"تشبيح الأوقاف".. حملات تفتيش المساجد ومنع التهجد في مصر تثير الغضب
إمعانا في حرمان المسلمين من إقامة شعائرهم وتطبيق السنن في مساجد مصر خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وتنفيذا لأوامر وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، كثفت الوزارة حملات تفتيش ليلية للتأكد من إغلاقها وخلوها من المصلين.
وفي 20 أبريل/نيسان 2022، أعلنت وزارة الأوقاف منع صلاة التهجد والاعتكاف بالمساجد، وأتبعتها بقرار منع إقامة صلاة العيد في الساحات، بزعم "مراعاة ظروف وإجراءات التباعد التي لا تمكن في الظروف الراهنة من السماح بالاعتكاف هذا العام حفاظا على الأرواح".
وهددت الوزارة بمعاقبة أي إمام مسجد يسمح بإقامة تلك الشعائر بالفصل والتحقيق، بعد توصية "لجنة إدارة الأزمات وجائحة كورونا التابعة لرئاسة مجلس الوزراء"، لتواصل تنفيذها التهديد بشن الحملات على عدد من المناطق للتأكد من إغلاق المساجد.
وتفاخرا بذلك، نشرت مديرية الأوقاف بمحافظة الإسماعيلية، صورا يظهر فيها عدد من مفتشيها، يتجولون داخل المحافظة ليلا ويطرقون أبواب المساجد، للتأكد من إغلاقها وعدم إقامة صلاة تهجد أو اعتكاف، وأخرى لهم مصطفين أمام المساجد مرتدين الكمامات الطبية.
الصور أثارت غضب ناشطين على تويتر، ورأوها تحمل مبالغة وتكلفا زائدا إذ اختفت مظاهر الالتزام بارتداء الكمامات الطبية في مصر منذ فترة طويلة، وندر تطبيق الإجراءات الاحترازية المتبعة منذ ظهور فيروس كورونا.
وهاجموا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #وزير_الأوقاف، #مختار_جمعة، رئيس النظام عبدالفتاح السيسي ووزير الأوقاف والأئمة العاملين على تطبيق إجراءات التضييق على المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية وعباداتهم.
وبرزت تدوينات الناشطين لشهادتهم على ما تعرضوا له خلال محاولة التهجد خفية تجنبا لملاحقة أئمة الأوقاف لهم واكتشاف إقامتهم للتهجد، منهم من قال إن "التفتيش دخل المسجد ورفض الصلاة وأغلقه"، وروى أحدهم أن المصلين أغلقوا إضاءة المسجد وخفضوا صوتهم "كأنهم يفعلون منكرا".
وعد ناشطون ما يفعله الأئمة ممارسة لدور شرطي وأمني غير المخول لهم ممارسته، مؤكدين أن السيسي يكره الإسلام والمسلمين ويقود حربا على الإسلام وثوابته بنفسه عبر تصريحاته وعبر أدواته المتمثلة في وزير الأوقاف ورجاله وإعلامه.
وحذروا من أن التاريخ سيكتب أن وزير أوقاف السيسي عطل عام 2022 ميلادي و1443 هجري جميع مساجد مصر عن صلاة التهجد ومنع الاعتكاف في المساجد بلا حجة شرعية، وبمزاعم لا يتم تطبيقها على كل الأمور المماثلة.
واستنكر ناشطون تعنت النظام المصري في تطبيق الشروط والإجراءات الاحترازية على المساجد ودور عبادة المسلمين، واستثناء بعض الجهات من تطبيقها ومن بينها الكنائس التي تعد للاحتفالات بأعياد المسيحيين، بالإضافة إلى إقامة المهرجانات والخيم الرمضانية وغيرها.
مصر السيسي
كما برزت مقارنات الناشطين بين تعامل نظام السيسي مع الشعائر الإسلامية ومنع إقامتها وملاحقة الراغبين في ذلك، وبين ما فعلته بعض الدول الإسلامية في محاولة للترغيب في التقرب إلى الله ومساعدة المسلمين على إقامة شعائرهم من جانب.
أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، محمد المختار الشنقيطي، أشار إلى أن "الدول الإسلامية تتسابق في العشر الأواخر من رمضان في فتح بيوت الله لعباد الله، من أجل صلاة التهجد والاعتكاف، بينما في مصر السيسي تتفاخر وزارة الأوقاف بأن مفتشيها ينفذون بحزم قرارها بإغلاق المساجد أمام المصلين والمعتكفين!!".
وعد الشنقيطي أن ذلك "فعل غير مستغرب ممن أحرقوا المساجد على من فيها من المسلمين".
ولفت الناشط الحقوقي، عمرو عبدالهادي، إلى إعلان وزير الأوقاف الماليزي وجبة سحور مجانا للتسهيل على المعتكفين في المساجد، قائلا: "تخيلوا لو وزير أوقاف السيسي أعلن وجبة سحور في الاعتكاف، أقسم بالله الشعب المصري سينزل للاعتكاف في المسجد وأولهم المسيحيين، إنما للأسف عندنا حرامي سلموه الأوقاف لذلك ألغى الاعتكاف".في #العشر_الأواخر من رمضان تتسابق الدول الإسلامية في فتح بيوت الله لعباد الله، من أجل صلاة التهجّد والاعتكاف، و في مصر #السيسي تتفاخر وزارة الأوقاف بأن مفتشيها ينفذون بحزمٍ قرارها بإغلاق المساجد أمام المصلين والمعتكفين!! فعلٌ غير مستغرَب ممن أحرقوا المساجد على من فيها من المسلمين pic.twitter.com/cSuDuAOi8Y
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) April 24, 2022
ورأى مغرد بحساب "ديدو"، أن "مصر تحتاج إلى فتح إسلامي جديد، لأن السيسي يطمس الدين بكل ما أوتي من قوة".وزير الاوقاف الماليزي اعلن وجبة سحور مجانا للتسهيل على المعتقلين في المساجد
— ������ عمرو عبد الهادي (@amrelhady4000) April 23, 2022
تخيلوا لو وزير الاوقاف بتاع #السيسى اعلن وجبة سحور في الاعتكاف اقسم بالله الشعب المصري هينزل يعتكف في المسجد واولهم المسيحيين
انما للاسف عندنا حرامي سلموه الاوقاف عشان كده الغى الاعتكاف
شوفتوا تجديد الخطاب الدينى عمل اية .ف اول ايام الانقلاب السيسي كان يمنع م يصلى ع النبى عليه افضل الصلاة والسلام و يقوم بهدم المساجد والان يأمر العربيد مختار جمعه لمنع صلاة التهجد .مصر عايزه فتح اسلامى جديد لان السيسي يطمس الدين بكل ما اوتى م قوة #السيسي_عدو_الله pic.twitter.com/nBDuICZqzL
— DIDO (@l0l0l0808080) April 23, 2022
تشبيح الأوقاف
واستهجن ناشطون تحويل أئمة المساجد إلى مخبرين أمنيين وشرطيين ومنحهم سلطة إغلاق المساجد والإبلاغ عن العابدين والمصلين، مستنكرين أن تتحول الصلاة إلى تهمة.
عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين، محمد الصغير، أشار إلى أن "مختار جمعة له خلفية أمنية سابقة ويحاول أن ينفس عنها في الأوقاف، وهذه لجان تفتيش تعطيه التمام وتؤكد على غلق المساجد ومنع الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان وتعيد الصورة للأذهان صورة قطاع الطرق".
وشدد الصغير على أن "الجميع يعرف أن زمن ارتداء الكمامة انقضى في مصر من زمن بعيد".
