شيطنة الأتراك.. أهو الحقد الأسود منذ فتح القسطنطينية؟

فاطمة الوحش | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

وفاءً لتركيا على الحق والحقيقة رأيت أنه من واجبي المساهمة في بيان بعض من الحقيقة بعد ملاحظة حجم التلاعب الإعلامي، وبالتحديد الماكينة الإعلامية العربية الخليجية، التي لم تسجل لها أي نجاحات تذكر إلا في الافتراء والدس والتشويه للأمة التركية!!

ليس خفيا على أحد حجم الدعوات العربانية "الأعرابية" المبتذلة والحالات الانتقاصية من النفوذ التركي والإساءة بالتشويه للدين الإسلامي والتاريخ والثقافة والفتوحات الإسلامية، التي تستخدم فيها أداة إعلامية تضخ فيها من الأموال الشيء الكبير والطاقات والأساليب البهلوانية، في محاولة لشيطنة كل ما هو تركي أو بحجة أنه تركي والحقيقة أنه حقد على الدولة  التركية بعمقها الإسلامي.

إن محاولة تقزيم نجاحات الدولة التركية الحديثة في بعض الثغرات المجتمعية وتهميش المواقف التاريخية للدولة العثمانية، بل ومحاكمة الدولة التركية بتاريخها المشوه (فقط من خلال نظرتهم القاصرة) كما يزعمون، التي لا تنظر إلا بمنظار صهيو-صليبي حاقد يجعلنا نوقن أن الأعراب ينطقون بلسان مشغليهم، وأنهم يحاربون بالوكالة عن غيرهم ويتقدمون من الدولة التركية بالإساءة المباشرة وغير المباشرة كعربون تقارب وتحابب وتآلف مع الحملة الصليبية الصهيونية الحديثة!

يقول فولدكه (الفيلسوف الألماني المستشرق)، إن دخول الترك في العالم الإسلامي المتحضر بعد سقوط الدولة السامانية الإيرانية كان نكبة هائلة في تاريخ العالم كله. نعم، إنها النقطة التاريخية التي غيرت مجرى التاريخ كانت فتح القسطنطينية، وما أدراك ما فتح القسطنطينية التي كانت بمثابة انهيار للإمبرطورية البيزنطية واتخاذ العثمانيين القسطنطينية عاصمة لهم في عام 1453. فكانت ضربة موجعة للعالم الصليبي بكينونته الوجودية هو نهاية لسيطرة الكنسية على أوروبا بالمعنى الديني، التي تمثلت بالحملات الصليبية على بيت المقدس وعنفوان البابوية وجبروت محاكم التفتيش الإسبانية.

إلى جانب أنها من الناحية الجغرافية الدينية كانت البوابة التي استطاع منها العثمانيون الدخول إلى أوروبا ونشر الإسلام، بل إن محمد الفاتح نقل العاصمة إليها وسُميت "استانبول" أي تخت الإسلام،  وغدت تلك المنارة والعاصمة الثقافية والفكرية للإسلام ونشر الحضارة وبداية التغيرات الجذرية في أوروبا.

لقد كان لفتح القسطنطينية تغيرات جذرية حتى في نظرة الأتراك إلى أنفسهم، أنهم الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله، "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها"، حتى أنه كان يطلق على الجندي "الجندي المحمدي" نسبة إلى سيد المجاهدين محمد صلى الله عليه وسلم. نعم الدولة العثمانية أقامت الخلافة بل ووضعت القوانيين الناظمة للأمة لمن يعيش في كنف الدولة؛ بل اتخذت الدولة العثمانية الجهاد منطلقا والالتزام بالإسلام منهجا والتسامح عنوانا. 

ووضعت قانون الملل متجاوزة العصبيات والعرقيات والقبليات، وهي من صدت جميع الغارات التي قام بها المحتل البرتغالي على البحر الأحمر وصولا إلى مدينة جدة فمكة! واهتمامها بقبلة المسلمين الأولى في بيت المقدس من القدس، ويكفي أهل الشام فخرا أنها الدولة التي وثقّت التاريخ الاقتصادي والثقافي والشرعي والقانوني لأهل الشام في سجلات محكمة القدس الشرعية.

إن المتأمل لتاريخ الدولة العثمانية وما تكبدت من دماء في سبيل الوحدة الإسلامية سيذهل من حجم نكران الجميل بل والإساءة لهاّ! كما أن الحالات الاستفزازية التي تقوم بها قطعان الأعراب، تشبه ما قام به المماليك عندما أقدموا على إعدام (شهور بك) شقيق زوجة السلطان محمد الفاتح، وتعليق رأسه على باب زويلة في القاهرة بعد فتح القسطنطينية تقربا من الصليبين، في حالة من الانهزامية والضعف قل نظيرها.

هذه الحالة الاستفزازية تعود وبقوة الآن مع ظهور نجم الدولة التركية، فها هم عبيد الصليبية ومروجي المشروع الصهيو-صليبي في حالة من إعادة لقراءة التاريخ والثأر من ذلك الفتح العظيم. كم عاشت الدولة التركية تتحمل بقوة وعنفوان هفوات الأعراب الأغراب وتتجاوزهم بحنكة وتتركهم لغبائهم وخيانتهم! وما زالوا يحاولون إعادة المدد لأتاتورك الذي أباح المنكرات وقضى على مفهوم الخلافة الإسلامية، ولكنه لم يقض على الإسلام.

إنهم يكرسون أنفسهم لأفدح نكبة تاريخية بأن يجوسوا خلال الديار ويعملون فيها القتل والخراب تدميرا وقتلا واضطهادا، إنهم يعيشون الردة الدينية والسياسية والأخلاقة وبأعمق حالاتها. وسيبقى أكبر فشل للصليبية والصهيونية والأعرابية والماسونية هو عودة المارد التركي إلى عرين الإسلام.