معهد عبري: شهر رمضان سيكون اختبارا حقيقيا للتهدئة مع الفلسطينيين

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تخشى مؤسسة الجيش الإسرائيلي من اندلاع موجة من الهجمات في الأسابيع المقبلة بعد العملية الفدائية في بئر السبع التي قد تمتد إلى المدن المحتلة مع حلول شهر رمضان.

ويقول مسؤولون أمنيون في إسرائيل إن الاختبار التالي للفصائل الفلسطينية في "يوم الأرض" نهاية مارس/آذار 2022.

فقدان السيطرة

وأشار المركز المقدسي الأورشليمي (عبري) أن الشرطة الإسرائيلية ستزيد من انتشار قواتها وترفع مستوى اليقظة في أماكن مختلفة في إسرائيل بعد العملية التي وقعت في بئر السبع في 22 مارس.

ونتج عن العملية المزدوجة (دعس وطعن) التي نفذها الأسير المحرر محمد غالب أبو القيعان من سكان قرية حوارة في النقب جنوب فلسطين المحتلة، مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين. 

وفوجئ مسؤولو الأمن الإسرائيلي بالهجوم، حيث كان تركيزهم بشكل أساسي على القدس في الفترة الحالية التي تسبق شهر رمضان.

ويرى المركز العبري أن مصدر القلق الرئيس هو أن الهجوم قد يقلده الفلسطينيون في شرق القدس والأراضي المحتلة، على الرغم من أنه كان من قبل شخص منفرد يعيش في النقب.

إلا أن الهجوم المروع يعكس فقدان الحكم في النقب، وتقع المسؤولية عن ذلك على عاتق الحكومات الإسرائيلية، وفق المركز.

وبين بالقول: "الآن يجب على الحكومة الحالية إعادة الحكم والسيطرة إلى النقب واستعادة الردع، وتخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من موجة هجمات فردية كما حدث عام 2016 وتستعد لمنعها".

وأشار المحلل الأمني الإسرائيلي يوني بن مناحيم إلى أنه يجب تعزيز التعاون الأمني ​​بين جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك " والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

وتخشى السلطة أن يؤدي الهجوم الفدائي إلى إلغاء التنازلات التي خططت إسرائيل لمنحها للمواطنين في الفترة التي تسبق شهر رمضان.

ورحبت حركتا المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي بالهجوم الذي جاء في الذكرى الثامنة عشر لاغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة الأولى.

ويتناسب الهجوم بشكل جيد مع اتجاه منظمة حماس في إحماء جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع فلسطينيي الداخل من أجل إحداث انتفاضة ضد إسرائيل قبل الذكرى السنوية الأولى لعملية حارس الأسوار (معركة سيف القدس مايو/أيار 2021).

وتواجه مؤسسة الجيش الإسرائيلي أسابيع صعبة من الناحية الأمنية بسبب بعض الأحداث المتوقعة وكذلك التواريخ وأبرزها يوم الأرض إضافة إلى شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي حيث سيكون هناك تركيز أمني على الحرم القدسي، عدا عن ذكرى "سيف القدس".

هدوء نسبي

ونوه المحلل الإسرائيلي إلى أنه مر عام تقريبا على الحرب الأخيرة في قطاع غزة التي فرضتها حماس على إسرائيل ردا على الأحداث في شرق القدس.

ويبدو أنه ساد هدوء مؤقت في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، كما وصل السفير القطري أخيرا لتوزيع المنحة المالية الشهرية على السكان هناك.

وانتشرت شائعات في المناطق الفلسطينية بأن حماس وإسرائيل قد توصلتا إلى اتفاق سري على وقف مؤقت لإطلاق النار لكن الطرفين ينفيان ذلك.

ووصلت الاتصالات المصرية من أجل تحقيق وقف إطلاق نار طويل الأمد وصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس إلى طريق مسدود.

ولفت المحلل الأمني ابن مناحيم إلى أن قرار المحكمة الإسرائيلية بعدم إجلاء العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح حتى صدور الحكم النهائي في الموضوع، هدأ من الأوضاع قليلا.

