"لا يرى سوى الأوكرانيين البيض".. تنديد واسع بتجاهل العالم لمعاناة اليمنيين

عدن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون وحقوقيون وإعلاميون حملة دولية على تويتر، لرفع الحصار عن اليمن، داعين للتفاعل معها عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لإيصال مطالبهم إلى العالم المنشغل حاليا بالغزو الروسي لأوكرانيا.

وتوالت التغريدات المطالبة برفع الحصار عن اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية بحسب توصيف الأمم المتحدة، عبر وسمي الحملة باللغتين العربية والإنجليزية #EndTheSiegeOnYemen #ارفعوا_الحصار_عن_اليمن.

وبرز حديث ناشطين عن الأزمات والكوارث التي يشهدها اليمن، جراء الحرب المشتعلة هناك منذ تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس/ آذار 2015، مشيرين إلى أن أكثر من 15 مليون يمني يعيشون مجاعة حقيقة.

واستنكروا صمت العالم العربي والدولي، بما فيه المنظمات والمؤسسات الإنسانية المعنية بفض النزاعات كجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وغيرها، إزاء ما يشهده اليمن من كارثة إنسانية.

واتهم ناشطون كلا من مليشيا الحوثي اليمنية والتحالف السعودي الإماراتي، بالتسبب فيما وصلت إليه اليمن من دمار وحصار وترد في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وتهجير قسري.

وأشاروا إلى أن التحالف يحاصر اليمن ويعمل على القضاء على الشرعية بهدوء، فيما يحاصر الحوثيون الشعب في مناطق سيطرتهم، والمواطن المعسر الفقير يزداد كل يوم فقرا ودمارا.

واستنكروا خذلان العالم لليمنيين على مدار سنوات عانى فيها من ضياع هويته والتشريد والتجويع وقصف الآمنين، مؤكدين أن الحملة ليست للاستجداء، بل صرخة شعب تستنزفه أدوات القتل الأكثر بشاعة في العالم.

ويشهد اليمن منذ أكثر من سبع سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري سعودي إماراتي، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء، إضافة إلى محاولات انفصالية في الجنوب مدعومة من أبوظبي.

وحتى نهاية عام 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وبات معظم السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

معاناة اليمنيين

ورصد ناشطون معاناة اليمنيين وما يتعرضون له من انعدام في الخدمات وشح في السلع وحصار مفروض يمنع دخول الغذاء والدواء والماء، متداولين صورا لأطفال تعاني من فقر دم وسوء تغذية وأمراض أخرى.

رئيس مركز "هنا عدن" للدراسات، أنيس منصور، نشر صورا تبرز معاناة أطفال اليمن، وكتب أن "اليمن جوع وفقر ومرض وانعدام خدمات وحصار بري وبحري وجوي".

من جانبها، أوضحت الصحفية إسراء الفاس، أن أكثر من 16 مليون يمني يعانون من سوء التغذية، و15 ملیونا محرومون من الاستفادة من المياه النظيفة ومن خدمات الصرف الصحي، ومئات آلاف المرضى يعانون جراء الحصار، داعية لرفع الحصار. فيما تساءل محمد محمد عبدالله خليل: "هل تعلم أن اليمن الآن هو أكبر أزمة إنسانية في العالم؟"، مضيفا: "نحن بحاجة إلى دعمكم لوقف حرب التحالف وإنهاء الحصار".

 عنصرية مقيتة

واستنكر ناشطون ازدواجية معايير العالم في التعامل مع الأزمات الإنسانية وما تخلفه الحروب، منددين بعنصرية الغرب التي برزت مؤخرا في التعامل مع الحرب الروسية على أوكرانيا الدائرة منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

عبدالرحمن الصهيب، تهكم قائلا: "ليس لدينا شعر مفرود، وأعيننا ليست زرقاء، لذا لا أحد في العالم يجب أن يدعمنا، ولا أحد يشعر بمعاناتنا".

وقال نزيه الأحدب: "فجأة أصبح التحريض على القتل والعنف فضيلة في الإعلام الغربي.. فيسبوك لا يمانع من الدعوة على صفحاته إلى قتل فلاديمير بوتين وجيشه".  وأشارت آمنة ياسين، إلى أنه في الحرب على أوكرانيا حتى الأبكم نطق واستنكر  وأدان، وفي حرب الإبادة على اليمن خرس العالم بأكمله، متسائلة: "أي أمة منافقة أنتم". ورأى مغرد آخر، أن الحرب الروسية الأوكرانية كشفت الحقيقة البشعة للعالم المتشدق بالإنسانية وبحقوق الإنسان، وفضحت ازدواجية المعايير الدولية.

 خرس عالمي

وانتقد ناشطون تجاهل العالم وصمته على معاناة اليمنين وتجاهل الحكومة الشرعية للداخل واستمرارها في الإقامة بفنادق الرياض، معددين طلباتهم التي كان أبرزها إنهاء التحالف لدوره في اليمن.

وكتب المغرد محمد عبدالملك: "عندما تأتي إلى اليمن ومأساة حصاره وقتل أبنائه وتجويع سكانه نرى العالم مجردا من كل قيم وملامح إنسانيته الزائفة!".

فيما دعا عصام محمود، إلى رفع الحصار عن الموانئ والجزر اليمنية، ومنع الإمارات والسعودية من التدخل في شؤون اليمن داخليا، وإقالة الحكومة، ودعم الاقتصاد.
 ولفت نايف محمد، إلى أن الشرعية والحكومة وكل المسؤولين يغنون في مصر والشعب يموت جوعا ويعاني من أزمات خانقة. وقال مصطفى الخطيب: "كلما حضر اليمن ومأساة حصاره وقتل أطفاله وتجويع سكانه نرى العالم يخلع عن وجهه كل القيم وتسقط عنه ملامح إنسانيته الزائفة!".