"جون أفريك": هذه قدرات السعودية وإيران العسكرية في حال الصِدام

12

طباعة

مشاركة

نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، تقريرا عن تصاعد التوتر بين إيران وأمريكا وتأثيره بالمنطقة، مشيرا إلى أن أمريكا والسعودية وإسرائيل والإمارات في جهة، وإيران وحلفاؤها من جهة أخرى، فهذه حرب يستعد لها الجميع، لكن لا أحد يريدها، لأن عواقبها مأساوية.

وأشارت المجلة إلى الفيلم الدعائي السعودي الذي نشر عام 2017، ويحاكي احتلال السعودية لإيران وتدمير قواعدها العسكرية إضافة إلى مفاعل بوشهر النووي، موضحة أن احتمال المواجهة العسكرية في الخليج حاليا يخشاه الجميع.

وأكدت، أن طبول الحرب تقرع من بغداد إلى أبو ظبي، حيث تم تخريب، أربع سفن – شاحنتي نفط سعوديتين، وأخرى نرويجية، والرابعة تحمل علم الإمارات– يوم 12 مايو/أيار الجاري، في ميناء الفجيرة، واتهمت بسرعة شركة التأمين النرويجية الحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء الحادث، ولكن لم يتطور الأمر أكثر من ذلك.

وحول هذه الاتهامات، نقلت المجلة عن عالم الاجتماع الفرنسي الإيراني أزاده كيان، القول: "لست متأكدا، وبصراحة، لا يوجد دليل"، مضيفا "حافظت الجمهورية الإسلامية على توتر خاضع للسيطرة مع الولايات المتحدة منذ أربعين عاما، لكن الملالي، لم يرغبوا أبدا في مواجهة عسكرية مع أمريكا، إنهم ليسوا مجانين".

ولفتت "جون أفريك" إلى أنه في البداية لم تدن، الرياض وأبو ظبي، إيران صراحة، وبسرعة كبيرة، فقد أصبح السؤال عمن يقف وراء هذا التخريب مسألة ثانوية، ويبدو أن الجاني معروف جيد بالنسبة إلى الأمريكيين.

الضربات الجوية

وأشارت إلى أنه، بعد يومين، قامت جماعة الحوثي من خلال طائرات حربية بدون طيار بشن هجوم ضد منشآت النفط السعودية، وعلى إثرها نفّذ السعوديون غارات انتقامية في اليمن، كما دعا الأمريكيون موظفيهم الدبلوماسيين غير الأساسيين إلى مغادرة العراق، حيث تسيطر المليشيات القريبة من طهران، كذلك دخلت حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لنكولن، ماه الخليج، وتم نشر قاذفات "بي 52".

وقال كبير المستشارين في معهد دول الخليج بواشنطن ثيودور كاراسيك، إن "المناورات الجوية المشتركة بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات (في الأشهر الأخيرة) أعادت سيناريو حالة التأهب القصوى والقتال الجوي".

لكن بحسب أزاده كيان: "بعض المواقع الإستراتيجية التي يمكن استهدافها، قريبة من المدن الإيرانية الكبرى"، في إشارة إلى أن الأهداف الأساسية هي منشآت إيران النووية.

وأوضحت المجلة، أن إيران استأنفت تخصيب اليورانيوم، الذي توقف بعد التوصل لاتفاق مع إدارة أوباما وهو الاتفاق الذي مزقه ترامب بعد عام من توليه السلطة، فهل اختنقت إيران بعد إعادة العقوبات وتشديدها، هل أرادت طهران إظهار قوتها المزعجة مع هذه التخريبات؟ يجيب آزاده كيان: "قد تكون الفكرة هي إرسال رسالة حول قدرتها على إغلاق مضيق هرمز وتعطيل سوق النفط العالمي".

