مجلة إيطالية: لهذا ترسل مليشيات عراقية أسلحة إلى روسيا عبر إيران

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت مجلة فورميكي الإيطالية، أن إيران تدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا، وتمده بأسلحة مليشياتها في العراق عبر بحر قزوين غربي آسيا، مع اشتداد المعارك وزيادة الخسائر الروسية.

وأرجعت المجلة استقدام روسيا لمثل هذه الأسلحة رغم أنها من أكبر مصدري السلاح بالعالم، إلى رغبتها في تجنب خسارة أسلحتها المتقدمة في القتال مع الأوكرانيين المدعومين بأسلحة متطورة غربية، في ظل العقوبات التكنولوجية القاسية المفروضة عليها، ما سيصعب توفيرها من جديد مستقبلا.

صراع محتدم

وذكرت المجلة أن الروابط العالمية تزيد من تعقيد الحرب الروسية في أوكرانيا المتواصلة منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وأوضحت أن محور طهران - موسكو  يحاول الالتفاف على العقوبات الغربية، عبر الاستفادة بكميات الأسلحة الكبيرة التي تملكها المليشيات الشيعية بسوريا والعراق.

وأشارت إلى تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية كشف عن شحن قذائف "آر بي جي" وصواريخ مضادة للدبابات، بالإضافة إلى أنظمة صواريخ برازيلية التصميم، إلى روسيا من العراق عبر شبكة المليشيات الشيعية التي يتحكم فيها الحرس الثوري الإيراني.

كما أرسلت طهران نظاما صاروخيا من طراز بافار 373 إيراني الصنع، يشبه نظام إس 300 الروسي المضاد للطائرات إلى موسكو.

وأوضحت المجلة الإيطالية أن أسبابا عديدة دفعت روسيا رغم أنها دولة رئيسة مصنعة للسلاح إلى الاعتماد على الشبكة الإيرانية في تهريب الأسلحة.

وقالت إنها ترغب في أن تجنب أسلحتها الاستهداف في سياقات قتالية معينة، حيث تخشى أن تجابه بمقاومة أوكرانية أكبر، وكذلك الحاجة إلى مساعدة الإنتاج الحربي الوطني المقيد بالعقوبات في الوصول إلى سوق المكونات.

وأضافت أنه من ناحية أخرى، العراق مليء بالسلاح، إذ توجد تلك التي باعتها الولايات المتحدة وسلمتها للجيش العراقي، وبما أن الحكومة دمجت الحشد الشعبي، المظلة الشاملة للمليشيات الشيعية، في النظام الأمني ​​لمحاربة تنظيم الدولة، وصلت هذه الأسلحة إلى أيدي عناصر هذه المليشيا.

كما أن هناك أسلحة مررتها إيران عبر وكلائها في البلاد وتستخدم في حملة الاستنزاف والهجمات المتكررة ضد القوات الأميركية بهدف إخراجها من البلاد والبقاء بمفردها في تقسيم المصالح.

عداء أميركا

وفي 26 مارس/آذار 2022، تم نقل بعض الأسلحة إلى إيران عبر معبر سلامجة الحدودي، "حيث استلمها الحرس الثوري الإيراني بعد ذلك.

وعبرت ثلاث سفن شحن قادرة على حمل مثل هذه الحمولة بحر قزوين من ميناء بندر أنزالي الإيراني إلى أستراخان وهي مدينة روسية.

وتطل إيران على بحر قزوين من الجنوب، بينما تطل روسيا على البحر من الشمال.

ونقلت عن قائد بفرع مليشيات الحشد الشعبي الذي يسيطر على المعبر، إن الرحلة إلى روسيا كانت عن طريق البحر.

كما أفاد المصدر نفسه، بأن المليشيا فككت وأرسلت في صورة قطع في الأول من أبريل/نيسان 2022  قاذفتي صواريخ أستروس 2 من تصميم برازيلي، والمعروفة في العراق بإصدار سجيل 60، والتي تم تصنيعها بموجب ترخيص في إيران.

ونقلت عن أحد رجال المليشيات العراقية: "لا نهتم إلى أين تذهب الأسلحة الثقيلة، فأي شيء مناهض للولايات المتحدة يجعلنا سعداء".

وقالت إن "المحور المعادي لأميركا أي البعد الذي يبسط ويحفز المشاعر المعادية للغرب بشكل عام،  بدأ في التحرك".

وأكدت أنه لإيران مصالح مباشرة في كسب الرئيس بوتين للحرب وألا ينتهي به الأمر في حالة من زعزعة الاستقرار إن مني بالهزيمة.

دعم متبادل

وفي هذا السياق، أشارت إلى أن روسيا تسيطر على سوريا وخاصة الأجواء السورية، حيث تنخرط إيران في عمليات لإنقاذ نظام بشار الأسد العلوي من أجل الحفاظ على السلطة الشيعية التي تمثل مجال نفوذها.

وتابعت أن العديد من تلك الميليشيات التي تقدم نفسها الآن لمساعدة الروس ولدت على الأراضي السورية وجرى تقويتها وهيكلتها لمساعدة النظام الأسدي.

كما عرجت المجلة إلى مسألة الصدام بين النماذج، أي أن الإيرانيين الذين على الرغم من تفاوضهم على إحياء الاتفاق النووي مع الديمقراطيات الغربية، يعدون جزءا من مجال الاستبداد.

وأردفت أن العقوبات الاقتصادية الشاملة التي فرضتها الدول الغربية على موسكو بعد قرارها غزو كييف تضمنت حظرا على المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، بما في ذلك قطع غيار المركبات وأنواع معينة من الأجهزة الإلكترونية والبصرية، بالإضافة إلى المكونات ذات الاستخدامات العسكرية الواضحة.

ونوهت فورميكي بأنه بالنسبة لروسيا، تعد المساعدات الإيرانية مهمة لا سيما الأنظمة الصاروخية لضرورة إعادة تركيب منصات إطلاق الصواريخ المتعددة المستخدمة لاختراق جبهات المدن الأوكرانية.

 وأضافت أن إيران تضمن عبر الميليشيات بعض الحماية من تداعيات العقوبات وهو أمر لا يستطيع الشركاء الآخرون الذين طلب الكرملين دعمهم مثل الصين توفيره.

وكانت الأخيرة قد أنكرت هذه المساعدة على لسان سفيرها في واشنطن في مقابلة صحفية أخيرا.

ولفتت المجلة الإيطالية إلى أن خسائر روسيا الكبيرة في الحرب لم تفض إلى مكاسب قليلة فحسب، بل إنها تقوض الفعالية القتالية للعديد من كتائب موسكو التكتيكية.

وبعد أن تخلت موسكو عن محاولتها الأولية للسيطرة على كييف، وبينما تقوم بإعادة تمركز قواتها البرية لشن هجوم جديد في شرق البلاد، تحتاج إلى أسلحة وذخيرة لمواصلة الحرب وهو ما يفسر الاستعانة بشبكة تهريب المليشيات الشيعية العراقية، تختم المجلة.