ونشر الكاتب والصحفي السوري، أحمد موفق زيدان، صورة المفتشين التابعين لوزارة الأوقاف، قائلا: "مخبرون وأجراء يخدمون في تشبيحية تسمى وزارة أوقاف في مصر تلاحق المعتكفين والمتهجدين ليلا في المساجد.. فتغلق عليهم بيوت الله.. أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى.. اللهم عليك بالسيسي ومن أيده".مختار جمعة له خلفية أمنية سابقة ويحاول أن ينفس عنها في الأوقاف، وهذه لجان تفتيش تعطيه التمام وتؤكد على غلق المساجد ومنع الاعتكاف في #العشر_الاواخر من #رمضان وتعيد الصورة للأذهان صورة قطاع الطرق، حيث يعرف الجميع أن زمن ارتداء الكمامة انقضى في #مصر من زمن بعيد... "منك لله يا بعيد"! pic.twitter.com/7z1xieXnzp
— د. محمد الصغير (@drassagheer) April 23, 2022
فيما وصف أستاذ الإعلام السياسي، أحمد بن راشد بن سعيد، ممثلي الأوقاف بأنها "إحدى اللجان، أو إحدى محاكم التفتيش في مصر، شكلتها وزارة أوقاف السيسي، للتأكد من أن المساجد لا تعمر بصلاة التهجد، في العشر الأواخر من رمضان!".مخبرون وأجراء يخدمون في تشبيحية تسمى وزارة أوقاف في #مصر تلاحق المعتكفين والمتهجدين ليلاً في المساجد…فتغلق عليهم بيوت الله…. أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى… اللهم عليك ب #السيسي ومن أيده. pic.twitter.com/YzEi1akBmI
— د ـ أحمد موفق زيدان (@Ahmadmuaffaq) April 23, 2022
ولفتت مغردة أخرى، إلى أن الدول تيسر على الناس وتنظم الأوضاع لتسهيل التهجد والاعتكاف، إلا بمصر ألغوا ساحات الصلاة بالعيد، ساخرة بالقول: "أي صح كورونا بالمساجد فقط!".إحدى اللجان، أو إحدى “محاكم التفتيش” في #مصر، شكّلتها وزارة أوقاف #السيسي، للتأكد من أنّ المساجد لا تُعْمرُ بصلاة التهجّد، في #العشر_الأواخر من #رمضان! pic.twitter.com/QO93yNSKqh
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty_2) April 23, 2022
وتعجبت المغردة، إقبال جميل، من إرسال النظام المصري لجان تفتيش إلى المساجد ليلا، لتتأكد من أن المسلمين لا يقيمون صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان وأن بيوت الله فارغة من المصلين.الدول عم تيسر ع الناس وتنظملهن مشان التهجد والإعتكاف إلا هون عم بيسكروا المساجد ولغوا ساحات الصلاة بالعيد!! أي صح كورونا بالمساجد بس!
— Aℓiαα ����️ (@Alia2syria) April 23, 2022
شكيناهم لله... https://t.co/cIqTuYSBg0
وسخر المغرد محمد خولي متسائلا: "ماذا يعني حملة تفتيش على المساجد، هذا بالنسبة لك مشروع قومي يعني؟؟"الحكومة المصرية ترسل لجان تفتيش على المساجد ليلا ، لتتأكد من أن المسلمين لا يقيمون صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان وأن بيوت الله فارغة من المصلين !!
— Ikbel Jmili (@jmili_ikbel) April 23, 2022
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ}
صدق الله العظيم
يعني ايه حمله تفتيش علي المساجد
— MOHAMED (@kholymohamed24) April 24, 2022
ده بالنسباك مشروع قومي يعني؟؟
خشية المساجد
وانتقد ناشطون حرص النظام على إفراغ المساجد من المصليين بزعم الحرص على أمن وسلامة الشعب والاستناد إلى آراء طبية واستشارة المختصين وغيرها من المبررات التي ساقتها الأوقاف في بيانها، مقابل السماح بالحفلات والمهرجات وإعطاء التصاريح للمسيحيين بممارسة شعائرهم.
الباحث في الشؤون العربية الإفريقية، إبراهيم سويلم، رأى أن لجان التفتيش على المساجد في مصر مثيرة للدهشة، لأن "الكنائس عامرة بأهلها والمساجد فارغة من المصلين، المقاهي والأسواق ممتلئة"، مؤكدا أن "الخوف من المساجد والتهجد والقيام والاعتكاف وصلاة العيد إشارة على أن السيسي يشعر بالخوف فقط من المساجد".
