في منتدى أنطاليا التركي.. هكذا كشف أمير خان متقي وجها جديدا لطالبان

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلط "مركز أنقرة لدراسة السياسات والأزمات" التركي، الضوء على تأكيد وزير الخارجية بحكومة طالبان في أفغانستان، أمير خان متقي، على أن الحركة أوفت بجميع شروط اعتراف المجتمع الدولي بسلطتها السياسية في البلاد.

وذكر الموقع في مقال للكاتب الأفغاني أحمد خان دولتيار، أن متقي وجه خلال مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي بين 11 - 13 مارس/ آذار 2022، رسائل مهمة للدول الغربية، على أمل تجاوب المجتمع الدولي معه.

طريق الدبلوماسية

وأوضح المركز أن متقي التقى بممثلي عديد من الدول والمنظمات الدولية في إطار منتدى أنطاليا الدبلوماسي وتحدث في جلسة "أفغانستان.. كيف يمكن التعامل مع الحقائق الجديدة؟".

ووجه متقي خلال لقاءاته رسائل مهمة، بينها حديثه  عن أن الزعيم المؤسس لحركة طالبان الملا محمد عمر أكد تأييده للدبلوماسية بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، بينما الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) اختارا الحرب وغزو أفغانستان رغم ذلك.

وقال متقي: "يجب أن تكون الدبلوماسية وسيلة لإيقاف الحرب أكثر منها أداة لإضفاء الشرعية على الحرب" مؤكدا أن الدبلوماسية لعبت دورا مهما في سيطرة طالبان على أفغانستان مرة أخرى في أغسطس/ آب 2021.

وشدد وزير خارجية طالبان إنهم كانوا على حق في مقاومة الاحتلال وأن الولايات المتحدة اضطرت لاختيار الدبلوماسية لذلك.

وبحسب متقي، كان ذلك أيضا السبب خلف توقيع الولايات المتحدة اتفاق الدوحة في 29 فبراير/ شباط 2020 وانسحابها من أفغانستان في 31 أغسطس 2021.

وذكر متقي في حديثه أن الولايات المتحدة كانت السبب خلف الحرب التي استمرت 20 عاما، وأن كونهم على حق هو ما مكنهم من بسط حكمهم على أفغانستان مرة أخرى.

ولفت المركز إلى أنه يتضح من هذه التصريحات، أن طالبان تريد القول إنهم ليسوا معتدين بل في موقف دفاعي.

وأشار إلى أن متقي لم يقف هنا، بل وجه خطابه إلى المجتمع الدولي أيضا الذي يطالب بتشكيل حكومة تعددية واحترام حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة، وقطع طالبان علاقاتها بالمنظمات الإرهابية للاعتراف بحكومتها.

وردا على هذه المطالب، قال متقي إن حكومة طالبان تتضمن عاملين من جميع الهويات العرقية ومن جميع مناطق أفغانستان.

وأضاف أن هناك 500 ألف موظف لا يزالون يتابعون العمل في وظائفهم حتى بعد سقوط الحكومة السابقة.

الحوار بدل القتال

كما شدد متقي على أن حكومة الحركة شاملة مع أن السلطات التي تصل إلى السلطة بالثورات لا تسمح بوجود المعارضين في كوادرها.

وعن حقوق المرأة، قال متقي إن المرأة العاملة في القطاع العام تحصل على راتبها، وأن الجامعات فتحت أبوابها أمام الفتيات، وأنه سيتم فتح المدارس أيضا أمامهن قريبا، في إشارة إلى أنه ليس هناك قيود مفروضة خارج تلك الموجودة في التعاليم الإسلامية.

أما عن محاربة الإرهاب، فقال متقي إن طالبان تمكنت من تحييد تنظيم الدولة خلال وقت قصير مع أن قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مجتمعة لم تتمكن من تحييدها في إمارة خراسان.

