"جزار سوريا".. إلباييس: لهذا نقل بوتين الجنرال دفورنيكوف إلى أوكرانيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على مهمة الجنرال الروسي ألكسندر فلاديميروفيتش دفورنيكوف، القادم من ساحات المعارك في سوريا، التي تتمثل في توحيد قيادة منقسمة على عدة جبهات، لم تحقق التقدم الذي توقعه الرئيس فلاديمير بوتين حتى الآن.

وقالت "إلباييس" إن مهمة الجنرال الروسي (60 عاما)، الملقب في الغرب بجزار سوريا، في أوكرانيا مختلفة، إذ إنه أصبح بمثابة المدرب الذي يصل في منتصف الموسم إلى فريق محطم، يشن كل فرد فيه حربا بشكل منفصل. 

توحيد القيادة

في الواقع، عيّن دفورنيكوف قائدا لجميع القوات في مسرح الحرب بأوكرانيا في أوائل أبريل/نيسان بهدف توحيد القيادة التي قسمت حتى ذلك الحين إلى ثلاث جبهات غير متصلة.  

لكن هذا التخطيط الإستراتيجي فاشل، وأدى إلى إجهاض "العملية الخاصة" الخاطفة التي توقعها الكرملين قبل شهرين، ولكنه وضع أيضا رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف في دائرة الضوء. 

وأوردت الصحيفة أن تعيين دفورنيكوف يبدو منطقيا، خاصة بعد أن ركزت وزارة الدفاع أهدافها على منطقة دونباس الشرقية وبدأت في الانسحاب من كييف.

من ناحية أخرى، يبدو الرجل العسكري مطلعا بالفعل على التضاريس في هذه المنطقة، حيث كانت منطقته عندما كان يقود المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية منذ عام 2016.  

وفي هذه المنطقة أيضا، مارس سيطرة مباشرة على جيش الأسلحة المشتركة الثامن وقوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين والمواليتين لروسيا.

 بالإضافة إلى ذلك، فإن كتيبته، على عكس الجبهات الأخرى، تمكنت من إحراز بعض النجاحات في الهجوم ضد أوكرانيا. 

وأشارت الصحيفة إلى أن دفورنيكوف هو قائد الكتيبة العسكرية الأعلى رتبة. 

وتحديدا، عمل بوتين على ترقيته عام 2020 إلى رتبة جنرال، وهي ثاني أعلى رتبة في القوات المسلحة الروسية.  

ولتحديد منصبه، فهو يشترك في نفس رتبة وزير الدفاع سيرجي شويغو، ورئيس الأركان العامة، فاليري جيراسيموف. 

وبينت الصحيفة أن مسيرة دفورنيكوف العسكرية لا تختلف كثيرا عن حياة الضباط الروس الآخرين.  

تخرج في مدرسة أوسوري سوفوروف العسكرية، وترقى تدريجيا في الرتب وخدم في منصب قائد لفوج البنادق في شمال القوقاز حتى عام 2003، وربما شارك في الحرب الشيشانية الثانية. 

فيما بعد، عيّن نائبا لقائد المنطقة العسكرية الشرقية، ومثل العديد من زملائه الآخرين، كان يتنقل من منطقة إلى أخرى.  

جزار سوريا

ونقلت الصحيفة أن هذا الجنرال أتيحت له الفرصة ليجرى اختياره في سبتمبر/أيلول سنة 2015، ليكون أول قائد ترسله موسكو إلى الشرق الأوسط للدفاع عن نظام بشار الأسد. 

في هذا المعنى، يرى الخبراء، أن لقب جزار سوريا يسلط الضوء على واحد آخر من الجنرالات الروس الذين أداروا حربا بوحشية في ذلك البلد.

وبينت أنه دعم قوة دمشق التي أودت بحياة أكثر من 350 ألف شخص وأجبرت ملايين الأشخاص على الفرار.  

ونقلت الصحيفة أن المعهد الأميركي لدراسة الحرب كشف أن "دفورنيكوف يتمتع بخبرة، في سوريا، أقل من العديد من زملائه"، فقد شغل منصب القائد لمدة 10 أشهر. 

