"ظهور مفبرك".. موقع إيطالي يفسر سبب غياب وزير دفاع روسيا عن المشهد

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع إيطالي الضوء على الشكوك الدائرة بشأن الاختفاء الغريب عن المشهد لكل من وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف، رغم تواصل الحرب على أوكرانيا التي أطلقتها موسكو منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وذكر موقع "إنسايد أوفر" أن المقطع المصور الذي ظهر فيه شويغو قبل أسبوع زاد من هذه الشكوك، نظرا لعوامل تقنية تشير إلى أن الفيديو قد يكون مفبركا، لوضع حد لهذه التكهنات.

غياب مقلق

وقال الموقع إيطالي إنه بعد مرور أكثر من شهر من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا والذي كان من المفترض أن ينتهي في غضون أسبوعين، تكاثرت أسئلة مراقبين حول أسباب اختفاء شويغو وغيراسيموف عن المشهد.

وأوضح أن العديد من الشكوك تحوم حول اختفاء المسؤولين العسكريين الكبيرين وتطرح فرضيات وتكهنات حول الأسباب، بعضها يتعلق بالخيانة وكذلك بموقف قد يكون معارضا لخيار الهجوم العسكري الحالي.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست أخيرا، أن المحاولات المتكررة من قبل كبار القادة العسكريين الأميركيين للتحدث مع نظرائهم الروس باءت بالفشل بعد أن رفضتها موسكو.

وذكرت الصحيفة الأميركية أنه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حاول وزير الدفاع لويد أوستن والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الاتصال بشويغو وغيراسيموف، لكن الروس "لم يقبلوا حتى الآن"، وفق ما قاله المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي.

وأفاد الموقع الإيطالي بأن موسكو وواشنطن لديهما قناة اتصال مباشر تهدف إلى تجنب الصراع والارتباك وذلك من خلال الحفاظ على الاتصال المباشر بين كبار القادة العسكريين.

ولفت إلى أن عدم استخدام هذ الخط بين القوتين النوويتين قد يؤدي إلى خطر التصعيد غير المتحكم والمرغوب فيه، بسبب طبيعة الحرب الدائرة في مناطق تقترب فيها القوات العسكرية الروسية كثيرا من قوات الناتو.

وأوضح أنه سيناريو من شأنه أن يؤدي إلى ارتكاب أخطاء حسابية، بسبب عوامل مختلفة مثل صعوبات تحديد الهوية أو ببساطة للضغط النفسي الذي يمكن أن يتعرض له قائد وحدة بحرية واحدة أو طيار مقاتل.

ورأى أن محاولات الاتصال التي قام بها أوستن وميلي لها هدف مختلف جوهريا عن قناة التواصل المذكورة وإنما يتعلق الأمر "بالحاجة إلى توضيح النشاط الإستراتيجي، أو تحديد المصالح الأميركية بوضوح وفهم نظيرتها الروسية بشكل أفضل".

تواصل ضعيف

ولفت الموقع إلى أن الاتصالات بين الولايات المتحدة وروسيا كانت أضعف بكثير في بداية الحرب مما كانت عليه في الأسابيع الأخيرة.

إذ التقى سفير الولايات المتحدة لدى روسيا، جون سوليفان، بشكل متكرر مع مسؤولين روس وأجرى معهم مكالمات هاتفية.

بدوره، تحدث مستشار الرئيس جو بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، مع نظيره نيكولاي باتروشيف قبل أيام قليلة للمرة الأولى منذ بدء الصراع.

كما اجتمع بعض الضباط العسكريين الأميركيين والروس قبل أسبوع في وزارة الدفاع الروسية للمرة الأولى، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.

ووفقا لبعض المحللين، قد يكون أبرز قائدين عسكريين روسيين قد رفضا التواصل مع نظرائهم الأميركيين في انتظار موافقة الرئيس بوتين نظرا للرهان الكبير للصراع.

ويعتقد البعض الآخر أن لهجة الرئيس بايدن الحادة التي تتضح من وصفه لنظيره الروسي بأنه "مجرم حرب"، قد تدفع موسكو إلى اعتبار واشنطن غير موثوقة لأن هذه التصريحات قد تخفي رغبة في تغيير النظام في موسكو.

