"تأثير أميركي".. صحيفة إسبانية: لهذا غيرت مدريد موقفها من إقليم الصحراء

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على الدور الأميركي في قضية إقليم الصحراء الغربية، حيث تبرر مدريد تغيير موقفها من الصراع بتحالفها مع واشنطن، بالإضافة إلى فرنسا وألمانيا. 

وأوضحت صحيفة "بوبليكو" أنه "منذ بضعة أشهر، تكثفت الاتصالات بين وزارة الخارجية الإسبانية والولايات المتحدة، كما أجرى البيت الأبيض محادثات مع المملكة المغربية".

وذكرت أن "وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، زار واشنطن في 18 يناير/كانون الثاني 2022؛ وتضمن جدول أعماله لقاء مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن".

وفي مرحلة موالية، بعث الاجتماع برسالة حول إقليم الصحراء، حيث قال ألباريس "لقد اتفقنا على توحيد الجهود لحل هذا الصراع الذي طال أمده (منذ 1975) والذي يجب إيجاد حل له".

مرحلة جديدة

ولفتت بوبليكو إلى أنه "في ذلك الوقت، مرت تلك التصريحات مرور الكرام، لكن تعاقب الأحداث منذ ذلك الحين يشير إلى أن شيئا ما كان يتحرك دبلوماسيا".

واستطردت "تجلى في الوقت الراهن تغيير موقف حكومة بيدرو سانشيز من المسألة الصحراوية، الداعمة لخطة الحكم الذاتي، لفتح مرحلة جديدة مع المغرب، وكان عامل (الولايات المتحدة) والتحالف معها أحد الأسباب الرئيسة".

وأضافت الصحيفة أن "ألباريس كان له لقاء أيضا مع بلينكن قبل أشهر في العاصمة الفرنسية باريس، كما شهدت اللقاءات العامة بين الدبلوماسية الإسبانية والأميركية حلقة بارزة أخرى في 7 مارس/آذار 2022".

وتابعت: "في هذه المناسبة، التقى وزير الخارجية بمدريد مع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية، ويندي شيرمان، لكن ألباريس نفى في وقت لاحق، أنه بحث القضية الصحراوية مع الدبلوماسية الأميركية".

لكن في 18 مارس 2022، بعث سانشيز رسالة إلى العاهل المغربي محمد السادس وقع فيها اتفاقا لبدء مرحلة جديدة مع الدولة المجاورة.

ونوهت الصحيفة بأن "هذا التقارب كلل بزيارة بلينكن إلى المغرب في 29 مارس 2022، حيث جدد الزعيم الأميركي دعمه لخطة الحكم الذاتي المغربية وزار الجزائر أيضا".

وأشارت إلى أن "الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، اعترف بالسيادة المغربية على الصحراء عام 2022، مقابل إقامة الرباط علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".

ويقترح المغرب حكما ذاتيا موسعا في إقليم الصحراء تحت سيادته، بينما تدعو جبهة "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

ونقلت "بوبليكو" عن مصدر في الخارجية الإسبانية أن "من بين الحجج التي استخدمتها الحكومة هذه الأيام لتبرير موقف سانشيز، علنا وسرا، تمثلت في السير على خطى الولايات المتحدة إلى جانب موقف فرنسا أو ألمانيا، والاقتداء بموقفها".

وتابع المصدر: "هل الجميع مخطئون باستثناء إسبانيا؟ الولايات المتحدة تتحرك، ولم يعد ترامب مسؤولا، كما أن بايدن وبلينكن معنا في إطار الأمم المتحدة، فرنسا وألمانيا أيضا". 

وقالت الصحيفة إن "رئاسة الوزراء الإسبانية التي ترفض بشكل قاطع اتهامات الخيانة، تؤكد أنها لم تتخل عن جبهة البوليساريو، فيما يصر المسؤولون الإسبان على أنهم يعملون في إطار القوانين التي تمليها الأمم المتحدة".

وأضافت أن "الحل ليس بأيدي إسبانيا، لكن بإمكانها المشاركة في محاولة للتوصل إلى حل للصراع الصحراوي".

وفي هذا السياق، أشار مندوب البوليساريو في إسبانيا، عبد الله عربي، إلى أن "مدريد تتخذ موقفا أحادي الجانب".

دفعة لسانشيز

في هذا السياق، يستعد رئيس الحكومة سانشيز لرحلته المرتقبة إلى الرباط، حيث سيلتقي بالعاهل المغربي محمد السادس، ويرافقه ألباريس الذي ألغى في 31 مارس 2022 زيارته المقررة للقاء نظيره ناصر بوريطة.

وقالت "بوبليكو" إن "دعوة الملك محمد السادس بالنسبة للحكومة الإسبانية، هي دفعة لسانشيز".

واستدركت موضحة "رغم التبريرات المقدمة من الطرفين، أثارت التحركات المغربية بعض الهواجس لدى الأحزاب السياسية المختلفة".

وأضافت الصحيفة أن "خطط الحكومة الإسبانية تواصل مسارها، ويتمثل الهدف في تحديد خارطة طريق في العلاقات الثنائية، وإنشاء مجموعات عمل مشتركة بين الوزارات حول مواضيع مختلفة، وأيضا، اجتماع رفيع المستوى، الذي كان آخر مناسبة له عام 2015".

وتابعت: "عموما، تريد إسبانيا عكس هذا الوضع بعد لفتة التقارب هذه فيما يتعلق بالصحراء، رغم الانزعاج الذي أثارته لدى الجماعات السياسية الأخرى، جبهة البوليساريو والجزائر". 

وأفادت الصحيفة بأن "اتصال محمد السادس أجبر الحكومة الإسبانية على تغيير كل مخططاتها، من ناحية أخرى، أراد أن يعطي أقصى قدر من الجدية لعمل يضع حدا لأزمة دبلوماسية استمرت 10 أشهر".

واعتبرت أنه "ليس من المستغرب أن ينجح محمد السادس في جعل إسبانيا الدولة الأولى التي تعترف بأن خطة الحكم الذاتي المغربية هي (الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية) لحل نزاع الصحراء". 

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول "من ناحية أخرى، ستتزامن رحلة سانشيز إلى المغرب مع النقاش والتصويت على اقتراح ينتقد تصرفات الحكومة الإسبانية، وتحديدا، ترفض الجماعات اليسارية والقومية في إسبانيا تغيير الحكومة في موقفها بشأن الصحراء".