بعد "إقراره بخطئه".. موقع عبري يتوقع إفراج ملك الأردن عن الأمير حمزة

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدث موقع عبري عن وجود قلق متصاعد في الأردن بشأن مصير الأمير حمزة بن الحسين الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني بعد حادثة أشغلت الرأي العام العربي والدولي.

واختفى حمزة تمامًا منذ 11 أبريل/نيسان 2021 عن أعين الجمهور في المملكة الهاشمية، بعد مرور نحو عام على قضية ارتبط بها اسم الأخير عرفت بـ"الفتنة".

وفي يوليو/ تموز 2021، قضت محكمة أردنية بسجن رئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد، 15 عاما؛ لإدانتهما بـ"التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم بالمملكة" و"تنفيذ أعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة".

وكشفت السلطات الأردنية وقتها عن اعتقال 16 مشتبها بهم ومن بينهم ممثّلون عن القبائل البدوية.

وقالت تقارير عديدة وقتها إن الشريف حسن بن زيد هو رجل أعمال مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث كان لهما علاقات وثيقة مع النظام الملكي الهاشمي.

وفي 4 أبريل 2021، أعلنت عمان أن "تحقيقات أولية" أظهرت تورط الأمير حمزة مع "جهات خارجية" في "محاولات لزعزعة أمن البلاد" و"تجييش المواطنين ضد الدولة"، وهو ما نفى صحته. 

إقرار بالخطأ

وبحسب مصادر أردنية، وُضع حمزة قيد الإقامة الجبرية والحبس الانفرادي تحت حراسة مشددة من قبل مسؤولي المخابرات الأردنية، وفق ما نقل موقع "زمن إسرائيل" العبري.

وبين الموقع أن الأردن اتخذ هذا الإجراء خشية أن يشرع حمزة في تحرك آخر للإطاحة بالملك عبد الله.

وفي 8 مارس/آذار 2022، أعلن الديوان الملكي الأردني أن عبد الله الثاني تلقى رسالة اعتذار من الأمير حمزة "يقر فيها بخطئه".

وجاء في نص الرسالة التي نقلها الديوان الملكي، في بيان: "لقد مر أردننا العزيز العام الماضي بظرف صعب، وفصل مؤسف تجاوزهما الوطن بحكمة جلالتك وصبرك وتسامحك".

واستدرك: "ووفرت الأشهر التي مرت منذ ذلك الوقت فرصة لي لمراجعة الذات، والمصارحة مع النفس، ما يدفعني إلى كتابة هذه الكلمات إلى جلالتك، أخي الأكبر، آملا طي تلك الصفحة في تاريخ الأردن والأسرة".

وتابع: "أخطأتُ يا أخي الأكبر، وجل من لا يخطئ. وإنني إذ أتحمل مسؤوليتي الوطنية إزاء ما بدر مني من مواقف وإساءات بحق جلالة الملك المعظم وبلدنا خلال السنوات الماضية وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة، لآمل بصفحك الذي اعتدنا عليه من جلالتك".

وزاد: "أعتذر من جلالتك ومن الشعب الأردني ومن أسرتنا عن كل هذه التصرفات التي لن تتكرر".

ومضى الأمير حمزة: "أؤكد، كما تعهدت أمام عمنا الأمير الحسن بن طلال، أنني سأسير على عهد الآباء والأجداد، وفيا لإرثهم، مخلصا لمسيرتهم في خدمة الشعب الأردني، ملتزما بدستورنا، تحت قيادة جلالتك".

وأشار الديوان أن الأمير حمزة رفع رسالته إلى الملك، قبل بيان الديوان الملكي بيومين، بعد لقائهما بناء على طلبه، بحضور أخويهما الأميران فيصل وعلي.

واعتبر أن "إقرار الأمير حمزة بخطئه واعتذاره عنه يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح على طريق العودة إلى دور الأمراء في خدمة الوطن وفق المهام التي يكلفهم بها الملك".

وتشير التقديرات في الأردن إلى أن الملك عبد الله سيطلق سراح شقيقه قبل عيد الفطر في محاولة لتهدئة الصراع في العائلة المالكة وتحسين صورته في الأردن وبين المجتمع الدولي.

كما أن والدته نور زوجة الملك الراحل حسين بن طلال الذي وقع اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1994، نشرت تغريدة قبل بضعة أشهر على حسابها في تويتر بمناسبة عيد ميلاد حفيدتها "زين" ابنة الأمير حمزة.

