Tuesday 19 March, 2024

صحيفة الاستقلال

إيطاليا تعمق جسور التواصل مع إفريقيا لاستيراد الطاقة.. ما احتمالات نجاحها؟

منذ 2022/03/26 10:03:00 | ترجمات الإیطالیة
الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في سلسلة من الاضطرابات بسوق الطاقة
حجم الخط

أكدت مجلة إيطالية أن روما تسارع الخطى لتحقيق استقلالية في إمدادات الطاقة عن موسكو وذلك بعد أن توجه وزير خارجيتها لويجي دي مايو، والرئيس التنفيذي لمجموعة إيني للطاقة الإيطالية كلاوديو ديسكالزي، خلال مارس/آذار 2022، نحو العاصمة الموزمبيقية مابوتو.

أشارت مجلة فورميكي إلى أن موزمبيق ستكون من بين الدول التي ستزيد إمدادات الطاقة لإيطاليا والتي ستوفر الدعم للمبادرة السياسية التي تسعى من خلالها حكومة ماريو دراغي إلى الاستقلال الطموح عن روسيا كمورد رئيس لموارد الطاقة الخام. 

خطة إيطاليا

وأوضحت المجلة أن الخطة الإيطالية تسير بالتوازي مع المطالبة بالتدخل الأوروبي لتخفيف آثار الصراع على الطاقة، والتي تؤثر بشكل مباشر على ارتفاع الأسعار بالنسبة للمواطنين والشركات.

أوردت أن وزير الخارجية دي مايو كان قد أعلن أن مابوتو تعد جزءا من الخطة الإيطالية التي أصبحت ضرورية ولا غنى عنها منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، وذلك لأسباب عملية كالزيادة في أسعار النفط والغاز وضرورة تنويع مصادر التوريد.

 وكذلك في إطار رد الفعل الأخلاقي والسياسي على غزو أوكرانيا وذلك من خلال قطع الجسور مع موسكو، على حد تعبيرها.

وكان دي مايو قد أوضح في إحدى الندوات أن "الصراع الروسي الأوكراني يضخم المشاكل الموجودة بالفعل، بما في ذلك زيادة تكاليف الطاقة واختلال سلاسل الخدمات اللوجستية العالمية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تباطؤ التعافي العالمي". 

وتأتي زيارة الوزير الإيطالي لموزمبيق بعد زيارة كان قد أداها في الآونة الأخيرة إلى الجزائر وقطر والكونغو وأنغولا على رأس وفد ضم دائما كلوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" العملاقة للطاقة التي تملك علاقات عميقة في هذه المناطق، وفق قول المجلة.

وكان دي مايو قد صرح عقب لقائه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال زيارته في 28 فبراير إلى العاصمة الجزائر: "رافقني الرئيس التنفيذي لشركة إيني، وهذا يؤكد التزامنا التام للتفاوض بشأن كميات إضافية من الغاز وتجسيدها في أقرب الآجال".

وأضاف الوزير في فيديو نشره حساب السفارة الإيطالية بالجزائر بموقع فيسبوك: "تحدثنا مع وزير الخارجية رمطان لعمامرة أيضا بشأن زيادة وتطوير إنتاج الطاقات المتجددة على غرار الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر".

وصرح رئيس الدبلوماسية الإيطالية بمناسبة زيارته إلى موزمبيق "كما حدث بالفعل مع الجزائر وقطر والكونغو وأنغولا، فإننا نواصل توطيد علاقات الطاقة، من أجل الاستقلال عن الغاز الروسي وحماية العائلات والشركات الإيطالية". 

وأضاف دي مايو: "إيطاليا تطلب من الاتحاد الأوروبي التدخل لتحديد الحد الأقصى لسعر الغاز، وتخفيف تكاليف الطاقة وإنشاء صندوق تعويضي للدول الأعضاء".

وذكرت فورميكي أن حكومة ماريو دراغي اتخذت في 18 مارس أول إجراءات ملموسة لخفض تكاليف البنزين خلال انعقاد مجلس الوزراء.

أكدت المجلة أنه يمكن أن تكون إفريقيا مصدرا مهما لتنويع مصادر الطاقة بالنسبة لأوروبا خاصة بالنسبة لبلدان مثل إيطاليا، المرتبطة جغرافيا من النواحي الجيوسياسية والاقتصادية والتجارية بهذه المنطقة التي تعد "إيني" لاعبا رئيسا فيها. 

