فرنسا تعاني أزمة غذاء.. وصحيفة روسية تتوقع بأن "يزداد الأمر سوءا" حول العالم

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة روسية، الضوء على إحدى العواقب الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي أزمة نقص الغذاء في العالم، في ظل دعوات العديد من السياسيين والخبراء لوقف الصراع المسلح.

وقالت صحيفة "غازيتا دوت رو" في مقال للكاتب، ليونيد تسفيتاييف، إن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن عن مرور بلاده بأزمة نقص الغذاء حاليا، وستتفاقم هذه الأزمة خلال العام والنصف المقبلين".

وأضاف ليونيد أن "بلدان المغرب العربي وإفريقيا والشرق الأوسط سيواجهون أزمة في الغذاء بشكل أكبر بكثير من فرنسا، وهذا ما أعلنه أيضا ماكرون في بيانه".

وأشار إلى أن "العالم كله يحاول اليوم وقف الصراع الروسي الأوكراني لما يسببه من أزمات يعاني منها العالم بأسره، وليس فقط روسيا وأوكرانيا، حيث أثر الصراع على الكثير من الصادرات التي تعتمد عليها العديد من الدول بما في ذلك فرنسا".

إمدادات تتدهور

وحسب ما ذكره الكاتب ليونيد، فإن" ماكرون حذر مرة أخرى من أزمة غذائية مقبلة، وهو نفسه الذي اقترح سابقا إدخال فحص الغذاء (اختيار وتحديد كمية العينة وتوزيعها وفق أماكنها المتوقعة) للأسر الفقيرة في فرنسا".

وشدد ماكرون على أن "وضع الإمدادات الغذائية يتدهور بالفعل، وسيصبح أكثر صعوبة في غضون عام ونصف العام".

من جانبها، أعلنت محطة الراديو الفرنسية "فرانس بلو" أن "ماكرون لم يستبعد إمكانية إجراء فحوصات غذائية في فرنسا بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية".

وقال ماكرون "أريد إنشاء برنامج فحص الطعام لمساعدة الأسر الفقيرة والطبقة الوسطى بما يتناسب مع هذه الأزمة الجديدة"، مشددا على أن باريس "ستسعى إلى إجابة مناسبة من أوروبا لهذا الوضع".

فيما أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق عن تعطل إمدادات الذرة والقمح والزيت النباتي.

ووفق ليونيد، فإن "الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حذر من أن العالم يواجه خطر المجاعة، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وارتفاع أسعار الغذاء والأسمدة والطاقة".

واعتبر غوتيريش، في تصريحات للصحفيين خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن "سكان أوكرانيا يعانون الجحيم على الأرض، والعواقب محسوسة في جميع أنحاء العالم".

وأكد أن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة والأسمدة يهدد بانفجار الجوع العالمي".

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن "الأحداث في أوكرانيا تتداخل مع الصدمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا".

وقال غوتيريش: "حسبناها بكل المقاييس، حتى بالحسابات الأكثر ذكاء، فقد حان الوقت لوقف الأعمال العدائية وإعطاء فرصة للسلام".

مجاعة رهيبة

وعلق ليونيد، في مقاله بأن الرئيس الأوكراني زيلينسكي قال في 22 مارس 2022 خلال كلمة تقنية "فيديو كونفرانس" مع البرلمان الإيطالي، إن "إحدى عواقب ما يحدث لنا قد يكون نقص الغذاء، بما أنه لن يكون هناك بذر في البلاد".

وتابع: "نتحدث بشكل خاص عن تعطل إمدادات الذرة والقمح والزيت النباتي، وحاليا الأسعار آخذة في الارتفاع بالفعل، أي هناك عشرات الملايين من الناس الذين سيأتون لطلب المساعدة عند شواطئكم، وهناك إشارة كبيرة تقول إنها مجاعة رهيبة".

من جانبه، أوضح ليونيد أن "روسيا تتصدر القائمة من حيث صادرات القمح، وهي 17 بالمئة من الصادرات العالمية، وتحتل أيضا المرتبة الثانية بين إمدادات عباد الشمس، حيث يتم إرسال كميات كبيرة من الإنتاج (على سبيل المثال 40 بالمئة من صادرات القمح) إلى إفريقيا والشرق الأوسط".

وتحتل أوكرانيا المرتبة الخامسة في صادرات القمح، وهي 10 بالمئة من السوق العالمية، بالإضافة إلى ذلك، توفر 15 بالمئة من صادرات الذرة العالمية.

وحسب ليويند فإن صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلت عن رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، جيلبرت هونغبو، قوله "نحن قلقون للغاية من أن الصراع الذي طال أمده في أوكرانيا يمكن أن يحد من إمدادات العالم من المحاصيل الأساسية، مثل القمح والذرة وزيت عباد الشمس، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمجاعة".

ولفت رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، إلى أن "هذا قد يعرض الأمن الغذائي العالمي للخطر ويزيد التوترات الجيوسياسية".

وختم هونغبو حديثه بالقول إن "واحدا من بين كل عشرة أشخاص على كوكب الأرض يعاني من نقص الغذاء، وقد أدت جائحة كورونا إلى تفاقم الوضع، وتعطيل الأسواق وشبكات النقل وزيادة عدد الفقراء".