بعودة المواجهات.. موقع عبري: إسرائيل لم تستخلص دروس أحداث القدس 2021

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تتواصل التحذيرات الفلسطينية وحالة التأهب الإسرائيلية خوفا من احتمال حدوث مواجهة جديدة قبل شهر رمضان كما جرى في مايو/أيار 2021.

وأشار موقع "زمن إسرائيل" العبري إلى أن شهر رمضان المبارك بالنسبة للمسلمين وشيك، ويأتي معه خطر تجدد "أعمال العنف" في القدس، وهو ما قد يؤدي إلى جولة قتال على حدود قطاع غزة.

وبين الموقع أن هجوم الطعن الذي وقع صباحا في 6 مارس/آذار بالبلدة القديمة في القدس أدى إلى زيادة التوتر، حيث أصيب شرطيان إسرائيليان بجروح ما بين طفيفة ومتوسطة مع استشهاد المنفذ.

وخلال أسبوع، منذ مطلع مارس وحتى العاشر من ذات الشهر، استشهد سبعة فلسطينيين خلال مواجهات أو أثناء تنفيذهم عمليات طعن.

موجة جديدة

وتصاعدت تلك الموجة بعد هجوم قوات الاحتلال على الفلسطينيين الذين كانوا يحيون ذكرى الإسراء والمعراج نهاية فبراير/شباط في باب العامود بالقدس المحتلة.

ويقول الموقع العبري إن ما جرى في القدس "يشير للأسف إلى أن المستوى السياسي الأمني ​​لم يستخلص الدروس اللازمة من أحداث العنف في 2021".

ولفت إلى أنه مضى أقل من عام على انتهاء عملية "حارس الأسوار" وما زالت بذور الكارثة موجودة لتجدد التصعيد في القدس، والمناطق الفلسطينية المحتلة.

ويقول إنه يجب إيجاد الطريقة المناسبة لتحييد التوتر في القدس، مع "زيادة عدد أفراد الشرطة لمنع الاحتكاك بين اليهود والعرب" خاصة في ذكرى مجزرة دير ياسين (أبريل/نيسان) والنكبة (مايو)، واستعدادا لأعياد اليهود والمسلمين، مع التركيز على فترة شهر رمضان وعيد الفطر.

ويرى المحلل الأمني الإسرائيلي يوني بن مناحيم أن شرطة إسرائيل تحتاج إلى إنشاء قوة دائمة خاصة للتعامل مع هذه الأماكن المتوترة، التي يعرف أهلها جيدا وحساسيتها تجاه اليهود والمسلمين.

ولفت إلى أنه جرى إنشاء نقاط جديدة لمنع الاحتكاك في المناطق المتوترة مثل حي الشيخ جراح، ساحة باب العامود، وقرية سلوان، "والتي يجب على الشرطة وجهاز الأمن العام الانتباه إليها".

وإلا فإنها ستنفجر وتؤثر على ما هو موجود وخاصة المناطق داخل الخط الأخضر (الأراضي المحتلة عام 1948)، وتتطلب نقاط الاحتكاك هذه يقظة دائمة من جانب مسؤولي الأمن الإسرائيليين، وفق قوله.

وأشار إلى أنه في العام 2021، كانت أحداث باب العامود أحد الأسباب الرئيسة للتصعيد الأمني ​​في القدس.

إذ نصبت الشرطة حواجز في تلك البوابة خلال شهر رمضان، الأمر الذي أدى إلى حدوث توترات ومظاهرات عنيفة لجيل الشباب الفلسطيني.

وكدرس من ذلك، أعلنت شرطة الاحتلال أنها لن تقيم الحواجز هذا العام، لكنها رغم ذلك لا تتولى الوضع الأمني ​​في باب العامود، وقد تتكرر الأحداث هناك.

 فالتوترات مستمرة في حي الشيخ جراح بالقدس أيضا، على الرغم من قرار المحكمة الإسرائيلية بعدم إجلاء العائلات العربية هناك حتى صدور حكم نهائي "فالصراع طويل وقد يستمر لفترة طويلة".

ولفت المحلل الأمني إلى أن الفلسطينيين في شرق القدس يتهمون البلدية الإسرائيلية بإهمال الأحياء العربية في كل ما يتعلق بتوفير الخدمات الحضرية مثل تنظيف الشوارع ومعالجة مشاكل الصرف الصحي رغم أنهم يدفعون الضرائب.

