بجانب إيران والغرب.. هكذا تسعى روسيا للاستفادة من كعكة الاتفاق النووي

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع إيراني الضوء على محاولات روسيا عرقلة التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص البرنامج النووي الإيراني الذي اقترب من مرحلة التوقيع، من أجل حماية مصالحها الاقتصادية في ظل حربها الدائرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وذكر موقع "إيران واير"، في مقال للكاتب الصحفي "فرامرز داور"، أن روسيا قلبت طاولة التفاوض بين إيران ومجموعة 1+4، (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين)، عبر ربط توقيعها الملزم لإتمام الاتفاق، بشروط تجارية مع الولايات المتحدة.

وعودة الاتفاق النووي يعني دخول إيران لسوق النفط بقوة، ما يمثل خطرا على روسيا، لأنه سيسهل على أميركا توسيع الحظر النفطي ليشمل حلفاءها في أوروبا وآسيا.

ضرب فيينا

وأوضح الموقع الإيراني أن موسكو تسعى جاهدة عبر بوابة مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا إلى خرق العقوبات الاقتصادية المشددة الجديدة التي فرضها الغرب عليها على خلفية غزوها لأوكرانيا.

إذ طلبت موسكو من أميركا التنازل عن العقوبات الناشئة عن الحملة الروسية على أوكرانيا التي قد تمنع التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا بعد إتمام الاتفاق النووي.

وهذا الأمر يعني تعزيز فرصة صغيرة لروسيا كي تنأى بنفسها عن عقوبات الولايات المتحدة، وكذلك سنداتها الاقتصادية مع الدول الآسيوية.

فحملة روسيا على أوكرانيا تسببت في فرض سيل من العقوبات على موسكو من قبل الاتحاد الأوروبي، وأميركا، وبريطانيا، واليابان، وكندا، وأستراليا، وكوريا الجنوبية.

ويريد الروس في حالة إتمام الاتفاق النووي الإيراني، الحصول على ميزة اقتصادية في هذا الاتفاق، ما سيقلل نسبيا من عزلتهم غير المعهودة حاليا.

وأعلنت الخارجية الروسية أنها تريد "ضمانات مكتوبة" من الولايات المتحدة بأن العقوبات المفروضة ضدها لن تؤثر على تعاونها مع إيران، مع عودة الاتفاق.

أي بإمكان موسكو المفروض عليها عقوبات حديثا أن تتعامل مع طهران التي ستتخلص من العقوبات بعد الاتفاق، في معاملات مثل شراء وبيع النفط والغاز.

وكشف الموقع الإيراني أنه خلال انسحاب أميركا من الاتفاق إبان فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، وعودة العقوبات على إيران، كانت روسيا قد تعهدت بشراء النفط الإيراني كي تبيعه في الأسواق العالمية، لكن لم يحدث ذلك.

لذا تسعى روسيا حاليا إلى العودة إلى هذا الأسلوب، لكن الولايات المتحدة ترفض ذلك الأمر، ما يضع مزيدا من الغموض على الاتفاق النووي المرتقب.

أهمية روسيا

ولفت الموقع إلى أن روسيا أحد الشركاء الرئيسين في الاتفاق النووي الإيراني، ونظرا لأن هذا الملف أُحيل إلى مجلس الأمن، فيتعذر الموافقة عليه بدون توقيع روسيا، وهي عضو دائم بالمجلس.

لكن الموقع أشار أيضا إلى أنه منذ بداية مفاوضات إنقاذ الاتفاق في أبريل/ نيسان 2021، واكتسبت روسيا نفوذا أكبر من حجمها الحقيقي بشكل زائف في المباحثات.

وأرجع ذلك إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي رفض تفاوض مبعوثه إلى المحادثات بشكل مباشر مع نظيره الأميركي، وكانت تتواصل موسكو مع واشنطن بالنيابة عن طهران.

وفي الحالة الطبيعية لو كانت إيران والولايات المتحدة تفاوضتا بشكل مباشر للعودة إلى الاتفاق، لما كانتا في حاجة إلى روسيا والصين وثلاث دول أوروبية أخرى؛ لأن هذه الحكومات لم تحدث تغييرا بمشاركتها في الاتفاق، وفق الموقع.

وأوضح أن الروس استطاعوا حتى هذه المرحلة أن يحدثوا اضطرابا في إنقاذ الاتفاق النووي في اللحظات الأخيرة، ومن الممكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى تأخير الاتفاق إلى مدة أطول؛ لكن لن تجعله مستحيلا.

وأضاف أنه يجب على روسيا أن تتعاون مع الاتفاق في مجال خروج اليورانيوم الإيراني المخصب من طهران في حال تنفيذ الاتفاق.

ولو عملت موسكو على إيقاف تعاونها في هذا المجال، يجب على باقي الحكومات في مفاوضات فيينا أن تجد بديلا للنفط الروسي، وذلك الأمر الذي يستغرق وقتا، لكنه غير مستحيل.

واختتم الموقع بالقول: لن تستطع روسيا في النهاية أن تحول دون عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عن إيران، والتنفيذ التام للتعهدات النووية الإيرانية؛ لكن يمكنها أن تعمل على تأخيره لفترة.