حلف الناتو مستعد لقبول عضوية فنلندا والسويد.. ما موقف روسيا؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة غازيتا دوت رو الروسية الضوء على ترحيب حلف شمال الأطلسي "الناتو" بإمكانية انضمام فنلندا والسويد إليه على الرغم من عدم تقديم طلبات من جانبهما.

فما موقف كلتا الدولتين من هذا الأمر وهل تريدان حقا الانضمام إلى حلف الناتو أم أنهما تفضلان تجنب الصراع مع روسيا؟ وما رأي موسكو حيال ذلك الأمر؟ 

في يناير/كانون الثاني 2022، صرح الأمين العام لحلف الناتو "ينس ستولتنبرغ"، أنه إذا أرادت السويد وفنلندا الانضمام فإن الحلف سيقبلهما دون تأخير. وبحسب قوله، فإن جميع الأعضاء سيؤيدون هذا القرار. 

وفي الوقت نفسه، وقبل بدء الغزو الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، أعلنت السويد أنها لن تنضم إلى الناتو، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر في أوروبا. 

غير أن السلطات الفنلندية لم تقدم إجابة واضحة حتى الآن، وستجري الدولة مناقشة حول هذه المسألة في المستقبل القريب، وفق ما تقول الكاتبة آنا جروموفا. 

أشار "ستولتنبرغ" لشبكة "سي إن إن" إلى أن الناتو لديه "حوار جيد" مع زعماء السويد وفنلندا. فكلا البلدين ليسا جزءا من الحلف، لكنهما شريكان مقربان ومتميزان.

وأكد قائلا: "الأمر متروك لهم لاتخاذ القرار، ولكن إذا تقدموا بطلب (للانضمام إلى الناتو)، فإن جميع الحلفاء الثلاثين في (الناتو) سيوافقون عليهم. وسنجد طرقا لتنفيذ ذلك بسرعة". 

كما صرحت "فيكتوريا نولاند" نائبة وزير الخارجية الأميركية في يناير 2022: "فنلندا والسويد أقامتا ديمقراطيات مستقرة منذ فترة طويلة". 

لذلك، فإن الحديث عن انضمامهم إلى الحلف سيكون مختلفا قليلا عن الدول التي تمر بمرحلة انتقالية إلى نظام ديمقراطي وتتعامل مع مشاكل خطيرة، وفق قولها. 

امتناع مستمر

وصرح الرئيس الفنلندي "سولي نينيستي" في 24 فبراير/شباط أن بدء العملية الروسية وجه صدمة للفنلنديين. ولكن هذا لا يعني أن بلاده ستنضم على الفور إلى الناتو. 

فقد أعرب "سولي" قائلا: "نرى لغة قوية حول طلب (فنلندا) للانضمام إلى الناتو اليوم. ردود الفعل العاطفية هذه مفهومة، لكنها في الواقع لا يمكن أن تنجح".  

ثم أشارت رئيسة الوزراء الفنلندية "سانا مارين" إلى أن السلطات لن تتخذ قرارا بشأن الانضمام إلى الناتو على عجل. 

وأضافت أن الانضمام إلى الحلف يجب أن يحظى بتأييد شعبي قوي ودعم برلماني بالإجماع، وحتى الآن لا توجد مناقشات في فنلندا حول مثل هذه الخطوة.

وفي نهاية مارس/آذار، لفت الرئيس الفنلندي الانتباه إلى المخاطر المرتبطة بانضمام فنلندا المحتمل إلى حلف الناتو. 

فقد صرح قائلا: "أفهم جيدا أنه بانضمامنا إلى حلف الناتو، قد يبدو أن مخاوفنا قد ولت، لكن كل هذه البدائل تنطوي على مخاطر يجب أن نكون على دراية بها".

 وأضاف "سولي" أن الخطر الرئيس في الوقت الحالي هو تصعيد الوضع في أوروبا.

وأوضح الرئيس أن فنلندا الآن تدرس العضوية في حلف الناتو كأحد البدائل. لكن هناك خيار آخر وهو تعميق التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة والسويد.

كما أعربت رئيسة الوزراء الفنلندية في 3 أبريل أنه يتعين على فنلندا إعادة النظر بجدية في موقفها بشأن الانضمام إلى الناتو وذلك بسبب تصرفات روسيا في أوكرانيا.

وأوضحت "مارين" قائلة: "روسيا ليست الجارة الحق كما اعتقدنا". ففي رأيها، ستواجه فنلندا العواقب على أي حال، سواء انضمت إلى الحلف أم لا.

وأضافت قائلة: "يجب على البلاد اتخاذ قرار سريع بشأن الانضمام إلى الناتو". وعرضت أن يجري اتخاذ القرار في الربيع. 

وستبدأ المناقشات حول هذا الأمر في فنلندا في الأسابيع القادمة، ومن المهم جدا أن تشارك جميع المؤسسات المركزية في فنلندا في النقاش"، بحسب مارين.

ووفق الكاتبة، أعلنت الحكومة السويدية في 18 فبراير رفضها الانضمام إلى الناتو، "فهي لا تنوي التقدم بطلب للحصول على العضوية".

وشددت السلطات هناك على أن حياد السويد يخدمها بشكل جيد ويعزز الاستقرار والأمن في شمال أوروبا.

وفي الوقت نفسه، ستجمع استوكهولم بين حيادها وزيادة الاستعداد القتالي للقوات المسلحة وتعميق التعاون الدولي في مجال الدفاع.

فقد صرحت رئيسة الوزراء السويدية  "ماجدالينا أندرسون"، في أوائل مارس، أنه إذا تقدمت السويد بطلب للحصول على عضوية الناتو الآن، فسوف يؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع في أوروبا أكثر. وأعربت قائلة: "في هذه الحالة، ستساهم استوكهولهم في زيادة زعزعة استقرار الوضع".

رأي روسيا 

وزارة الخارجية الروسية حذرت بدورها من أن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.

 فقد صرح عضو اللجنة الدولية لمجلس الاتحاد الروسي "سيرغي تسيكوف" قائلا: "سيؤدي ذلك إلى عواقب عسكرية وسياسية خطيرة تتطلب من بلادنا اتخاذ خطوات متبادلة". 

وبين أن انضمام السويد إلى الناتو سيشكل تهديدا لروسيا، لأن هذا البلد ليس بعيدا عن الأراضي الروسية.

كما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2016، خلال زيارته لفنلندا، من أنه إذا انضمت إلى حلف الناتو، فستضطر روسيا إلى نقل القوات الروسية بالقرب من حدودها.

 وحسب الرئيس الروسي، يمكن لحلف الناتو استخدام فنلندا لأغراضه الخاصة.

وأردف بوتين قائلا: "من المحتمل أن يكون الناتو سعيدا بمحاربة روسيا حتى آخر جندي فنلندي. هل هذا ما يحتاجه؟ بالنسبة لنا فالإجابة لا . فنحن لا نريد ذلك. أما أنت فقرر ما تحتاجه؟"

تعد خريطة نفوذ حلف الشمال الأطلسي من بين نقاط الخلاف الساخنة بين روسيا والغرب.

إذ ترى موسكو في الحلف تهديدا استراتيجيا على نفوذها في المنطقة، وتطالب بعدم اقترابه من حدودها. بينما يدافع الناتو عن سياسة الأبواب المفتوحة أمام انضمام الدول إليه، وسيادة تلك الدول على ذلك القرار.

وفي يناير 2022، قالت سبوتنيك المقربة من الكرملين في تقرير لها إن دعوة الناتو لانضمام فنلندا والسويد تجر البلدين إلى النزاع.

ونقلت عن المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها: "الناتو ينتهج سياسة تهدف إلى جر هلسنكي واستوكهولم إلى فلك مصالحه وسياساته الانتهازية".

وأضافت زاخاروفا: "من الواضح تماما أن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، وهو هيكل عسكري في الأساس، وبالتأكيد لا يضع جدول الأعمال الدفاعي في المقدمة، ولكنه منخرط في أنشطة عدوانية فقط (…) سيكون له عواقب عسكرية وسياسية خطيرة".