كل السيناريوهات مضرة.. لهذا يجب ألا تؤيد إيران حرب روسيا في أوكرانيا

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدث موقع "إيران دبلوماسي" عن ثلاثة سيناريوهات محتملة لمآلات الحرب بين أوكرانيا وروسيا التي بدأتها موسكو بالغزو في 24 فبراير/شباط 2022 وموقف طهران منها.

ويقول قائد القوات البحرية الأسبق في الجيش الإيراني سجاد كوجكي إنه "قبل فترة انهيار الاتحاد السوفييتي في مطلع التسعينيات، كانت الأمة الروسية محتلة غربيا من الناحية الثقافية".

وأوضح في مقال له بالموقع أن أغلب الشعب الروسي له موقف تجاه الغرب، ولا يميل على الإطلاق إلى حكومة الأقلية. 

وذكر أن المظاهرات استمرت في 53 محافظة في روسيا ضد الحملة العسكرية على أوكرانيا، لتوضح الفجوة العميقة بين الشعب والرئيس فلاديمير بوتين.

وتابع قائلا: الجيش الروسي فاقد لحافز الحرب، وظهر خلالها أن الروح القتالية للقادة، والطاقم العسكري الروسي واضحة للغاية وفي هبوط.

واضطر بوتين إلى أن يستغل مقاتلي الشيشان، بالإضافة إلى الاستعانة بقوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، كما طلب الدعم العسكري من الصين.

ويقول الكاتب: "هذا يظهر قمة العجز واليأس لثاني جيش في العالم في مقابل جيش الزينة الأوكراني الصغير والهزيل".

وأردف: "لو وقعت حروب غير منظمة في أوكرانيا من قبل النازيين الجدد والجماعات السلفية التكفيرية بتمثيل أميركي، سيكون مصير الجيش الروسي مثل فترة احتلاله أفغانستان، ومن ثم سيضطر إلى الانسحاب من كييف خالي الوفاض".

 وهذه ثلاث سيناريوهات مشروحة متوقعة لبوتين والجيش الروسي، وفق ما يوضحها الكاتب.

السيناريوهات المحتملة

السيناريو الأول هو سحب الدب الروسي من مستنقع الحرب. ومن المحتمل خلال هذا السيناريو أن يصل بوتين إلى ما يريده، ويستفيد من الدبلوماسية باعتبارها استكمالا لهدفه، وذلك بتدمير أوكرانيا باعتبارها قاعدة الغرب العسكرية. 

لو تحقق هذا السيناريو، ستحتاج روسيا إلى إيران باعتبارها ورقة للعب مع الغرب؛ لكن ورقتها الرابحة إسرائيل.

ومن حسن الحظ من الناحية الإستراتيجية، أن أهم نقطة للخلاف بين أمريكا وإسرائيل هو موضوع روسيا وأوكرانيا.

ولذلك يتوقع الكاتب أن أميركا وأوروبا لن تعطِي فرصة مثل هذه لإسرائيل (التقارب بينها وبين موسكو).

السيناريو الثاني يتمثل في الغوص بمستنقع الحرب. هذا السيناريو يعطي فرصة للغرب، حتى تستحدث مجالا للتغيير من الداخل، مما يزعج بوتين على الدوام، ويضعه في صف القائد الثاني للاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين وأول رئيس للاتحاد الروسي بوريس يلتسن في الإطار التاريخي نفسه.

في حال تحقق السيناريو الثاني، سنرى أضرارا كثيرة؛ لأننا سنوضع تحت ضغط الغرب وإسرائيل كما هو الحال مع روسيا، وسنكون دولة مثل الضحية تسعى نحو طريق الهروب من الصيادين المفترسين. وحقيقة الأمر أن هذا تحذير جاد لمسؤولي الدفاع، والأمن، والعسكر، والدبلوماسية الإيرانية.

  وفي مثل هذه الأوضاع، اتخاذ القرار بالنسبة لأشخاص ليس لديهم تجربة دبلوماسية معقدة، هو لعب بكروت المصالح الوطنية، وفقا لما ذكره الكاتب.

السيناريو الثالث هو الحرب المدمرة التي يمكن أن تنطلق وتصل شرارتها إلى بقاع العالم الأخرى، وفي تلك الحالة فإن مصير القائد النازي أدولف هتلر أكثر احتمالية بالنسبة لبوتين، وحتى أميركا وأوروبا.

السيناريو الثالث كذلك مثل الثاني يختلف قليلا في أننا في تلك الحالة نستطيع بالكاد أن نظل على الحياد، وسواء شئنا أم أبينا سيجرى سحبنا إلى ساحة النزاع، ولن يكون لنا دور في إدارته.

وضع إيران

وللأسف، فإن أكثر بقاع العالم تضررا من السيناريوهات الثلاثة المطروحة، ومن سوء الحظ الجغرافي والإستراتيجي، هي إيران التي تستقر في مركز سائر الصراعات العالمية، وفق تقدير الكاتب.

 وفي مثل هذه الظروف فإن الحفاظ على النظام من أوجب الواجبات، كما رأى.

وقال الكاتب: "يجب أن نحتاط بشدة، وأن لا نصبح جسرا لنصر أميركا والغرب، وغيرها، مثل الدولة البهلوية الأولى (التي أسقطتها ثورة الخميني)".

الآن ومع كل هذه الأمور الشيء الذي يمكن أن يوجد في أولوية سياستنا الخارجية أولا الحذر من مصاحبة ومساندة استمرار الحرب، وفق الكاتب.

ثانيا متابعة وفهم هذا الموضوع من قبل طرفي النزاع حيث إن لدى إيران سياسة فعالة مبنية على تحقق السلام والاستقرار.

والنقطة الثالثة الضرورية إنهاء التصريحات التي يطلقها غير المختصين والأفراد غير المسؤولين، وعرض وجهة نظر واحدة من قبل أصحاب العلاقة.

بالإضافة إلى طلب المساعدة من الخبراء ووسائل الإعلام حول كيفية ترتيب الموقف الإيران، وفق ما يقول الكاتب. 

وربما آخر شيء يجب فعله هو تبني رؤية وخطة محكمة لمواجهة هذه السيناريوهات، بحسب تقديره.