واستدركت بالقول: "هناك نقاط ضعف في الخطة الإيطالية لتنويع مصادر التزود بالطاقة تكمن إلى حد كبير في التقنيات التي سيجرى تحديثها في محطات الإنتاج غير القادرة حاليا على تلبية المزيد من الطلب". 

وتابعت بأن ذلك "سيتطلب المزيد من الاستثمارات المعقدة بسبب السياق الأمني ​​المتدهور في مناطق معينة".

اضطرابات ومحاولات

في هذا الصدد، ذكرت بأنه في محافظة كابو ديلجادو الشمالية، التي تحتوي على احتياطات طاقية ضخمة، تعاني موزمبيق من مشاكل أمنية عميقة تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الأكثر تعقيدا في إفريقيا وذلك نتيجة الهجمات المسلحة التي تنفذها جماعات متطرفة والتي تسببت في نزوح أكثر من 700 ألف شخص.

لفتت المجلة إلى أن التمرد في المنطقة مستمر منذ أربع سنوات فيما تبدو القوات العسكرية المحلية غير قادرة على مواجهة الجماعات المسلحة. 

وأشارت إلى أن مسألة الأمن والوضع هناك جرى تناولها في اجتماع التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة، حيث كان التداخل بين تنامي وجود الجماعات المسلحة والمخاطر على التنمية الإفريقية وكذلك التعاون بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي على رأس جدول أعمال القمة التي انعقدت في مارس 2021.

أردفت المجلة بأن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في سلسلة من الاضطرابات في كل من سوق الطاقة وفي المجال الأوسع للعلاقات الدولية. 

ولفتت إلى أن إيطاليا ليست الدولة الوحيدة التي تتخذ إجراءات، مستغلة الحاجة إلى إمدادات الطاقة التي تفرضها الديناميكيات المتعلقة بالانتقال الطاقي والتي أشار إليها دي مايو نفسه في موزمبيق.

على سبيل المثال، ستزيد هولندا بشكل كبير من بناء مزارع الرياح البحرية على مدى السنوات القليلة المقبلة، مما يضاعف السعة المتوقعة بحلول عام 2030، في محاولة لتلبية الأهداف المناخية وتقليل اعتمادها على الغاز الروسي. 

من جانبها، وافقت الحكومة الإيطالية أيضًا على بناء ست مزارع رياح برية جديدة، من جزيرة سردينيا إلى مقاطعة بازيليكاتا جنوب البلاد، بالإضافة إلى التزامها بزيادة الإنتاج من طاقة الرياح البحرية.

وبدورها، توشك لندن أيضا على اتخاذ قرارات بشأن إحداث تعديلات في قواعد التخطيط لتسهيل بناء مزارع الرياح في إطار إستراتيجية طاقية جديدة.

بينما قررت السلطات الفرنسية ضخ مساعدات بقيمة ملياري يورو لدعم أسعار الوقود من خلال خفض فاتورة تعبئة خزانات السيارات في محطات التزود لمواجهة تداعيات الحرب.

 ومن جهتها، قدمت وزيرة الطاقة البلجيكية "تيني فان دير سترايتن" في 16 من مارس مذكرة إلى مجلس الوزراء تضمنت الإشارة إلى مشروع قانون لتمديد عمر أحدث مفاعلين لمدة تصل إلى 10 سنوات.

في الوقت نفسه، تتحرك ألمانيا لتعليق تخفيضات دعم الألواح الشمسية على السطوح هذا العام، وزيادة العروض المرتبطة بالطاقة الشمية من 5 غيغاوات حاليا إلى حدود 20 غيغاوات بحلول 2028، ولتظل على ذلك المستوى حتى سنة 2035.

كذلك ستعزز ألمانيا من حجم العروض المتعلقة بالطاقة الهوائية من 2 غيغاوات حاليا إلى نحو 10 غيغاوات سنة 2027، وستظل على ذلك المستوى إلى غاية 2035، لخفض الاعتماد على الطاقة الروسية.


تحميل

المصادر:

1

Anche il Mozambico nella partita energetica anti Putin

كلمات مفتاحية :

أوكرانيا إيطاليا الطاقة الغاز الروسي حرب روسيا موزمبيق