وعلق الموقع الإيطالي بأن هذا التفسير محتمل ومزعج إلى حد ما.

وأضاف أن هناك حقيقة أكثر إثارة للقلق وهي عدم وجود أخبار عن الجنرال غيراسيموف وكذلك عن شويغو منذ عشرة أيام على الأقل.

وذكرت وكالة تاس الروسية الرسمية، أن رئيس الأركان ناقش في 12 مارس / آذار 2022، "المسائل ذات الاهتمام المشترك في محادثة هاتفية مع نظيره التركي يشار غولر" قبل أن يختفي من المشهد العام.

وقبل ذلك، بحث غيراسيموف مع نظيره الفرنسي، الجنرال تييري بوركارد تطورات الوضع في أوكرانيا خلال مكالمة هاتفية في 4 مارس.

بينما شوهد وزير الدفاع الروسي آخر مرة علنا في 11 مارس، على الرغم من أن الكرملين صرح على موقعه في 18 مارس،  أن شويغو كان حاضرا أيضا في اجتماع بين بوتين وأعضاء مجلس الأمن  لمناقشة تقدم "العملية الخاصة في أوكرانيا".

بينما لا تزال تحوم الشكوك حول مصيره خصوصا مع عدم نشر صور أو مقاطع فيديو لذلك الاجتماع.

احتمالات عديدة

وتزعم بعض الشائعات أن شويغو مريض ويعاني من مشاكل في القلب، والبعض الآخر يذهب إلى أبعد من ذلك ويتحدث عن اعتقاله بتهمة الخيانة.

وتابع الموقع الإيطالي أن الشكوك لا تزال قائمة على الرغم من أنه في صباح 25 مارس، التقى الوزير مرة أخرى مع الرئيس بوتين في اجتماع عبر الفيديو أذاعه الكرملين.

ويشير البعض إلى أن الثواني الأربع الأولى والأخيرة من اللقطات متطابقة، ما يثير الشكوك حول أن الفيديو تمت فبركته لوضع حد للعديد من التساؤلات والتكهنات حول مصيره.

كما تكثفت أيضا الشكوك حول مصير رئيس الأركان خصوصا مع ما كشفت عنه "مصادر أوكرانية" عن إقالته من قيادة العملية العسكرية في أوكرانيا في اليوم التالي لبداية الحرب.

وفي 27 فبراير 2022، ظهر غيراسيموف مع شويغو في اتصال فيديو قصير جدا مع الرئيس بوتين أمر خلاله بوضع  قوات الردع النووي في حالة التأهب.

وبحسب الموقع الإيطالي، غيراسيموف ليس فقط رئيس أركان الدفاع، وهو دور مهم للغاية في حد ذاته، لكنه أيضا من اخترع مفهوم الحرب الهجينة الغربية، وقام بتحديثها للأغراض الروسية، ووضعها موضع التنفيذ في عام 2014 أثناء الانقلاب في شبه جزيرة القرم ودونباس.

على أساس هذه الاعتبارات، يضع الموقع فرضيات حول اختفاء الجنرال غيراسيموف، وكذلك شخصيات بارزة أخرى في الدبلوماسية، وأجهزة الأمن، والبيئة العسكرية، اشتركت في معارضتها للتدخل المسلح في أوكرانيا وكانت تفضل تكتيكا "ناعما" طويل المدى لتغيير النظام في كييف.

في المقابل، ظن الكرملين أنه لا يملك المزيد من الوقت لبدء عملية مماثلة لتلك التي نفذت في 2014، نظرا للظروف الداخلية المتغيرة في أوكرانيا حيث لم تكن المشاعر المناهضة لروسيا تسمح بتنفيذ دعاية ومعلومات مضللة لزعزعة استقرار البلاد من الداخل.

  وكذلك بسبب زيادة إمدادات الأسلحة من الغرب والتي كان من الممكن وصولها أيضا في المستقبل القريب لبدء عملية عسكرية في كييف تهدف إلى استعادة دونباس وربما أيضا شبه جزيرة القرم.

وأكد الموقع الإيطالي أنه من شأن هذه القراءة أن تفسر سبب إبقاء الجنرال غيراسيموف  ووزير الدفاع شويغو، على هامش الصورة الإعلامية المتعلقة بالنزاع في أوكرانيا.