في المقابل، خدم رؤساء المناطق العسكرية الغربية، الكسندر زورافليوف، والمنطقة العسكرية الشرقية، ألكسندر تشيكو، لمدة 24 و20 شهرا على التوالي.

 ومن هذا المنطلق فإن جميع قادة المناطق الحاليين والعديد من القادة العسكريين الآخرين كانوا متواطئين في تلك الجرائم "ضد السكان السوريين". 

وأوردت الصحيفة أن القائد الجديد للحملة في أوكرانيا شارك في معركة حلب الشرسة منذ بضعة أشهر، وحصل على لقب بطل الاتحاد الروسي. 

في وقت لاحق، جرى تعيينه رئيسا للمنطقة الجنوبية عندما انتهى الحصار الدموي الذي دام خمس سنوات في ديسمبر/كانون الأول 2016. 

ومع ذلك، فإنه اضطر إلى دمج عدد لا يحصى من المليشيات وبقايا الجيش السوري مع القوات الروسية، وهي مهمة كانت قادرة على التأثير على اختيار بوتين له. 

يشيد بنفسه

ونوهت الصحيفة بأن دفورنيكوف نفسه أشاد في الماضي بدوره في هذا الصراع في مقالات مختلفة نُشرت على مر السنين. 

في مقابلة أجريت عام 2016 مع صحيفة روسيسكايا غازيتا الرسمية، رسم الرجل العسكري سيناريو مروعا لرئيس النظام السوري بشار الأسد حتى وصول الدعم الروسي. 

وقال في هذا المقال: "استنفدت القوات الحكومية السورية بعد أربع سنوات من الأعمال العدائية واحتواء الهجوم الإرهابي بصعوبة بالغة، لكن الإجراءات الروسية غيرت الوضع جذريا في غضون خمسة أشهر ونصف الشهر". 

وفقا للجنرال، كان الأساس في هذا النجاح هو "العمل المنسق للطيران الروسي مع الوحدات الحكومية التابعة للأسد، والمليشيات الموالية له على الأرض". 

من جانب آخر، كان من المفصلي "إنشاء نظام من المستشارين في وقت قصير جدا، حيث نجحوا في حل مشكلة تدريب القوات الحكومية والقوات الكردية والتشكيلات الوطنية الأخرى". 

وأشارت الصحيفة إلى مقال آخر كتب بخط يده عام 2018 كرر فيه تلك الرسالة: إن إنشاء قيادة واحدة تحت قيادته، كان قادرا على قلب الحرب السورية رأسا على عقب؛ "ليس فقط من خلال ضمان استمرارية وكفاءة القيادة العليا، ولكن أيضا عبر ربط جميع العناصر في مجال معلومات الاستطلاع والهجوم الفردي". 

وهذا يعني، نفس العمل الذي يطلبه الكرملين منه الآن لتنسيق قواته القديمة مع القوات المدمرة في المقاطعات الغربية والشرقية التي جرى سحبها من الجبهات مثل تلك الموجودة في كييف لتعزيز الجبهة في دونباس.

بالإضافة إلى وحدات أخرى مثل قوات رئيس الشيشان رمضان قديروف والميليشيات الأخرى. 

ومع ذلك، يشك الخبراء في أن هذا "التعيين المتأخر" لدفورنيكوف سيحل بسرعة مشاكل القيادة واللوجستيات والروح المعنوية التي تواجه الجيش الروسي في أوكرانيا، في الواقع، بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بالقادة حتى الآن. 

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه، في أوائل أبريل، دفن فلاديمير فرولوف، وهو جنرال آخر تابع لدفورنيكوف، في سانت بطرسبرغ.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء يرون أن "دفورنيكوف تولى قيادة العمليات في المدينة، وربما حاول تطبيق العديد من الدروس المستفادة في سوريا، لكن إدارته لحرب المدن في ماريوبول لم يكن ملحوظا نجاحها أو سرعتها أو تكلفتها البشرية".