يتوق إلى نفط إيران.. ما بدائل الغرب لتجاوز عرقلة روسيا للاتفاق النووي؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية، أنه بعدما بذلت موسكو قصارى جهدها، من أجل إبرام الاتفاق النووي الإيراني لشهور طويلة، تأمل حاليا في نجاح مساعيها لعرقلة الصفقة أطول مدة ممكنة.

وأرجعت الصحيفة في مقال للكاتبة "ليديا ميسنيك"، سبب ذلك إلى أن إعادة إحياء الاتفاق لن يعود بالنفع على روسيا إطلاقا في ظل العقوبات الغربية الشاملة التي تستهدف اقتصادها حاليا، ما يعني أن المستفيد الوحيد من الصفقة هو التكتل الأوروبي الأميركي.

وعودة الاتفاق النووي يعني دخول إيران لسوق النفط بقوة، ما يمثل خطرا على روسيا، لأنه سيسهل على أميركا توسيع الحظر النفطي ليشمل حلفاءها في أوروبا وآسيا، لذا تبحث واشنطن عن بدائل حاليا لتجاوز هذه المعضلة.

الاتفاق في خطر

وذكرت الصحيفة الروسية أن الاتفاق النووي الإيراني بات في خطر بعد 11 شهرا من المفاوضات والسبب هو الأحداث في أوكرانيا والعقوبات التي فُرضت على موسكو بسببها.

ونقلت عن مصادر أميركية أن توقيع الاتفاق النووي الإيراني الذي كان من المتوقع أن يتم قبل أيام تأجل بسبب مطالب روسية.

وتطالب روسيا بإدراج ضمانات في الاتفاق تنص على إعفاء أي عمل روسي مستقبلي مع إيران من عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بعد إتمام الاتفاق النووي.

كما نقلت عن دبلوماسيين لم تسمهم، أن المفاوضين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين غير قادرين على إيجاد طريقة لتلبية مثل هذه المطالب.

وهذا يعني أنه الآن وبعد 11 شهرا من المفاوضات في فيينا، من المرجح أن يتم تعليق إجراءات توقيع الاتفاق للمفاوضات الثنائية بين إيران وروسيا.

وكما أوضح مسؤول غربي كبير لم يذكر اسمه مطلع على الوضع لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية، فإن مطالب روسيا من المستحيل الوفاء بها.

لأن محادثات فيينا تدور حول إعادة إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق عام 2015، وليس حول العقوبات ضد موسكو على خلفية غزوها أوكرانيا.

كما أشارت الصحيفة إلى أنه وبسبب هذه الظروف في روسيا، كان الجو في المفاوضات خلال الأيام القليلة الماضية متوترا للغاية.

وهكذا رأت موسكو الرد على العقوبات المفروضة عليها، وفق الصحيفة الروسية.

خطة موسكو

وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من المفترض أن استئناف العمل بهذا الاتفاق النووي سيسمح لروسيا بممارسة الأعمال التجارية مع إيران بالكامل، ولكن منذ فرض عقوبات جديدة عليها، بقيت هي الخاسرة في هذه الصفقة.

ونقلت عن "نيكولاي سوركوف" كبير الباحثين في مركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية الروسي، أن "موسكو فعلت الكثير لتحقيق الصفقة، لكنها في الواقع لا تحصل حاليا على شيء في المقابل".

وأضاف: أي أن الشركات الغربية ستحصل على امتياز الوصول إلى السوق الإيرانية، وبالنسبة لروسيا فإن هذا لا معنى له.

كما أن الصفقة في شكلها الحالي ستسمح لإيران بزيادة حجم إمداداتها النفطية إلى السوق العالمية بشكل كبير، ما سيجعلها قادرة على تعويض أوروبا عن الكميات المفقودة إذا رفضت الإمدادات الروسية.

ويرى "فلاديمير سازين" وهو باحث كبير في مركز دراسات الشرق الأدنى والأوسط بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، أنه من المحتمل أن تتمكن إيران من تعويض النقص في النفط للولايات المتحدة.

ولهذا السبب، تحتاج روسيا إلى تضمين مادة معينة في الاتفاق النووي للحفاظ على مصالحها.

واستدرك سازين: "لكنني أعتقد أن إيران التي تعيش وضعا اقتصاديا صعبا اليوم، لن تستعين بموسكو، فالعمل عمل".

و"ليس من المتوقع أن تشارك طهران في أعمال خيرية مع روسيا. فالولايات المتحدة تحتاج إلى هذه الصفقة الآن، لذا فمن المحتمل أن يتم ذلك في الأسابيع وحتى الأيام المقبلة. ولا يمكن لروسيا أن تفعل أي شيء لمنع هذه الصفقة"، يضيف الباحث الروسي.

بدون روسيا

وأعرب مسؤولون مطلعون على المحادثات لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن إمكانية إحياء الاتفاق النووي دون مشاركة روسية هو أمر ممكن من الناحية النظرية.

وسيتطلب ذلك إيجاد دولة أخرى غير روسيا لتصدير فائض إيران من اليورانيوم المخصب، واستبداله باليورانيوم الطبيعي، والعمل مع إيران لتحويل محطة "فوردو" للطاقة النووية إلى منشأة أبحاث.

ويعتقد مراقبون أنه حتى كازاخستان قد تكون من بين المرشحين المحتملين لهذا الدور، وفق الصحيفة الروسية.

على الجهة المقابلة، نقلت عن "نيكولاي سوركوف"، كبير الباحثين في مركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، أنه من الصعب إجراء صفقة نووية بدون روسيا، لأنها تلعب دورا تقنيا مهما فيها.

إذ يقول: "إذا تم نقل وظائف روسيا إلى الغرب، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان الإيرانيون سيثقون بالشركاء الغربيين في هذا الوضع؟ ربما سيحاولون الآن استبعاد روسيا، لكن السؤال هو من سيكون لديه أكبر عدد من الحجج؟"

وأضاف: "إذا وقعت روسيا على الصفقة بالشكل الذي هي عليه الآن، فستكون دون جدوى".

ولفت سوركوف إلى أن المعلومات عن إبرام الاتفاق بدون روسيا ظهرت في وسائل الإعلام لسبب ما.

وأوضح أن هذه محاولة لممارسة ضغط إضافي على موسكو وإعداد الرأي العام لحقيقة أنه في حالة حدوث انهيار في الصفقة، فإن روسيا ستكون هي المسؤولة.

وختم بالقول: أشك في أن موسكو ستقدم تنازلات. وفي هذه الحالة، إما أن يستسلم الغربيون، أو سيقضون بعض الوقت في البحث عن بديل لروسيا.