أعربت نور في التغريدة فيها عن رغبتها في الإفراج عن ابنها بأسرع وقت ممكن حتى يتمكن من تربية ابنته ويكون مع العائلة.

وأثارت التغريدة موجة من التعاطف في الأردن، حيث يحظى الأمير حمزة بشعبية كبيرة في الشارع وخاصة بين القبائل البدوية، أكثر بكثير من أخيه الملك عبد الله.

قرب العفو

ولفت الموقع العبري إلى أنه بحسب المعلومات، فإن الأمير حمزة متورط أيضا في مؤامرة ضد الملك، ولاحقته الأجهزة الأمنية الأردنية لفترة طويلة ووثقت جميع أفعاله.

وأمر الملك لاحقا بالإفراج عن البدو المشتبه بهم من أجل منع التوترات بين القبائل والنظام الملكي الهاشمي. كما توصّل مع الأمير حمزة إلى "ترتيب خاص" بوساطة عمهما المشترك الأمير حسن.

واضطر حمزة للتوقيع على وثيقة تعهد فيها بالولاء الكامل للملك عبد الله ونجله الحسين وريث العرش ووضع تحت الإقامة الجبرية منذ اختفائه، في وقت يُزعم أنه جرى حلّ المشكلة داخل العائلة المالكة.

وأشار المحلل السياسي يوني بن مناحيم إلى أن الجدل يدور حول مسألة الوصي "ولي العهد".

فالأمير حمزة يقول إنه الوصي الشرعي وهو الذي يجب أن يخلف أخاه الملك عبد الله في المنصب، ومن ناحية أخرى، يعتقد العاهل الأردني أن الوريث الحالي للعرش هو ابنه.

ويبدو أن الملك عبد الله الذي لا يريد حوادث عنف وسفك دماء، يخشى الإفراج عن أخيه من الاحتجاز خشية تجدد الاضطرابات في الأردن.

وبين الموقع العبري أن الأمير حمزة محتجز دون محاكمة ودون السماح للمنظمات الحقوقية الدولية بالوصول إليه ورفع صوته.

وبحسب مصادر أميركية، فإن الملك عبد الله هو أكثر زعماء الشرق الأوسط شعبية لدى الإدارة الأميركية، فهو أول زعيم زار البيت الأبيض منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه.

ولفت ابن مناحيم إلى أن الملك عبد الله تمكن من إزالة محاولة التمرد ضده بسرعة نسبية من جدول الأعمال الإعلامي في الأردن.

لكن طالما ظل الأمير حمزة قيد الإقامة الجبرية، فلن تهدأ الرياح، حيث أعلن الملك عبد الله عزمه إجراء إصلاحات سياسية شاملة لمحاولة تهدئة الفتنة ضده، وعيّن لجنة لتقديم التوصيات إليه لتحديث النظام السياسي وتعديل قانون الانتخابات.

بيد أن الشارع الأردني لم يسعد بهذه الخطوة، ويقول إنها حلقة من الخطوات السابقة المصممة لامتصاص واحتواء الغضب الشعبي.

ويرى ابن مناحيم أنه لا أحد في الأردن يعتقد بأنه سيكون هناك أي تغيير جوهري في النظام السياسي، والرأي السائد في الشارع الأردني أن هذا كله بمثابة "إخماد للنيران، وتهدئة للأرواح" وأن الملك لن يفعل شيئا.

وأشار المحلل إلى أن الملك عبد الله وزوجته رانيا تعرضا لضربة شديدة في الأشهر الأخيرة بعد نشر "وثائق باندورا" في جميع أنحاء العالم والتي كشفت الفساد المالي للعائلة.

وأظهرت الوثائق شراء العائلة عقارات ضخمة في الولايات المتحدة وبريطانيا بينما يعاني الأردنيون من أزمة اقتصادية حادة، ومن المحتمل أن الملك يحاول الآن تحسين صورته من خلال مسامحة أخيه.

وأنهى ابن مناحيم مقالته بالقول إن التقديرات في الأردن ترى أن خطاب اعتذار الأمير حمزة قد يمهد الطريق لأن يوافق الملك على العفو وإطلاق سراحه، ولا يستبعد أن يكون ذلك قبل عيد الفطر.