وعقب أحد المغردين على خبر تزيين كاتدرائية جمع القديسين بالزمالك بالأضواء احتفالا بعيد القيامة المجيد، متسائلا: "هل تجرؤ يا حاخام الأوقاف أن تجعل صلاتهم سبع دقائق فقط؟ هل يجرؤ بلحة، السيسي، أن يمنع صلاة القيام في الكنائس بسبب كورونا أم أنها لا تنتشر إلا في المساجد فقط؟".لجان التفتيش على المساجد في مصر مثيرة للدهشة فإن الكنائس عامرة بأهلها والمساجد فارغة من المصلين ، المقاهي والأسواق ممتلئة !!
— Ibrahim Swailam | ابراهيم سويلم (@ProfEgy000) April 23, 2022
الخوف من المساجد والتهجد والقيام والاعتكاف وصلاة العيد إشارة على أن السيسي يشعر بالخوف .. فقط من المساجد#العيد_ثورة#ثورة_المساجد
الناشط عبدالرازق الشايجي استنكر "تشكيل وزير الأوقاف محاكم تفتيش المساجد للتأكد من أن بيوت الله فارغة من المعتكفين، وأن المصلين لا يقيمون صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان، في الوقت الذي يبعث فيه السيسي برقية تهنئة إلى البابا تواضروس بمناسبة عيد القيامة".هل تجرؤ ياحاخام الاوقاف ان تجعل صلاتهم سبع دقائق فقط
— السهم النافذ (@Mxob3V25) April 23, 2022
هل يجرؤ بلحة ان يمنع صلاة القيام في الكنائس بسبب كورونا ام انها لا تنتشر الا في المساجد فقط ✋✋✋#سحب_الثقه_من_السيسي https://t.co/QaG3JbXuye
وقال أحد المغردين: "وعاد الإسلام غريبا في أرض الكنانة، يحمي السيسي الأقلية القبطية ويبني لهم الكنائس ويحضر قداساتهم وصلواتهم، وفي المقابل يضيق الخناق على الأغلبية المسلمة فيهدم المساجد ويمنع صلاة التهجد".#جاك_العلم
— عبدالرزاق الشايجي (@DrAlshayji) April 23, 2022
في الوقت الذي
يبعث فيه السيسي
برقية تهنئة إلى البابا
تواضروس بمناسبة عيد القيامة
وزير الأوقاف يشكّل#محاكم_تفتيش المساجد
للتأكد من أنّ بيوت الله فارغة
من والمعتكفين وأنّ المصلين لا يقيمون صلاة القيام في العشر الأواخر من #رمضان pic.twitter.com/KIxAeKhKlV
وكتب المغرد عمرو أبو بلال: "سجل يا تاريخ! رمضان 1443 هجري كان غريبا في مصر بعهد السيسي عدو الله، فقد أغلقت المساجد فيه، لمنع إحياء قيام ليال العشر الأواخر من رمضان، بينما المراقص والخمارات مفتوحة".وعاد الإسلام غريبا في أرض الكنانة ، يحمي السيسي الأقلية القبطية ويبني لهم الكنائس ويحضر قدّاساتهم وصلواتهم ، وفي المقابل يُضيّق الخناق على الأغلبية المسلمة فيهدم المساجد ويمنع صلاة التهجّد ..
— Simo Pathfinder (@Simopathfinder) April 23, 2022
فماذا بعد هذا يابن اليهودية وربيب الصهيونية العالمية والماسونية ⁉️ pic.twitter.com/rz20bFffSN
سجل يا تاريخ!
— أبو بلال@Amro (@Amro_Alghoul) April 24, 2022
رمضان ١٤٤٣هجري كلن غريبا في #مصر بعهد #السيسي_عدو_الله فقد أغلقت المساجد فيه، لمنع احياء قيام ليال #العشر_الاواخر من رمضان،
بينما المراقص والخمارات مفتوحة ��
حسبنا الله ونعم الوكيل