ويرى أندرياس كريج ، وهو خبير بالشأن الخليجي في كلية الملك بلندن: "أن أية أزمة أمنية كبرى سيكون له تأثير عميق في قدرة دول الخليج على استخراج وتصدير المواد الهيدروكربونية، التي تعد سبب بقاء كل هذه الملكيات".

إيران ضعيفة

أما على المستوى العسكري، فأكدت المجلة، أن جميع المراقبين يتفقون على ضعف إيران: "قواتها الجوية ليست قوية بما يكفي للتنافس مع الطيران السعودي، دون حساب المشاركة الأمريكية، جميع طائراتها عفا عليها الزمن، ومعظمها في حالة يرثى لها"، كما يبين المتخصص العسكري الأمريكي توم كوبر.

من جهته، اعتبر الباحث الأمريكي ثيودور كاراسيك، أنه "يمكن للسعوديين الانتصار بسهولة في حرب تقليدية ضد إيران، فالأخيرة سوف ترد في حرب غير متكافئة. يمكنهم إطلاق الصواريخ بالطبع، ولكن في الغالب كوسيلة للضغط النفسي، كما علينا أن نتذكر أن دبي لا تزال تستضيف الكثير من الأموال الإيرانية، إنها نوع من الضمان".

لكن كوبر يرى، أن "السعوديين أكثر عرضة للخطر، يمكن للحرس الثوري، على سبيل المثال، إثارة الأقلية الشيعية التي تعيش في شرق المملكة، وتنشيط العديد من أذرعها في العالم العربي".

وقالت "جون أفريك"، إنه على الرغم من أن الحرب على الأعتاب، إلا أن معظم الجهات الفاعلة تتردد في اتخاذ هذه الخطوة، ويؤكد توم كوبر "السعوديون يحمّلون الأمريكيين مسؤولية نفوذ طهران في سوريا والعراق، ويأملون في أن تؤدي العملية العسكرية إلى تخفيف الضغط الإيراني، لكنني لا أعتقد أن هذا ممكن بدون حرب شاملة ضد إيران، ولكن أيضا ضد حرس الثورة".

وأشار المختص في السياسة الأمريكية جورج عياش، إلى أنه "لا توجد شهية أمريكية لمثل هذه المغامرة، دونالد ترامب لا يريد الذهاب إلى الحرب"، إنه يريد دفع إيران إلى حدودها ويستخدم مغامرة مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، ليكون صارما في رأيه.

حرب بالصدفة

لكن هل يمكن للضغط الأمريكي أن يدفع الإيرانيين للإطاحة بنظام الملالي، حسب رغبة الرئيس الأمريكي؟ يجيب أزاده كيان: "الوضع الاقتصادي يجعل الإيرانيين أكثر قلقا بشأن اليوم التالي من سقوط النظام"، حتى المعارضون يشجبون الإطاحة بالنظام من خلال التدخل الخارجي.

وعن إمكانية أن يحدث العكس ونشهد تعزيزا للتماسك الوطني بإيران عن طريق العدوان الأجنبي؟ أكد عالم الاجتماع: "لم نعد في سياق الحرب الإيرانية العراقية، الطبقات الوسطى تضررت بشدة من الأزمة الاقتصادية، والحرب لن تقوي النظام".

ولفت إلى أن السلطات الإيرانية تدرك ذلك: حتى ذلك الحين، سعت إلى تهدئة اللعبة، فحسين سلامي، القائد الجديد للحرس الثوري، قال بنفسه إن إيران لا تريد الحرب. وصرح بعد حادثة الفجيرة، أن "بلاده تخوض حربا استخباراتية كاملة مع الولايات المتحدة وأعداء طهران"، لافتا إلى أن "هذه الحرب مزيج من الحرب النفسية والعمليات الإلكترونية والعسكرية والدبلوماسية والخوف والترهيب".

واختتمت المجلة تقريرها بالقول: على الحدود، هناك إذن صراع مفتوح يمكن أن يؤدي إلى "حرب بالصدفة"، على حد تعبير رئيس الدبلوماسية البريطانية، جيريمي هنت.