يحبه اليمين الإسرائيلي.. موقع عبري: نموذج بوتين "القوي" تحطم في أوكرانيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع عبري أن ما كشفته الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، ليس فقط فشلا إستراتيجيا وسياسيا وعسكريا للروس، لكنه فشل عميق لنظام فلاديمير بوتين ونموذجه.

وذكر موقع "مكور ريشون" في مقال للكاتب "آري شافيت"، أن هذه الحرب تمثل درسا قويا لليمينيين الإسرائيليين الذين أحبوا بوتين القوي، مقابل ضعف رؤساء أميركا الديمقراطيين، الذين لا يهتمون بالدين والتقاليد والدولة القومية.

سقوط القيصر

وأشار الموقع إلى أن اليمينيين الإسرائيليين أصبحوا مدمنين على قوة روسيا التي تبدو واقعية، وكان يُنظر إلى بوتين، رجل الاستخبارات السوفيتية السابق على أنه رجل العزيمة والإصرار.

كما كان الافتراض السائد في إسرائيل هو أن بوتين قيصر القرن الحادي والعشرين، وهو بطل في بناء القوة واستخدامها، ولاعب شطرنج ممتاز يقرأ الخريطة جيدا، ويعرف كيف يهزم خصومه، ويفوز.

ولفت إلى أن عبادة بوتين في إسرائيل لها جذور عميقة، فهو نشأ من معارضة العالم الليبرالي الذي لم يعلق أهمية كافية على الدين والتقاليد والدولة القومية، واعتبار أن الديمقراطية نقطة ضعف.

فكثير من الإسرائيليين الذين نأوا بأنفسهم عقليا عن القيم التقدمية لنيويورك وواشنطن وسان فرانسيسكو، نظروا إلى موسكو، وبدا البديل الروسي للغرب بالنسبة لهم بديلا قوميا قويا ومثيرا للإعجاب.

ثم جاء 24 فبراير 2022، وانقض بوتين على أوكرانيا على افتراض أنها ستنهار في غضون أيام، وعلى افتراض أن الغرب المنحل لن يحميها أو يدافع عن نفسه، وعلى افتراض أنه لا توجد قوة أميركية أو أوروبية يمكن أن تقف في طريق جيش روسيا العظمى.

لكن في غضون أسبوع أو نحو ذلك، تم دحض افتراضات الكرملين الثلاثة، على عكس تقييم بوتين، فقد ظهر الشعب الأوكراني كشعب له هوية وطنية صلبة قاتل بضراوة من أجل استقلاله وحريته.

وتبين أن الغرب لديه القدرة على شن حرب اقتصادية قوية وقاتلة ضده، كما وجد أن الجيش الروسي العظيم أخرق وضعيف.

وبدلا من سقوط كييف دون قتال، فإن موسكو هي التي تواجه مشكلة، وبدلا من فضح عار أوروبا الديمقراطية، انكشف عار روسيا الشمولية، وبدلا من أن يثبت بوتين أنه مفتول العضلات، أثبت رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي أنه زعيم.

لذا فإن ما تم الكشف عنه أمام أعين العالم ليس فقط فشلا إستراتيجيا وسياسيا وعسكريا للروس، ولكنه فشل عميق لنظام بوتين ونموذجه.

قراءة خاطئة

ولفت الموقع العبري أنه في أحد المستويات، يتبين أنه حيثما يوجد استبداد لا يوجد تفكير واقعي ومنفتح، وبالتالي يكون هناك انفصال عن الواقع وقراءة خاطئة للخريطة.

وفي المستوى الثاني يتبيّن أنه حيثما يوجد طغيان، لا يكون لدى الجنود والضباط دافع كبير للقتال وخدمة الوطن الذي يضطهدهم.

وفي المستوى الثالث، يتبين أنه حيثما يوجد حكم الأوليغارشية " الأقلية الغنية"، فلا يوجد اقتصاد متقدم يمكنه تمويل مجهود حرب كبير وإثبات عظمة الأمة.

وأكد الموقع أنه لا ينبغي أن تكون مفاجأة أوكرانيا مفاجأة، فروسيا هي أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، إنها غنية بالموارد الطبيعية وسكانها متعلمون وجيشها ضخم وترسانتها النووية ضخمة.

لكن لا يزال العملاق الروسي قزما اقتصاديا، حيث إن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للقوة العظمى المزعومة هو حوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل.

وتساءل الموقع لماذا؟ مجيبا أن النظام في موسكو فاسد، فروسيا لا تملك حرية، وملكية بوتين فاسدة في الأساس، وعندما لا تكون هناك حرية ولا إدارة سليمة ولا سيادة قانون ولا ثقة في المؤسسات، لا يوجد رخاء ولا قوة.

فالدولة التي كان من المفترض أن تكون زعيمة العالم، هي في الواقع فاشلة ومتخلفة، فالاستنتاج واضح، لو كانت روسيا ديمقراطية، لما أصبحت متورطة في أوكرانيا كما هي الآن.

ولو كانت روسيا ديمقراطية، لكانت قوية، ليست الديمقراطية مجرد قضية ذات قيمة حيوية، بل هي شرط أساسي لوجود القوة الوطنية.

درس مهم

وطالب الموقع العبري، اليمين الإسرائيلي بتعلم هذا الدرس، وأن يعترف بخطئه وأن يستوعب هذه الحقيقة الأساسية، فالعدوان ليس قوة، والتركيز الهائل لرأس المال الذي يقوض الميثاق الاجتماعي ويقوض الإحساس بالأخوة الوطنية ليس قوة.

والقائد الذي يقضي على حكم القانون ليس قويا، والاستبداد ليس قوة والقومية الجامحة ليست قوة.

وفي نفس الاتجاه، أشار موقع "واللّا" العبري إلى أنه لا يزال من المستحيل معرفة كيف ومتى ستنتهي الحرب في أوكرانيا، لكن هناك بالفعل بعض الدلائل على أن بوتين ارتكب خطأ فادحا سيكون له نتائج عكسية عما كان يتوقعه.

فعندما قرر غزو جارته الغربية، أراد بوتين ترقية مكانة روسيا كقوة عظمى على قدم المساواة مع الولايات المتحدة والصين، إلى حد كبير من خلال استعادة الإمبراطورية السوفييتية في حقبة الحرب الباردة.

لكن أوكرانيا رفضت العودة إلى الكتلة الروسية، وقرر بوتين إجبارها من خلال القوة العسكرية، كما أنه يهدد جيرانها مثل دول البلطيق، التي على عكس أوكرانيا حصلت على شهادة تأمين من خلال عضوية حلف شمال الأطلسي "ناتو".  

وأكد الموقع أن بوتين ارتكب أربعة أخطاء كبيرة،  عندما أخطأ في حساب قدرات جيشه واستعداد الأوكرانيين لمحاربة الغزاة بكل بطولة وتضحية؛ وقدرة الغرب على تجاوز الخلافات بين أعضائه وتبني سياسة صارمة وموحدة تجاهه.

وكذلك في حساب طبيعة واتساع وعمق العقوبات الاقتصادية الشديدة التي ستفرض من قبل الدول الغربية.