك المنافسة حول جذب العلماء والمهندسين النابغين والموهوبين الأجانب".

وأشار إلى أن "المهاجرين في أميركا أحد المصادر الرئيسة للمواهب والمهارات موضع الحاجة إليها في مجال الصناعة، والتكنولوجيا، ومن ثم يؤدون دورا مهما في تعزيز وتطوير هذا المجال".

وبحسب إحصائية "المركز الوطني للإبداع في التكنولوجيا"، يشكل 32 بالمئة من كوادر العمل في المجال التكنولوجي في أميركا من المهاجرين الذين يمتلكون مهارات مختلفة، كما يؤدون دورا كبيرا في تقدم وتطور الشركات الأمريكية.

ومن هذا المنطلق، قبلت الولايات المتحدة أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين عددا وفيرا من المهاجرين الأجانب وأفسحت لهم المجال ضمن سياساتها الخاصة بالهجرة.

وتابع الكاتب: "من الناحية الأخرى، الصين لها الصدارة على أميركا من حيث عدد السكان، وتسعى بشدة للتنافس في هذا المجال عن طريق التركيز على التطور في العلوم والتكنولوجيا".

سبب القلق

وقال ندمان إن "المسؤولين الأميركان يهتمون بشدة بالمواهب والمهارات ودورها في التقدم والصدارة التكنولوجية".

من جانبها، كتبت لجنة الأمن القومي الأميركية، في تقريرها المقدم إلى الكونغرس، عن الذكاء الاصطناعي، أن "الموهبة والمهارة تعدان أهم عامل في تطور الذكاء الاصطناعي".

ومع أخذ هذه الحقيقة في عين الاعتبار، أميركا والغرب قلقون بشأن التفوق الديمغرافي المتزايد للصين يوما بعد يوم، وذلك لأن الإحصائيات تشير إلى أن أعداد دارسي العلوم والهندسة في الصين زادت من 360 ألف شخص، إلى مليون و700 ألف شخص من عام 2000 حتى عام 2015، يقول ندمان.

وفي الوقت نفسه وخلال المدة نفسها زاد عدد الدارسين في الولايات المتحدة من 500 ألف شخص إلى 770 ألف.

وكذلك وفقا للتوقعات، فإن عدد الدارسين في الصين سيزداد بنسبة 300 بالمئة خلال العقد القادم، وفي الوقت نفسه سيزداد عدد الدارسين في الولايات المتحدة وأوروبا بنسبة 30 بالمئة فقط، وبحسب التوقعات حتى عام 2030، الصين والهند ستكتفي ذاتيا بـ 60 بالمئة من دارسي الأقسام العلمية.

وأردف الكاتب: "من أجل تعويض التفوق الديمغرافي للصين في المجالات المذكورة، تسعى الولايات المتحدة أن تستقطب عددا هائلا من المهاجرين إلى أرضها ممن لديهم شهادات جامعية في أقسام العلوم".

ومن ناحية أخرى، تنجح الولايات المتحدة في استقطاب أفضل المواهب الأجنبية أكثر من الصين، لأنها في الأساس دولة مشكلة من المهاجرين، كما أنها كانت لفترة طويلة قبلة أفضل وأذكى الطلاب حول العالم.

ومع أخذ الاحتياج الداخلي في عين الاعتبار، نجد أن تركيز أميركا على جذب المواهب في أقسام العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات أكبر.

كما في الفترة الزمنية بين 2017 حتى 2020 أكثر من 40 بالمئة من كوادر العمل في مستويات الدكتوراه في أميركا، و60 بالمئة من الكوادر في أقسام الحاسوب، والرياضيات، والهندسة مسقط رأسهم خارج أميركا.

في المقابل، رغم التطور السريع للصين في شؤون التعليم الداخلية، إلا أنها لم تتفوق في استقطاب المواهب الأجنبية والعالمية بشكل كبير.

ورغم أن الصين أدخلت الهجرة ضمن سياساتها للوصول إلى هذا الهدف بغرض الإصلاح، ونفذت مئات المشاريع والخطط لجذب العلماء والمهندسين الذين لديهم المهارات المطلوبة، وتشجيعهم على العمل في الشركات الصينية، ولكن لم تتوفق أيضا، وفقا لما ذكر الكاتب.

الإقامة الدائمة

وقال ندمان إن "أشهر هذه الخطط كانت هي (ألف موهبة) الذي بدأت عام 2008، رغم أن الصين قامت بإصدار 1576 بطاقة إقامة دائمة عام 2016، وذلك رغم أنها تضاعفت عن العام سابقه".

لكن في الوقت نفسه كانت أقل من بطاقات الإقامة الدائمة التي تصدرها أميركا بـ750 مرة، لأن الولايات المتحدة خلال هذه الفترة نفسها كانت قد أصدرت مليونا و200 ألف بطاقة إقامة دائمة.

ومن ناحية أخرى، واجهت الصين مشاكل عديدة لاستقطاب المواهب الأجنبية، والتي من الممكن أن تعوق ريادتها في المجال الصناعي، والتكنولوجي، وألا تتفوق على أميركا، وأحد تلك المشاكل اللغة، وكذلك مشكلة الرقابة، والقيود على الإنترنت، يوضح الكاتب.

والولايات المتحدة على عكس الصين تماما فهي مركز استقطاب المواهب العالمية.

كما أن حوالي نصف المواطنين الأميركان الذين حازوا على جائزة نوبل خلال الآونة الأخيرة في المجالات العلمية من المهاجرين. بالإضافة إلى أن أكثر من نصف الشركات التكنولوجية الأمريكية الضخمة ذات القيمة مؤسسة من قبل المهاجرين، بحسب ندمان.

وتابع: "رغم عدم وجود ضمان في أن نظام الهجرة في أميركا سيستكمل استقطاب أفضل وأذكى المواهب الأجنبية، إلا أن المنافسة بين أميركا والصين في استقطاب مواهب أفضل للوصول إلى مرتبة أعلى في المجالات التكنولوجية إحدى الحقائق التي لا يمكن إنكارها اليوم".

واستدرك الكاتب: "لكن بدون امتلاك النخبة من الأفراد والمواهب في المجالات العلمية، لن تستطع أي دولة المنافسة في المجال التكنولوجي، سيؤدي استقطاب المهاجرين الذين لديهم موهبة ومهارة دورا أساسيا في التطور والتقدم التكنولوجي في أميركا والصين".

وختم ندمان مقاله بالقول: "خلاصة الكلام، هؤلاء المهاجرون متحكمون في مستقبل التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين".