عبر الزحف وتسلق الحواجز.. سودانيون يصرون على إسقاط انقلاب العسكر

12

طباعة

مشاركة

إحياء لذكرى الاعتصامات التي أطاحت برئيس السودان الأسبق جعفر نميري في 1985، والرئيس السابق عمر البشير في 2019، استجاب سودانيون لدعوات الخروج في 6 أبريل/نيسان 2022، في "مليونية مناهضة انقلاب العسكر" الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في العام 2021.

قبل ثلاث سنوات، وصل محتجون سودانيون إلى محيط القيادة العامة للجيش وبدأوا الاعتصام حتى تمكنوا من إسقاط نظام البشير في 11 أبريل/نيسان 2019؛ لكن العسكر استولى على السلطة عبر انقلاب عسكري في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت لجان المقاومة السودانية وقوى المعارضة وناشطون سياسيون وحقوقيون دعواتهم إلى احتجاجات شاملة في كل ولايات البلاد للضغط على العسكر للتخلي عن السلطة، وذلك عبر وسوم عدة أبرزها #مليونية6أبريل، #تسقط_بس، #زلزال6ابريل. 

وفي إجراءاتها للتعاطي مع الحراك، أغلقت السلطات السودانية جسور العاصمة الخرطوم وعزلت المدينة عن محيطها باستثناء جسرين تسيطر عليهما القوات الأمنية، مع إعلان اليوم 6 أبريل 2022 عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد.

لكن ذلك لم يثن الثوار عن فعالياتهم ومشاركتهم الثورية، فقد تداول ناشطون عبر الوسوم التي روج خلالها لمليونية، صورا للثوار وهم يجتازون الحواجز "كونتينر" التي وضعتها السلطة في وجههم سواء من خلال تسلقها أو الزحف من تحتها.

وأشاد ناشطون بإصرار وصمود الثوار السودانيين على مواصلة فعالياتهم والمشاركة فيها حتى إسقاط العسكر، مؤكدين أن هذه المشاهد تؤكد أن الشعب السوداني لا يقهر ولا يهزم، وأن سلطات العسكر لن تثنيهم عن إتمام ثورتهم. 

أسباب الانتفاضة

وبرز حديث الناشطين عن أسباب خروجهم في فعاليات اليوم وإصرارهم على إسقاط العسكر، معددين الأزمات التي ورطت سلطة العسكر فيها البلاد منذ وصولهم إلى الكرسي ورفضهم تسليم السلطة للمدنيين.

وأشار يوسف النعمة، إلى أن الانقلاب في #السودان والمليشيات المساندة له وبعد الجرائم الكثيرة أوصلوا البلاد إلى صدارة التضخم بين الدول العربية بنسبة 260 بالمئة وأسوأ من لبنان وسوريا، قائلا: "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل".

وأوضح المغرد حسام، أن الاقتصاد والأمن الليلة سيئان، وكانوا كذلك السنة الماضية، مؤكدا أن "#البرهان شال كرسي ما بتاعه، واستعمل صلاحيات ليست عنده".

وأضاف: "عشان حقي، أنا مشارك في #زلزال6ابريل"، ناصحا: "ما يغشكم الساسة بضيق الحال، ولا الجبناء بمن البديل". 

وتحدث المغرد ألفي عن أسباب مشاركته في المليونية، قائلا: "باسم الذين تيتموا.. باسم الذين تحطموا.. باسم الترابْ.. باسم الوجوهِ المشرقاتِ.. على المقاصلِ.. باسم هاتيك الرقابْ.. باسم الشهيد وأمهِ.. وباسم الغدِ المولودِ من رحمِ الضبابْ.. نستلُّ سيفَ الشعبِ.. سيفَ السادسِ المنصورِ من أبريلِ نبتدئ الحساب".

وأوضح الحقوقي معاذ أدام، أن ما يزيد من دينامية السودانيين ويرفع روح الإيثار ودرجة الاستعداد لمواجهة العنف المفرط، شيوع إحساس لدى غالبيتهم بأن ما يحصل هو لحظة للتغيير يصعب تكرارها، ولنقل فرصة تاريخية نادرة للخلاص من منطق القوة والتمييز والغلبة.

يوم عرس

وأثنى ناشطون على ثورة الشعب السوداني، وعدوها إجراءات لتصحيح المسار لبسط هيبة الدولة وأمنها.

الصحفية داليا الطاهر، وصفت 6 أبريل بأنه "يوم عرس ثوري خالص"، مشيرة إلى أن اللهفة للانعتاق جعلت الثوار يبدأون باكرا.

 وقال جيجا راوي: "ها نحن نخرج للشوارع مرةً أخرى شاهرين هتافنا ولسوف تلقانا الشوارع بالبسالات المضادة للعساكر والمساخر والخنوع".

الكنداكة سوزان، أشادت بالثورة السودانية وسلمية الشعب قائلة: "ثورتنا عظيمة صنعها عمالقة وألهمت باقي الشعوب وغنى لها الكبار".

وبينت أن الثورة السودانية "أجبرت العالم كله أن يحترم الشعب في حراكه الثوري السلمي واستخدام كل وسائل النضال العفيف واستخدام كل القيم الإنسانية لتغذيتها واستمرارها".

ونادى المدثر خضير، قائلا: "يا السودان وراك ثوار وكنداكات والشارع للمكنات والعسكر للثكنات".

صمود وبشارات 

وأعرب ناشطون عن صمودهم وإصرارهم على مواصلة نضالهم السلمي حتى الخلاص من العسكر وإعادته للثكنات وبشروا بقرب النصر، مشيدين بثورتهم وما قدمه الشعب السوداني من تضحيات.

وكتبت نهلة كشكوش: "شيلني فوق كتفك مناضل أو تحت أرضك شهيد لأني في الحالتين مواصل".

ودون منتصر الأمين: "سنظل نحفر في الجدار.. إما فتحنا ثغرة للنور أو متنا على وجه الجدار.. لا يأس تدركه معاولنا ولا ملل انكسار.. إن أجدبت سحب الربيع وفات في الصيف القطار سحب الربيع ربيعنا حبلى بأمطار كثار.. ولنا مع الجدب العقيم محاولات واختبار.. وغدا يكون الانتصار".

ورأى شهيد فرح، أن سر انتصار الثورة السودانية في الوحدة الكبيرة التي خلقتها والإحساس بالانتماء الذي زرعته داخل النفوس، موضحا أنها بدأت بـ"يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور"، وما زالت تتغنى بعظمة شعبها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.

وحذر قائلا: "عندما نجتمع فالنصر مؤكد... وعندما نفترق فالمليشيا تتمكن".

وخاطبت هاجر الصيفي سلطة العسكر قائلة: "حاوياتكم ما تقف أمام عزيمة وإصرار الشعب".

وقال الحقوقي أبازار حسن: "قد نتعثر لكن لن نعود من منتصف الطريق".