وهم يتهمون البلدية بانتهاج سياسة تهدف إلى جعل الحياة صعبة على السكان العرب من أجل إخراجهم من القدس في إطار ما يسمى "التطهير العرقي" لإسرائيل.

"الفجر العظيم"

وأشار ابن مناحيم إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس أطلقت مؤخرا حملة "الفجر العظيم" وبدأت في تشجيع سكان القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة على التدفق نحو المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر اليومية قبل شهر رمضان.

وبين أن حماس تعمل بالتعاون مع الفصيل الشمالي للحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة الذي يقوده الشيخ رائد صلاح.

وبدأت هذه المبادرة لأول مرة في مدينة الخليل في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 وكان هدفها تعزيز الوجود الإسلامي في الحرم الإبراهيمي مع توسع اقتحامه من قبل المستوطنين.

 وبعد نجاح المبادرة في الخليل، جرى نقلها إلى المسجد الأقصى في القدس.

وأقيمت الصلاة الأولى لهذه المبادرة في المسجد الأقصى في 10 يناير/كانون الثاني 2020 وأصبحت حدثا أسبوعيا كل يوم جمعة وأيضا في المساجد داخل الخط الأخضر.

وكان الهدف هو تعزيز الوجود الإسلامي في الحرم القدسي وتحدي الحكومة الإسرائيلية التي تدعي السيادة عليه.

وسرعان ما تحول مشروع " الفجر العظيم" في المسجد الأقصى والإبراهيمي إلى تظاهرة دينية سياسية أسبوعية تشكل منبرا لإثارة القضايا السياسية التي تهم الشارع الفلسطيني، مثل قضية الأسرى أو المستوطنات.

وكان هذا البرنامج أيضا بمثابة منصة للتحريض ضد إسرائيل ونقل رسائل حماس العنيفة، على حد تعبير المحلل ابن مناحيم.

ويرى أن حماس تعلم أن تصعيد الوضع الأمني ​​في الحرم القدسي يمكن أن يشعل انتفاضة جديدة، إن لم يكن في كل مناطق الضفة الغربية فبالتأكيد في القدس التي أصبح المساس بها بمثابة أعواد الكبريت أو مثل المتفجرات التي تحرق المنطقة.

وحاولت شرطة إسرائيل في كثير من الحالات تقليص عدد المصلين المسلمين الذين يحضرون صلاة الفجر في المسجد الأقصى، من أجل منع ارتفاع حدة الخطب إلى مستوى الاضطرابات في ساحة الحرم القدسي الشريف.

وأخرت الحافلات القادمة من منطقتي الجليل والمثلث في طريقها إلى القدس وشددت عمليات التفتيش الأمني ​​عند بوابات الحرم القدسي.

وبحسب مصادر فلسطينية، فقد بعثت أيضا برسائل نصية إلى الهواتف المحمولة للمصلين في القدس حذرت فيها من التحريض وخرق القانون.

وبسبب انتشار فيروس كورونا وإغلاق المسجد الأقصى للصلاة، حدث انقطاع لعدة أشهر في أنشطة المشروع، لكن جرى تجديده في 10 يناير 2021 واستمر منذ ذلك الحين. 

وفي أعقاب عملية "حارس الأسوار"، شددت شرطة الاحتلال الفحوصات الأمنية عند بوابات الحرم القدسي والطرق المؤدية إلى القدس، من مساء الخميس وصباح الجمعة، للحد من وجود المصلين وإحباط المشروع.

ويقول المحلل: "طالما أن النشاط الديني لا يخالف القانون، فلا يمكن للشرطة منعه، كما تمتنع الحكومة الإسرائيلية الحالية عن فرض الإغلاقات بسبب كورونا، وهذا يسمح لحركة حماس بنقل جموع المصلين صوب المسجد الأقصى يوم الجمعة".

وأنهى المحلل الأمني مقالته بالقول: "تدرس حماس حاليا إمكانية توزيع مشروع الفجر العظيم على مساجد كبرى مدن الضفة الغربية مثل رام الله ونابلس وجنين وطولكرم لتحويل الأحداث إلى مظاهرة أسبوعية شاملة".

ووفقا للتقديرات الأمنية في إسرائيل ولدى السلطة الفلسطينية، سيكون من الصعب منع إقامة صلاة دينية تتعلق بالمسجد الأقصى.