لكن تتزايد اليقظة قبل شهر رمضان الذي سيبدأ مطلع أبريل/نيسان، "فلدى إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية مصلحة مشتركة في الحفاظ على الهدوء في القدس والضفة الغربية خلال ذلك الوقت".

ودعا ملك الأردن عبد الله الثاني وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى زيارة عمان لمناقشة تهدئة الوضع في الحرم القدسي خلال الشهر الكريم للمسلمين.

ومن المقرر أن يزور العاهل الأردني رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "لبحث سبل منع حوادث العنف في القدس".

وتعمل مصر أيضا مع حماس والجهاد الإسلامي لتحقيق التهدئة، في وقت تسمح إسرائيل لآلاف العمال من قطاع غزة بالدخول إليها يوميا.

 فالعمل في إسرائيل يجلب الأموال إلى قطاع غزة وفي الوقت نفسه تحرص حماس على عدم إحداث تصعيد على الحدود، وفق المحلل.

وحتى في ذروة التوترات الأخيرة بحي الشيخ جراح، أرسلت حماس تحذيرات لإسرائيل من خلال المخابرات المصرية لكنها أبدت ضبط النفس وامتنعت عن تطبيق معادلة "غزة - القدس" التي تعهدت بها في العام 2021.

وتساءل المحلل ابن مناحيم، هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟ زاعما أن حماس تشير إلى أنها ستكون الحاكم الوحيد لقطاع غزة لفترة طويلة قادمة في وقت أسس محمود عباس حقائق جديدة ووزع الأدوار الرئيسة على شركائه في الضفة الغربية.

الاختبار القادم

في هذا الوقت، أنشأ في قطاع غزة هيئة جديدة من جميع الفصائل لحماية فلسطينيي الداخل كدرس من معركة سيف القدس.

وتحاول المنظمات الفلسطينية التي تقودها حماس أيضا تقديم نفسها على أنها مدافعة عن فلسطينيي الداخل، وتعمل على إثارة الوسط العربي في إسرائيل للانفتاح والاندماج مع الحوادث مثلما حدث في مايو 2021، وفق المحلل.

ويرى ابن مناحيم أن الوضع متوتر بشكل خاص في النقب على خلفية العملية الفدائية الأخيرة، وبعد استشهاد مواطن من عرب 48 من مدينة رهط (جنوب) خلال مارس.

ودعا البدو في النقب إلى تصعيد نضالهم ضد إسرائيل من أجل "منع التهويد وترسيخ الهوية الفلسطينية العربية في الأرض المحتلة".

وتتضارب المعلومات حاليا حول نية الفصائل الفلسطينية تنظيم نشاط احتجاجي على حدود غزة في ذكرى "يوم الأرض".

وإذا تحقق ذلك فمن المؤكد أنه سيستأنف "العنف" من قطاع غزة بعد الهدوء النسبي، بحسب تقدير المحلل الإسرائيلي.

وحذر ابن مناحيم من الدخول في الأوهام، "فحتى الهدوء النسبي في قطاع غزة لا ينذر بما هو متوقع فيما بعد".

إذ يقول إن حماس "تواصل حشدها العسكري وترميم البنية التحتية العسكرية التي تضررت خلال عملية حارس الأسوار، وفي الوقت نفسه تطور طائرات بدون طيار وصواريخ جديدة على المدى الطويل وبشكل أكثر دقة".

ويرى أن جولة القتال القادمة هي مسألة وقت فقط، وقد تفهم حماس أن العالم كله منخرط حاليا في الحرب في أوكرانيا وأن هذا ليس الوقت المناسب لهم، وفق تقديره.

وخلص ابن مناحيم في نهاية مقالته إلى القول: "لا أفق سياسي في قنوات التفاوض الإسرائيلية الفلسطينية ولا مبادرة جادة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وحماس تتصرف وفقا لمصالحها".

وأردف: "في الوقت الحالي يبدو أن الحرب في أوكرانيا وعملية إعادة تأهيل القطاع بمساعدة مصر تساهم في استمرار حالة التهدئة، لكن الأمور ربما تتغير".