وأكد المركز أنه بالنظر إلى جميع التصريحات، يمكن القول إن متقي قال ما مفاده أن طالبان أوفت بجميع شروط الاعتراف بها.

وعلى الناحية الأخرى، حملت كلمات متقي رسائل إلى دول المنطقة أيضا، وفق المركز التركي.

وقال وزير خارجية طالبان إن "أفغانستان قلب آسيا، وإذا لحق الضعف بهذا البلد، فإن العالم كله سيكون عرضة للخطر، خاصة دول المنطقة".

وأكد متقي أن أراضي أفغانستان لن تستخدم ضد أحد وأن على دول الجوار أن تتخلى عن سياستها الرامية لإضعاف حكومة طالبان.

وقال إن دول المنطقة ستكون الأكثر تضررا من مشاكل أفغانستان، مسلطا الضوء على الحاجة إلى عمل مشترك.

وبحسب متقي، ستعاني المنطقة بأسرها من مشاكل الإرهاب والهجرة في حال تعمق انعدام الاستقرار في أفغانستان.

كما استعرض متقي ما اعتبرها نجاحات حركة طالبان، مشيرا إلى أن النظام السابق كان غارقا حتى أذنيه في الفساد.

وقال إن طالبان تمكنت من إنشاء ميزانية للدولة بوسائلها الخاصة وأنقذت اقتصاد البلاد من الانهيار، رغم توقف المساعدات الخارجية وتجميد الاحتياطيات الأفغانية.

سياسة داخلية وخارجية

كما ذكر متقي أن طالبان ضمنت الأمن في جميع أنحاء البلاد ووضعت حدا للفساد والجماعات المسلحة المحلية، وأنه لذلك تماما، تحتاج أفغانستان حاليا بيئة آمنة ومستقرة أكثر منها حكومة شاملة وتعددية.

أما في رسالته إلى المعارضة، فقال إن طالبان متسامحة وذكر أنهم يحاولون جعل الحكومة أكثر شمولية من خلال إجراء إصلاحات مختلفة.

وتحدث متقي عن سياسة طالبان الخارجية، وقال إن مقاربتهم كحومة طالبان تعتمد على مبدأ الحياد، وإنهم لا يرغبون في أن تتحول أفغانستان إلى ساحة تتصارع وتتنافس عليها القوى العالمية.

كما عبر عن رغبتهم في أن تكون أفغانستان ممرا للتجارة والنقل بحيث تربط بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا والشرق الأوسط.

وأكد أن حكومة طالبان منفتحة على علاقات التعاون بما يتماشى مع نموذج رابح رابح، دون أن تكون جزءا من صراعات القوى الإقليمية والعالمية.

ومعرجا أثناء حديثه على الوضع الاقتصادي للبلاد، قال متقي إنه لم تنفذ استثمارات كبيرة في البنية التحتية في أفغانستان خلال الـ20 عاما الأخيرة بسبب الاحتلال وعبر عن حاجتهم للدعم في هذا المجال.

ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولية إنشاء أفغانستان مكتفية ذاتيا، وعبر عن توقعاته بأن يضغط المجتمع الدولي للإفراج عن الاحتياطيات الوطنية لأفغانستان.

وأشار المركز التركي إلى أنه بالنظر إلى تصريحات متقي ورسائله في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، يتضح أن طالبان تدرك قوة المجتمع الدولي.

الأمر الذي يفسر حرصها على ألا تبقى معزولة عنه من خلال المشاركة في الفعاليات والأنشطة الدبلوماسية.

وهكذا يمكن لمسؤولي طالبان أن ينقلوا من خلال مثل هذه الأنشطة الدبلوماسية مطالبهم وتوقعاتهم، ويفهمون بشكل أفضل ما هو منتظر منهم.

وبعبارة أخرى، تفضل طالبان الجديدة الجلوس على طاولة الحوار مع المجتمع الدولي على عكس ما كانت عليه في التسعينيات.