"لم يعد بديلا".. طلقات روسيا في أوكرانيا تصيب اليمين المتطرف بألمانيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية الضوء على تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على ألمانيا، مؤكدة أنه تسبب في شرخ مؤثر في كبرى الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة المعروفة بدعم أغلب أعضائها لموسكو.

وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتبة "نيكيتا فولوموف"، أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف الذي كثر مؤيدوه في السنوات الأخيرة يشهد حاليا انقساما كبيرا، بسبب اختلاف وجهات النظر بين أعضائه بخصوص الصراع الروسي الأوكراني.

توتر متصاعد

وذكرت الصحيفة الروسية أن انقساما خطيرا يتصاعد في حزب "البديل من أجل ألمانيا"، في ظل وجود رأي يؤكد أن رئيس الحزب "تينو خروبالا" لم يعد مؤهلا لهذا المنصب، على خلفية تصريحات أدلى بها في 27 فبراير/ شباط 2022.

وكان قد دعا خروبالا إلى عدم إلقاء اللوم على جانب واحد فقط فيما يتعلق بالصراع الروسي الأوكراني، وعدم البحث عن متهم واحد، وكذلك "عدم نسيان مساهمة روسيا في ألمانيا وأوروبا".

بالإضافة إلى ذلك، شن خروبالا هجوما على المستشار الألماني "أولاف شولز" ، متهما إياه بإحياء الحرب الباردة. على خلفية قرار الأخير بشراء أسلحة حديثة مقابل 100 مليار يورو، التي يمكن أن تثير سباق تسلح جديدا.

ولاحظت الصحيفة أن الجناحين الغربي والشرقي للحزب يتجادلان باستمرار حول تقييم الأحداث في أوكرانيا، وفي الصيف، سيجتمع الحزب في مؤتمر عام لمناقشة مسألة القيادة المستقبلية له.

وتساءلت، كيف سيعقد الحزب مؤتمرا عاما، وهناك تكهنات حول انقسامه الوشيك؟

وأشارت إلى أن خروبالا البالغ من العمر 46 عاما، تولى منصب الرئيس المشارك لـحزب "البديل من أجل ألمانيا" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.

وكان الحزب يدعم الخطاب الموالي لروسيا لمدة خمس سنوات قبل ذلك، والذي يطالب بالاعتراف بشبه جزيرة القرم على أنها روسية ورفع جميع العقوبات عن موسكو.

ومع صعود "خروبالا" ظل الخطاب كما هو.

أما في الكرملين، فتم الإنصات إلى هذا التعاطف مع الحزب على المستوى الرسمي.

ففي ديسمبر/ كانون الأول 2020، استقبل وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" وفدا حزبيا ألمانيا في موسكو.

وحضر هذا الاجتماع "خروبالا" مع عضو لجنة السياسة الخارجية بالحزب "أرمين بولوس هامبل".

إعادة تقييم

وذكرت الصحيفة أنه بعدما أجبرت العملية الروسية في أوكرانيا العديد من القوى السياسية على إعادة التفكير في موقفها تجاه موسكو ، بدأ حزب "البديل من أجل ألمانيا" بدوره إعادة تقييم سياساته.

ونقلت عن "أرتيوم سوكولوف"، الباحث في مركز الدراسات الأوروبية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، قوله إن أقل ما يمكننا قوله بشأن علاقة حزب "البديل من أجل ألمانيا" مع روسيا بأنها متعاطفة وموثوقة هو أمر قابل للنقاش.

وكذلك الخطاب المؤيد لروسيا داخل الحزب، والموافقة على بعض أفعال الدولة الروسية. فهذه الخطوات كانت بسبب الاصطفاف السياسي الداخلي والرغبة في استخدام العامل الروسي لكسب ثقة بعض الناخبين.

وأضاف"سوكولوف": على الرغم من حقيقة أن ممثلي الحزب اجتمعوا مع "سيرجي لافروف" وأدلوا بتصريحات رنانة، إلا أن هناك جناحا قوميا مؤثرا داخل حزب "البديل من أجل ألمانيا".

وهذا الجناح نشأ حول العضو بالحزب "بيورن هوكه"، ويميل إلى دعم القوميين الأوكرانيين. وبناء على ذلك، فإن هذه الظروف لن تسمح لنا بالكاد بالنظر إلى حزب "البديل من أجل ألمانيا" على أنه شريك محتمل موثوق به.

كما نقلت عن رئيس مركز الدراسات الألمانية في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية "فلاديسلاف بيلوف"، إنه لا يزال هناك أنصار لروسيا في صفوف الحزب. والسؤال المهم هو كم عددهم؟

وأوضح "بيلوف": "بعد الإعلان عن التشكيل الجديد للبرلمان الألماني، أصبح من الواضح أنه سيكون هناك عدد أقل منهم. فماذا سيحدث للحزب مستقبلا؟ سنرى، لكن المؤكد عدم وجود موقف موحد للحزب بشأن الصراع الروسي الأوكراني".

انقسام منتظر

وقالت الصحيفة إن هناك تقييما متفقا عليه لأعمال الجيش الروسي على أراضي أوكرانيا على جدول أعمال الحزب.

ومع ذلك، هناك أسباب كبيرة للانقسام، لا سيما مع تصريحات "هوكه" عن النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست في برلين، والذي يطلق "هوكه" عليه "نصب العار".

وأثارت هذه التصريحات غضبا كبيرا في المجتمع الألماني وبين زملائه من أعضاء الحزب.

وعلق "بيلوف" على ذلك قائلا: الحزب لم يتحد قط. كما لم يكن هناك موقف واحد تجاه روسيا. وهو منقسم منذ فترة طويلة، لأنه يوجد مكان غير رسمي لـ"هوكه" في الحزب.

ويركز هوكه مجهوده على مؤتمر الحزب القادم هذا الصيف، وستتيح نتائجه استخلاص بعض النتائج فيما يتعلق بخط الحزب في العديد من القضايا، بما في ذلك السياسة الخارجية.

ولفتت الصحيفة الروسية إلى أن الانقسام حول قضية أوكرانيا لا يحدث فقط في حزب "البديل من أجل ألمانيا".

فهناك أشخاص وجهات في ألمانيا تحاول اتخاذ موقف متوازن والاهتمام بأسباب النزاع لكن لم تتاح لها الفرصة.

وأضافت أن هناك أقلية في المجتمع الألماني تحاول تفسير هذه الأحداث من الجانب الآخر. فضلا عن دور وسائل الإعلام في تشكيل موقف مناهض لروسيا.