وسط تهديدات برد دولي.. أميركا وبريطانيا تحذران من حرب كيماوية في أوكرانيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلط تقرير إسباني الضوء على التحذير الذي أطلقه كل من البيت الأبيض والمملكة المتحدة، والذي يفيد بإمكانية استخدام روسيا أسلحة كيماوية في أوكرانيا. 

وقالت صحيفة "الإسبانيول" إن الحرب في أوكرانيا التي بدأت 24 فبراير/شباط 2022، اتخذت منحى مخالفا لكل التوقعات بعد مرور أسبوعين من القتال.  

وتحول ما بدا وكأنه غزو سريع من قبل القوات الروسية إلى حرب بين الجهتين، بمقاومة أوكرانية شرسة وغير متوقعة وتنذر بنزاع مسلح طويل الأمد. 

الأسلحة الكيماوية

وأصبحت عمليات القصف وإطلاق النار حاضرة كل يوم، لكن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تعتقدان أن هناك احتمالا أن يتخذ الكرملين خطوة أخرى في عنفه وهي استخدام الأسلحة الكيماوية.

في هذا السياق، حذرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي من هذا الاحتمال. وقالت للصحفيين: "يجب أن نكون جميعا على دراية باحتمال استخدام روسيا أسلحة كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا". 

وأضافت الصحيفة أنه بعد التحذير الذي أطلقته الولايات المتحدة، أعربت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، عن أسفها وقلقها الشديد بشأن خطر أن ينتهي الأمر بروسيا باستخدام الأسلحة الكيماوية في أوكرانيا. 

وقالت تروس في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأميركية إنه سيكون "خطأ فادحا يضاف إلى الأخطاء التي ارتكبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفعل".

ونقلت الصحيفة الإسبانية أن وكيل وزارة الخارجية للقوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي، أكد أنه إذا قرر بوتين استخدام الأسلحة الكيماوية، فسوف يتلقى "ردا دوليا".

وأضاف أن هناك "معلومات استخباراتية عالية المستوى" تشير إلى احتمال لجوء روسيا إلى الأسلحة الكيمياوية في هذه الحرب. 

وبينت الإسبانيول أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أشارا إلى أنه لن تكون "المرة الأولى التي تلجأ فيها روسيا إلى الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية في النزاعات". 

وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أن روسيا استخدمت هذه الأسلحة في تدخلها في سوريا لدعم نظام بشار الأسد. 

وأوضح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب "لقد رأينا بالفعل روسيا تستخدم هذه الأسلحة في الصراعات".

حرب معلومات

ونقلت الصحيفة أن روسيا اتهمت الولايات المتحدة بامتلاك معامل أسلحة بيولوجية وكيماوية في أوكرانيا، الأمر الذي نفته الحكومة الأميركية واصفة الاتهامات بـ"نظرية المؤامرة". 

ونددت المتحدثة باسم البيت الأبيض قائلة: "إنه أمر سخيف ومثال على عملية التضليل التي رأيناها مرارا وتكرارا من قبل الروس في أوكرانيا".

وبينت الصحيفة أن الكرملين يواصل تنفيذ حملته الإعلامية الخاصة لمحاولة نشر معلومات كاذبة. 

في الأسبوعين الماضيين منذ بدء هجومه، تحول نظام بوتين من القول إنه يريد "نزع النازية" في أوكرانيا إلى اتهام الولايات المتحدة بتجربة عينات فيروس كورونا على الأراضي الأوكرانية. 

في هذا المعنى، ذكرت السفارة الروسية في إسبانيا عبر قناة تلغرام أن "وزارة الدفاع الروسية تحققت من الوثائق التي تفيد بأن عينات فيروس كورونا جرى اختبارها في الخفافيش داخل المختبرات البيولوجية التي أنشأتها وتمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا". 

وأضاف بيان السفارة أن "الهدف من هذه التحقيقات الممولة من البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) في أوكرانيا هو إنشاء آلية للانتشار السري لمسببات الأمراض الفتاكة".

وأوردت الصحيفة أنه خوفا من أن توسع روسيا هجومها خارج حدود أوكرانيا، أرسلت الولايات المتحدة بطاريتين من الأنظمة المضادة للصواريخ إلى بولندا، جارة أوكرانيا. 

وأكدت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي خلال زيارتها لبولندا في 10 فبراير، عملية إرسال شحنة البطاريتين، والتي ستكون موجودة في مطار رزيسزو، على بعد حوالي 65 كيلومترا من الحدود الأوكرانية. 

عموما، صممت هذه الأنظمة المضادة للصواريخ لاعتراض الصواريخ والطائرات.

وأضافت الصحيفة أن بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، استقبلت بالفعل أكثر من مليون لاجئ أوكراني. 

في الأثناء، تفاوض البيت الأبيض والحكومة البولندية بشأن تسليم طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، لكنهما اختارا في النهاية عدم اتخاذ هذه الخطوة لتجنب رد روسي من شأنه أن يعرض بولندا للخطر. 

الكيل بمكيالين

في ظل الحرب داخل أوكرانيا، سلطت العديد من الصحف الإسبانية الضوء على اختلاف المعايير وعدم تكافؤها عند تقييم الوضع في الغرب والعالم العربي. 

في الواقع، يختلف سلوك الغرب في الأزمة الأوكرانية اختلافا كبيرا عن موقفه تجاه العالم العربي. 

وقد تبيّن خلال الأزمة الأوكرانية أن الغربيين يمجدون المقاومة ضد الروس ويصفون أولئك الذين يقاتلون القوات الروسية بـ "الأبطال". 

في غضون ذلك، كثيرا ما يوصف الفلسطينيون الذين يواجهون الوجود العسكري الإسرائيلي في الأراضي المحتلة بأنهم "إرهابيون". 

كما احتفت الكثير من وسائل الإعلام الغربية بمجهودات المواطنين الأوكرانيين بصنع القنابل اليدوية، وهو سلوك يعتبر عملا إرهابيا في سياقات أخرى.  

من جانبه، استغل فلاديمير بوتين والوفد المرافق له هذا الظرف، وغالبا ما يذكرون بتصريحات وسائل إعلام غربية، مثل شبكة سي بي إس الأميركية التي أشارت إلى أن أوكرانيا "دولة أوروبية حضارية" ولا تشبه سوريا أو العراق.

شيء مشابه يحدث مع سامانثا باور، الأميركية الغاضبة التي تترأس عملية المساعدة الإنسانية للأوكرانيين، والتي تقول إنهم "يشبهوننا"، الأمر الذي يؤثر علينا بشكل مباشر، وهو أمر لا يحدث مع اليمنيين أو السوريين أو العراقيين.  

وتجدر الإشارة هنا إلى أن باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وربما كانت قادرة على المساعدة في إنهاء حرب اليمن الرهيبة، لكنها لم تحرك ساكنا.  

علاوة على ذلك، فضلت سامانثا باور التزام الصمت ولم تستنكر القنابل الأميركية التي قصفت بها السعودية والإمارات، المدنيين اليمنيين والمدارس والمستشفيات.

والأسوأ من ذلك أنها لم تعرب عن تعاطفها مع شعوب اليمن أو سوريا أو غزة كما تفعل الآن مع أوكرانيا، وفق الصحيفة.